بدأت اليوم بمقر جامعة الدول العربية أعمال الدورة الرابعة والاربعين لمجلس وزراء الإعلام العرب برئاسة على أحمد العمراني وزير الإعلام اليمني. وتناقش الدورة 16 بندا تتناول مختلف قضايا العمل الإعلامي العربي المشترك وفي مقدمتها إيجاد آلية لمنع التشويش على الأقمار الصناعية العربية بالإضافة إلى مناقشة مدى التزام الإعلام العربي الذي صاحب الثورات العربية الأخيرة بميثاق الشرف الإعلامي العربي وطلب مملكة البحرين بوقف عضوية المجموعة اللبنانية للاعلام" المنار والنور". كما تناقش متابعة تنفيذ قرارات القمة العربية ومجلس الجامعةالعربية على المستوى الوزاري في مجال الإعلام بالإضافة إلى متابعة تنفيذ الخطة الجديدة للتحرك الإعلامي العربي في الخارج وكيفية دعم الإعلام العربي للقضية الفلسطينية إعلاميا وبحث تقديم الدعم الإعلامي لعدد من الدول العربية ودور الإعلام العربي في التصدي لظاهرة الإرهاب ومتابعة تنفيذ "عشرية التنمية التشاركية للإعلام والاتصالات في المنطقة العربية للأعوام 2018". وأكد الدكتور نبيل العربى الأمين العام لجامعة الدول العربية ضرورة البحث عن صيغة مثلى لوضع إستراتيجية إعلامية عربية موحدة تنير الطريق نحو تحقيق متطلبات واحتياجات الشعوب العربية. وقال في كلمته امام افتتاح الدورة انه يجب علينا أن نعترف الآن أننا نعيش في عالمٍ لا يعترف بخصوصية الحدود الجغرافية وانما يتسم بالعولمة ويفرض على الخطاب الإعلامي العربي أفكاراً ورؤى قد لا تتناسب مع ثقافات الشعوب العربية شديدة التقارب فيما بينها بما بات يؤكد على مؤسسات الاعلام العربى الرسمى تعزيز علاقات التعاون فيما بينها وكذلك فيما بينها وبين الفضاء الاعلامى الخارجى لمواجهة المخاطر والتحديات المعاصرة. واشار الى ان هذه الدورة الجديدة لوزراء الاعلام العرب تأتي في خضم المستجدات والمتغيرات والأحداث شديدة التأثير التي شهدتها الساحة العربية في السنوات الاخير، والتى كان للإعلام العربي نصيبا هاما في تغطيتها والتأثير أحيانا في مساراتها احيانا مؤكدا انها أحداث فرضت تغييراً واضحاً على شكل الخطاب الإعلامي العربي التقليدي وراحت تشكل ملامح خطاب جديد يسعى الى لمس متطلبات وهموم الوطن العربي برؤى متعددة الوجهات والاتجاهات. وشدد على ضرورة تبني إعلام جاذب لطموحات شعوبنا مدركين ومستوعبين لما شكلته العولمة من تحديات لمنظومة القيم في المجتمعات العربية بل فى جميع المجتمعات في العالم ككل لافتا الىان هذه ليست دعوة للخوف أو لإغلاق نوافذ الإنفتاح والتواصل فلكل حقبة زمنية تحدياتها وإهتماماتها التي تؤثر فى شخصيتها الحضارية وقيمها الأخلاقية كما أن الاعلام هو مرآة للواقع وأيضاً الواقع الذى نعيشه والذي نريد أن نعيشه. وأكد انه آن الأوان للإعلام العربي الرسمى أن يعمل بكل جهد على الخروج من الأشكاليات المهنية والتنظيمية التي تعاني منها مؤسساتنا الرسمية بشكل عام وايجاد رؤى إعلامية حديثة لمخاطبة قطاعات جماهيرنا باختلاف هوياتها. وأشار الى ان الواقع العربى يفرض على المسئولين عن الرسالة الإعلامية إتخاذ التدابير اللازمة في الوصول