طالب الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربى وزراء الإعلام بوضع استراتيجية إعلامية عربية موحدة تنير الطريق، تتسم بتوكيد الحرية وعدم التعدي على القانون خلال افتتاحه اجتماع وزراء الإعلام العرب. وقال إننا نعيش فى عالم لا يعترف بخصوصية الحدود، بما يفرض على الإعلام العربى أحيانا أمورا لا تتفق مع ثقافات الشعوب، ودعا إلى تبنى إعلام جاذب لطموحات الشعوب، مدرك لقيم منظومة العولمة، وقال إنها ليست دعوة للخوف وعدم الانفتاح، مشيرا إلى أن الإعلام مرآة للواقع، الواقع الذى نعيشه أو نريد أن نعيشه لذا يجب احترام القواعد والتقاليد. وقدم العربى رؤية جديدة للإطار العام لما يجب أن يكون عليه الإعلام بإيجاد رؤى إعلامية حديثة من منطلق هوية الجماهير العربية، والوصول للجماهير بكل شفافية وصدق وفى والوقت المناسب، وقال إن ذلك يعنى الاستفادة من منجزات العصر فى مجال الاتصال خاصة شبكات التواصل الاجتماعى. وأشار إلى أن هذا المجلس ينعقد فى ظل أحداث مهمة فى العالم العربى خاصة القضية المركزية القضية الفلسطينية. وفى هذا الصدد وجه التهنئة للشعب الفلسطينى على حصوله على المركز القانونى لدولة فلسطين، كدولة مراقب بالأمم المتحدة. وقال إن العمل العربى المشترك يسعى دائما للتغلب على المصاعب وأحيانا على المؤامرات التى تواجه حق الشعب الفلسطينى فى الحصول على حقوقه. ولفت إلى أن فلسطين حصلت فى التصويت بالأمم المتحدة على عشر أصوات أكثر من أغلبية الثلثين، مؤكدا ضرورة بذل الجهود لدعم تأسيس الدول الفلسطينية وأن الوقت قد حان لأن تعلم إسرائيل أنها يجب أن تنسحب من الأراضى الفلسطينيةالمحتلة لأن الحق الفلسطينى سيتحقق لا محال. وفيما يتعلق بالأحداث فى سوريا قال: كلنا نتابع الأحداث الدموية التى تشهدها سوريا، وشلال الدم الذى لا يتوقف وعملية التدمير الممنهجة التى تستهدف البنية التحتية، وتوسيع نطاق أعمال العنف بما يحمله من المخاطر على مستقبل سوريا ودول المنطقة. وقال العربى إن الأزمة تفاقمت حتى دخلت سوريا بأكلمها حربا أهلية واسعة النطاق، وهى حالة تقلق الضمير العربى والعالمى، والجامعة العربية تبذل قصارى جهدها لمعالجة هذه الأزمة عبر مبعوثها العربى الأممى المشترك الأخضر الإبراهيمى.. إلا أنه اعترف بأن هذه المساعى لم تتوصل إلى نتائج ملموسة. من جهة أخرى، أعلن العربى أن سعى الجامعة العربية للوصول إلى آلية لمنع التشويش حيث تعرضت المؤسسات الإعلامية لخسائر بسبب التشويش. وأشار إلى أنه قام بإرسال خطاب إلى رئيس دولة إريتريا بناء على طلب مدير شركة عربسات لوقف التشويش الذى يتم من أراضى إريتريا على الأقمار الصناعية التابعة للشركة. من جانبه دعا وزير الإعلام صلاح عبد المقصود نظراءه العرب إلى تبنى مشروع إعلامى عربى قومى يكون بمثابة مشروع القرن لتوثيق التراث السمعى والبصرى العربى. وقال صلاح عبد المقصود فى كلمته فى افتتاح الدورة ال44 لمجلس وزراء الإعلام العرب برئاسة اليمن إن هذا المشروع هو مشروع حضارى يوثق أحداث أمة بأسرها إضافة إلى توثيق أحداث المرحلة الحالية، مرحلة التطور والنضوج الإيجابى إنها وثائق تحمل تاريخ أمتنا وتصيغ مستقبلها. وأكد ضرورة التنسيق العربى فى التشريعات الإعلامية خاصة فى مجال البث وحركة وتداول المعلومات، التبادل المشترك فى البحوث والمعلومات والأرشفة الإلكترونية. وقال عبد المقصود إن الفوضى الإعلامية التى تشهدها