الإمام الأكبر يطالب قادة العالم الإسلامي بزيادة التعاون الاقتصادي

طالب الإمام الأكبر د.أحمد الطيب قادة العالم الإسلامي المجتمعين في القاهرة بمناسبة قمة التعاون الإسلامي بالقاهرة بزيادة عِلاقات بالتعاونِ الاقتصادي، والتقني، والعلمي بدلا من الاقتصار على الوسائل الدبلوماسيَّةِ التقليديَّةِ.
جاء ذلك في الرسالة التي وجهها للقادة، الثلاثاء 5 فبراير، بمناسبة القمة التي تستضيفها القاهرة قائلا: آنَ الأوانُ أنْ تُستَثمرَ الأموالُ، وتُزال العَقَبات التي تَحُولُ دُونَ انتِقالها بين البلادِ الإسلاميةِ، وأنْ تخدمَ الأيدي العاملةُ سائرَ المشروعات أيَّا كان مكانُها في العالم الإسلامي، وأنْ نبني اقتِصادًا قويًّا يتعاوَنُ مع الاقتصاديات المتنامية والواعدة في الشرقِ والغربِ.
وأشار إلى أنَّ الأمَّة تضمُّ مليارًا ونصف المليار ينتشرون في كلِّ أرجاء العالم، يُؤمنون بربٍّ واحد، ويتَّبِعون دينًا واحدًا، ويتَّجهون لقبلةٍ واحدة، ويتجمَّعون في منظمةٍ واحدةٍ قادرة على حِفظ هَيْبَتِها وصِيانةِ حُقوقِها وإنصافِ الآخَرين أيضًا دونَ تمييز.
وطالب شيخ الأزهر القادة بالانتصار للقضية الفلسطينية والاهتمام بالمقدسات ورد الظلم عنها، كما طالبهم برفع الظلم عن المسلمين في ميانمار ومواجهة ظاهرة الاسلاموفوبيا.
وقال إنَّ الأزهرَ الذي يعتبرُ نفسَه قلبَ الأُمَّةِ الإسلاميةِ، وعقلَها وضميرَها النابضَ، يعيشُ آمالَ الأمَّةِ وآلامَها، ويُدافِعُ عن حُقوقِها وقِيَمِها ومُقدَّساتها إلى جانب مهمَّته العلمية في الحِفاظِ على الشَّريعةِ الإسلاميةِ، وتطويرِ عُلومِها وأبحاثِها، وعلى نشرِ الدَّعوةِ الإسلاميةِ، والحِفاظِ على اللُّغةِ العربيةِ.
وأضاف أن مَأساةُ إخوانِنا في فلسطين، ومُقدَّساتِنا الدِّينيَّةِ في القُدسِ التي تَعبَثُ بها رِياحُ المصالحِ الدوليَّةِ والمطامعِ غيرِ المشروعةِ، تُوجِبُ علينا بل على كُلِّ محبٍّ للحقِّ والحريَّةِ أنْ ننتَصِرَ لها، وأنْ نردَّ عنها البغيَ والعدوانَ، وهذا واجبٌ إنسانيٌّ عامٌّ، قبلَ أنْ يكونَ دِينيَّا كذلك.
وأكد أنه علينا أنْ نُواجه ظاهرةَ "الإسلاموفوبيا"، وأنْ نعمل جميعًا على إظهار سماحة الدِّين الحنيف، ورسالةِ القُرآن الكريم إلى الإنسانيةِ كافَّةً في مثل قوله تعالى: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ‌ وَأُنثَى? وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَ‌فُوا ? إِنَّ أَكْرَ‌مَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ} [الحجرات: 13].
ودعا الطيب للعمل على حلِّ ما عساه يُوجد من مشاكل فيما بيننا على أساسٍ من الإخاء، والرُّوح السِّلمية، والحوار البَنَّاء، وبخاصَّة القضيَّة السوريَّة والعمل على الوقف الفوريِّ لإراقة الدِّماء في هذا القُطر الشَّقِيق.