إلى الجماهير بكل شفافية وصدقٍ وأمانة وفي الوقت المناسب للمعلومة وهو ما يعنى الاستفادة وتيسير الاستفادة بوسائل الاعلام الحديثة والمستحدثة التى يوفرها شبكات التواصل الاجتماعي والانترنت. وأعرب عن قناعته بأن من بين أهم وظائف وزارات الاعلام هى مساعدة الاعلاميين على الوصول الى المعلومة الصحيحة في الوقت المناسب ومساعدتهم فى ايصالها الى الجماهير المستهدفة من الخطاب الاعلامى وهو واجب على الدولة ومختلف مؤسساتها. وأشار إلى أن هذا المجلس ينعقد في ظل أحداث مهمة في العالم العربي خاصة القضية المركزية القضية الفلسطينية وفي هذا الصدد وجه التهنئة للشعب الفلسطيني على حصوله على المركز القانوني لدولة فلسطين كدولة مراقب بالأمم المتحدة. وقال إن العمل العربي المشترك يسعى دائما للتغلب على المصاعب وأحيانا على المؤامرات التي تواجه حق الشعب الفلسطيني في الحصول على حقوقه. ولفت إلى أن فلسطين حصلت في التصويت بالأمم المتحدة على عشر أصوات أكثر من أغلبية الثلثين مؤكدا ضرورة بذل الجهود لدعم تأسيس الدول الفلسطينية وقال حان الوقت لأن تعلم إسرائيل أنها يجب أن تنسحب من الأراضي الفليسطيني المحتلة لأن الحق الفلسطيني سيتحقق لامحال. وقال إننا كلنا نتابع الأحداث الدموية التي تشهدها سوريا وشلال الدم الذي لايتوقف وعملية التدمير الممنهجة التي تستهدف البنية التحتية وتوسيع نطاق أعمال العنف بما يحمله من المخاطر على مستقبل سوريا ودول المنطقة. وأضاف الدكتور نبيل العربي أن الأزمة تفاقمت حتى دخلت سوريا بأكلمها حربا أهلية واسعة النطاق وهي حالة تقلق الضمير العربي والعالمي مؤكدا ان الجامعة العربية تبذل قصارى جهدها لمعالجة هذه الأزمة عبر مبعوثها العربي الأممي المشترك الأخضر الإبراهيمي إلا أنه اعترف بأن هذه المساعي لم تتوصل إلى نتائج ملموسة. وأكد سعي الجامعة العربية للوصول إلى آلية لمنع التشويش حيث تعرضت المؤسسات الإعلامية لخسائر بسبب التشويش. وأعلن العربي أنه قام بإرسال إلى خطاب إلى رئيس دولة أريتيريا بناءعلى طلب مدير شركة عربسات طلبنا منه وقف التشويش الذي يتم من أراضي أريتريا على الأقمار الصناعية التابعة للشركة. من جانبه انتقد على أحمد العمراني وزير الإعلام اليمني رئيس الدورة 44 لمجلس وزراء الإعلام العرب بعض الإعلام الذي يثير البغضاء ويغير الحقائق مطالبا حماية الأجيال العربية من البيئة التي تؤدي إلى التطرف والضلال. وقال إن هناك دوائر تتربص بأوطاننا وتنفذ من خلال أدوات الاتصال الحديثة وكذلك المتطرفون الذي يستغلون خيبة أمل الشباب وأيضا بعض القوى الإقليمية والدولية التي تستغل التنوع الديني والطائفي في العالم العربي والمظالم فيدعمون وينشئون القنوات الفضائية التي تكرس رسالتها إلى تعزيز تناحر مجتمعاتنا وإضعافها وتفككها. وأضاف أن التنوع والتعدد الذي يفترض أن يكون مبدعا ومصدر حيوية لنا مثلما عليه الحال في كثير من بقاع العالم هذا التنوع أصبح مصدر قلق وتفكك وضعف ووسيلة للتربص مشيرا إلى أن الإعلام كثير مايحمل رسالة التباعد بين أبناء الوطن الواحد وقد يدين هذا الإعلام بالتبعية