في ندوة "الترجمة جسر الثقافات" بمعرض القاهرة للكتاب تناول المشاركون الدور الذي تلعبه الترجمة في نشر التسامح بين الشعوب ، وكيف أنها جسر لتبادل الثقافات. أكدت د. سهير المصادفة أن الترجمة التى نعرفها الآن هي مرحلة متأخرة ظهرت مع صناعة الكتاب، وإنما الدور الحقيقي للترجمة يكاد يكون ظهورها مع بداية تعلم الإنسان الكلام، وكان دورها مؤثرا في التأليف بين البشر ونشر التسامح بينهم. وأوضحت المصادفة أن الأمر لم يعد يقتصر على تناقل الرسائل بين الملوك كما كان يحدث سابقا، والترجمة الأدبية هي الوحيدة التى يتم نقلها دون المرور على هؤلاء الطغاة ، وإنما تنقل العادات والتقاليد والسمات التى يتميز بها هذا الشعب دون أن تكون عليها رقابة من الحكومات التى قد تصعد الآن ويخسف بها الأرض بعد لحظات، فهي نقل روح الشعب إلى الآخر، وهذه أفضل طريقة يمكن من خلالها بث التسامح ومعرفة أن هناك أصوات متعددة غير صوته. وقال المترجم الدكتور طلعت شاهين إن دور المترجم الحقيقي أن ينقل عادات وتقاليد البلد المترجم عنه، وأشياء أخرى لابد أن يعرفها شعبه أو الشعب المترجم إليه، وأن ينقل المناخ الاجتماعي والاقتصادي الذي تتحرك فيه الرواية، وأن يكون عارفا بهذا السياق بشكل يستطيع أن يتفهمه القارئ بالعربية . وقارن د. طلعت بين المترجم الأدبى والمترجم الفورى: "المترجم الأدبي يستطيع أن يختار العمل الذي يترجمه، وفي كثير من الأحيان يحق له أن يرفض ترجمة أي عمل من أساسه عندما يجده يتعارض مع أفكاره وآرائه، وكثيرا ما نجد من يتجرأون على ترجمة بعض الأعمال فيغيرون في معناها لتوافق رؤيتهم، وهذا تدخل في العمل يخل بقيمته والهدف المنشود من ترجمته، وعلى العكس من ذلك يمكن للمترجم الأدبي أن يترجم عملا يتعارض مع رؤيته الشخصية. والمترجم الفورى من وجهة نظر د. طلعت ليس لديه أي اختيار فهو ينقل اللغة كما هي حتى لو كان هناك صراع بين من يترجم عنه ومن يترجم إليه ولا يمكن أن يضع فيها أي وجهة نظر. من جانبه رفض د. محمود السيد على أستاذ الأدب الأسبانى وعضو الجمعية العلمية للمترجمين الفوريين، أن يقتصر التسامح على ترجمة الكتب فقط وإنما الأمر يتطلب أن يشمل الموسيقى والنحت وكافة الأشكال الإبداعية التى تعبر عن هوية هذا البلد، فلابد أن نوسع من مفهوم كلمة الترجمة التى كانت مرتبطة قديما بنقل نص من لغة إلى أخرى إلا أنها الآن لها أبعاد كثيرة.