رأى الكاتب التركي هاكان آلبايراق، في مقال له بعنوان "ماهي قضية مالي؟"، بصحيفة "ستار"، أن هدف فرنسا من التدخل العسكري في مالي، المحافظة على مصالحها الاستعمارية في أفريقيا. ونشرت وكالة أنباء"الأناضول" التركية فى نسختها العربية على موقعها الإليكترونى اليوم الأربعاء، أن الكاتب لخص ملف الأزمة في مالي وفق النقاط التالية: - مسألة دولة مالي ليست شأنا ماليا وحسب. - باريس تسعى إلى الحفاظ على سيطرتها على دول تشاد والنيجر وبوركينا فاسو، وساحل العاج، البلدان المجاورة لمالي، والتي كانت مستعمرات فرنسية سابقة، والغنية بالمصادر الطبيعية الثمينة، وذلك وفق مفهوم الإستعمار الجديد، وتنفيذ هجمات متنوعة ضد الحكومات التي تخرج عن سيطرتها أو ضد المعارضين للحكومات الموالية لها. - فرنسا تحتفظ بقوات لها في تشاد التي تعد محطة انطلاق للتدخل ضد شمال مالي، التي يتحكم بها "المجاهدون" حسب وصف الكاتب، الذي اشار إلى الدور الذي لعبته القوات الفرنسية في تشاد لدعم نظام الرئيس " الديكتاتور" إدريس ديبي الذي يحكم منذ 1990، ويقدم نفط بلاده لفرنسا على طبق من ذهب. - توجد إدعاءات تفيد بتمويل شركة "أريفا" الفرنسية لليورانيوم، مجموعات من الطوارق الذين يحاربون من أجل الاستقلال، في منطقة "اغاديز" الغنية باليورانيوم في النيجر، حيث أكد آلبايراق، دعم العملاء الفرنسيين الذين يدخلون البلاد كصحفيين لتمرد الطوارق. - مالي توجد فيها مصادر اليورانيوم، فضلا عن كثير من المبشرين الكاثوليك، الذين يشيدون كنائس ذات عمارة قوية مقابل مساجد متداعية البنيان في قرى جميع سكانها من المسلمين، ويقدمون هدايا للقرويين والأطفال بغية تعويدهم على المسيحية، الأمر الذي يسهل تقبل الأجيال الجديدة للمسيحية عند تبشيرهم بها. واضاف الكاتب أنه عندما يُسأل مواطنون ماليون حول عدم معارضتهم للنشاطات التبشيرية في مناطق المسلمين، يجيبون بأن الحكومة تحذرهم من مغبة ذلك، لأنه سيؤدي إلى إيقاف الدعم والقروض المقدمة لهم من قبل فرنسا، مشيرا إلى العلاقة الوثيقة بين الاستعمار الفرنسي، والتبشير الكاثوليكي. وبيّن الكاتب أن عدد قتلى التدخل العسكري في مالي تجاوز 100 مسلم خلال اليوم الأول للهجوم، لافتا إلى موت 3 أطفال غرقا بعد أن رموا بأنفسهم بنهر، هربا من القصف الجوي، مؤكدا أن هدف باريس الرئيسي الحفاظ على مصالحها الاستعمارية في القارة الأفريقية، وليس كما يدعي الرئيس الفرنسي هولاند أن هدف بلاده مساعدة حكومة مالي المهددة من قبل محموعات إسلامية. وأوضح الكاتب أن بعض المجموعات من بين الإسلاميين الذين سيطروا على شمال مالي قبل نحو 10 أشهر، دخلوا في مواجهات لا داعي لها مع أهالي المنطقة، معربا عن أمله في تجاوز تداعيات تلك الأزمة، الأمر الذي سيسهم في حال حدوثه، بتقوية المقاومة أكثر، منوها أن "المجاهدين"، حتى لو هزموا في المعركة الحالية، فإن الحرب ستستمر وسينتصر "المجاهدون" آجلا أم عاجلا. على اعتبار أن "الله أكبر" بحسب الكاتب.