للآخرين. وأكد ضرورة إعطاء اهتمام بقضية الوحدة على مستوى كل بلد وعلى مستوى البلدان العربية كلها مشيرا الى أن هذا المؤتمر الذي ينعقد بعد ثورات الربيع العربي من المتوقع أنه سيكون متميزا ومختلفا فهناك حاجة للاجتهاد لتحقيق ذلك ليكون هذا المؤتمر إتطلاقة إلى مرحلة جديدة. وأعرب عن أمله أن تكون الخطوات التي يتخذها مجلس التعاون الخليجي في طريق الاتحاد تشكل اللبنة الأساسية لتوحيد العرب جميعا. وأشار إلى أن اليمن طلب الإصلاح وعندما تعسر ذلك حمل فتية اليمن أكفانهم في مظاهرات سلمية وتم التغيير بطريقة تراعي ظروف اليمن وشكلت حكومة وفاق وطني بين الحزب الحاكم والمعارضة وأجريت انتخابات رئاسية انتخب خلالها عبد ربه منصور هادي الذي يقود عملية إصلاح تدعمه الحكومة وتم تطهير محافظة أبين من المتطرفين والإعداد لمؤتمر الحوار الوطني تتوخى الحكومة آن تشارك فيه كافة الأطراف المعنية وتأمل ان يتمخض مؤتمر الحوار الوطني عن حلول تعالج مشكلات اليمن. وأشاد بدور الأشقاء في مجلس التعاون الخليجي في دعم اليمن كما وجه الشكر للأمين العام للجامعة العربية واعضاء الأمانة العامة للجامعة العربية على الإعداد لاجتماع مجلس وزراء الإعلام العرب. من جانبه دعا صلاح عبد المقصود وزير الإعلام المصري نظرائه العرب إلى تبنى مشروع إعلامي عربي قومي يكون بمثابة مشروع القرن لتوثيق التراث السمعي والبصري العربي . وقال إن هذا المشروع مشروع حضاري يوثق أحداث أمة بأسرها إضافة إلى توثيق أحداث المرحلة الحالية مشددا على أنها وثائق تحمل تاريخ أمتنا وتصيغ مستقبلها. وأكد ضرورة التنسيق العربي في التشريعات الإعلامية خاصة في مجال البث وحركة وتداول المعلومات والتبادل المشترك في البحوث والمعلومات والأرشفة الإلكترونية. وقال إن الفوضى الإعلامية التي تشهدها المنطقة تؤكد ضرورة البحث عن مداخل للتوحد والإتفاق ليقوم الإعلام بالأدوار التنويرية والتنموية مشددا على أن هذه الأدوار هي المدخل الوحيد للتوحد. وأكد أهمية دعم وتفعيل عنصر المهنية تحقيق لدور فعال للإعلام العربي مشددا على أن المهنية ليست مجرد امتلاك القدرات الفنية بل المتصلة بالحرفية والموضوعية في الأداء والجودة البرامجية في الانتاج والمحتوى وعنصر الأخلاقيات المهنية ومايتعلق بأخلاق وقواعد مهنة الإعلام. وقال إن أمتنا في أشد الحاجة إلى وحدة الصف موقفا وكلمة وعملا وهذا دور الإعلام العربي مؤكدا أن أهمية الاجتماع تتخطى جدول الأعمال المدرج لأن هذه المرحلة لاتشهد تحديات جسام تواجه عدد من الدول العربية بل التحدي الذي يواجه الأمة العربية كلها. ونبه الى أهمية دور الإعلام الممتد في البناء والتنمية مؤكدا على انه لا مكانة لأمتنا بدون تنمية وحرية بناءة ونحن في عصر لايتحدث إلا بالقوة. و قال سميح خلف المعايطة وزير الإعلام والثقافة الأردني إن هناك محاولة لجعل الإعلام وسيلة للاستقطاب وأن أهل الإعلام يخوضون معركة لمنع تحوله إلى بندقية في يد أهل السياسة. واعتبر أن القمع والكبت ليس العدو الوحيد للحرية بل توريط الإعلام في معارك الأفراد والدول لأن هذا يبعده عن المهنية.