المنطقة، تؤكد ضرورة البحث عن مداخل للتوحد والاتفاق، ليقوم الإعلام بالأدوار التنويرية والتنموية، مشددا على أن هذه الأدوار هى المدخل الوحيد للتوحد. وأكد أهمية دعم وتفعيل عنصر المهنية تحقيقاً لدور فعال للإعلام العربي، مشدد على أن المهنية ليست مجرد امتلاك القدرات الفنية بل المتصلة بالحرفية والموضوعية فى الأداء والجودة البرامجية فى الانتاج والمحتوى، والالتزام بالأخلاقيات المهنية وما يتعلق بأخلاق وقواعد مهنة الإعلام. وقال إن أمتنا فى أشد الحاجة إلى وحدة الصف موقفا وكلمة وعملا، وهذا دور الإعلام العربي، مؤكدا أن أهمية الاجتماع تتخطى جدول الأعمال المدرج، لأن هذه المرحلة لا تشهد تحديات جسام تواجه الأمة العربية كلها. وأشار إلى أهمية دور الإعلام الممتد فى البناء والتنمية، قال إنه لا مكانة لأمتنا بدون تنمية وحرية بناءة ونحن فى عصر لا يتحدث إلا بالقوة. ونقل وزير الإعلام المصرى ترحيب الشعب المصرى والرئيس محمد مرسى إلى وزراء الإعلام العرب. من جانبه، قال سميح خلف المعايطة وزير الإعلام والثقافة الأردنى إن هناك محاولة لجعل الإعلام وسيلة للاستقطاب، وأهل الإعلام يخوضون معركة لمنع تحوله إلى بندقية فى يد أهل السياسة. واعتبر أن القمع والكبت ليسا العدو الوحيد للحرية، بل توريط الإعلام فى معارك الأفراد والدول لأن هذا يبعده عن المهنية. وانتقد على أحمد العمرانى وزير الإعلام اليمنى رئيس الدورة ال44 لمجلس وزراء الإعلام العرب بعض وسائل الإعلام التى يثير البغضاء وتغير الحقائق، مطالبا حماية الأجيال العربية من البيئة التى تؤدى إلى التطرف والضلال. وقال إن هناك دوائر تتربص بأوطاننا وتنفذ من خلال أدوات الاتصال الحديثة، وكذلك المتطرفين الذى يستغلون خيبة أمل الشباب فى القيادات والزعامات، وأيضا بعض القوى الإقليمية والدولية التى تستغل التنوع الدينى والطائفى فى العالم العربى والمظالم، فيدعمون وينشئون القنوات الفضائية التى تكرس رسالتها إلى تعزيز تناحر مجتمعاتنا وإضعافها وتفككها. وأضاف أن التنوع والتعدد الذى يفترض أن يكون خلاقا ومبدعا ومصدر حيوية لنا، مثلما عليه الحال فى كثير من بقاع العالم هذا التنوع أصبح مصدر قلق وتفكك وضعف، ووسيلة للتربص، مشيرا إلى أن الإعلام كثير مايحمل رسالة التباعد بين أبناء الوطن الواحد، وقد يدين هذا الإعلام بالتبعية للآخرين. وأكد العمرانى ضرورة إعطاء اهتمام بقضية الوحدة على مستوى كل بلد وعلى مستوى البلدان العربية كلها، التى فشلت بسبب الاستبداد والفساد والرومانسية من جهة أخرى. وقال إن هذا المؤتمر الذى ينعقد بعد ثورات الربيع العربى من المتوقع أنه سيكون متميزا ومختلفا، هناك حاجة للاجتهاد لتحقيق ذلك ليكون هذا المؤتمر انطلاقة إلى مرحلة جديدة. وأعرب عن أمله أن تكون الخطوات التى يتخذها مجلس التعاون الخليجى فى طريق الاتحاد، تشكل اللبنة الأساسية لتوحيد العرب جميعا. وأشار إلى أن اليمن طلب الإصلاح وعندما تعثر ذلك حمل فتية اليمن أكفانهم ونزلوا فى مظاهرات سلمية وتم التغيير بطريقة تراعى ظروف اليمن، وشكلت حكومة وفاق وطنى بين الحزب الحاكم والمعارضة، وأجريت انتخابات رئاسية انتخب خلالها عبد ربه منصور هادي، الذى يقود عملية إصلاح تدعمه الحكومة، وتم تطهير محافظة أبين من المتطرفين، والإعداد لمؤتمر الحوار الوطني، نتوخى آن تشارك فيه كافة الأطراف المعنية، ونأمل أن يتمخض مؤتمر الحوار الوطنى عن حلول تعالج مشكلات اليمن.