فصل جديد من توتر العلاقة بين المسلمين والمسيحيين في مصر، يخط سطوره مجموعة من الموتورين المتشددين من الطرفين، بغرض إغراق سفينة الوطن، والنيل من استقرارها، لجهل فى المعتقد مرة وأخرى لأغراض نفسية ومصالح شخصية. وهناك أياد خفية تريد العبث بأمن مصر واستقراره، وعندما تحدث مشكلة بسيطة بين أي مسلم وقبطي كالتي تحدث بين مسلم ومسلم أو قبطي وقبطي أو تحدث بين الجيران، نتيجة لخلاف في وجهات النظر أو سوء في الفهم، فإن الإعلام يضخمها ويؤججها ويصورها علي أنها فتنة طائفية. الإسلام أعطي الأقباط ما لم يعطه لهم أحد عندما قال النبي صلي الله عليه وسلم: (لهم ما لنا وعليهم ما علينا)، وهذا يفوق ما يدعو إليه البعض باسم المواطنة وباسم المساواة والإنسانية، والنبي صلي الله عليه وسلم علمنا أنهم آمنون في كنائسهم وعلي عقائدهم وعلي عبادتهم فقال صلي الله عليه وسلم: (ألا من ظلم معاهدا أو انتقصه حقه أو كلفه فوق طاقته أو أخذ له شيئا بغير حقه فأنا حجيجه يوم القيامة). الأقباط ما شعروا بالأمن طيلة ال14 قرنا الماضية إلا في كنف الإسلام وفي ظلاله، والإسلام ما أعتدي علي حرياتهم وما قهرهم وما أكرههم علي الدخول فيه، ولا يجوز أبداً أن نحكم علي إسلامنا بتصرف خاطئ من بعض المنتسبين إليه. إن ثقافة ومعتقد أهل مصر أن يحافظوا علي الأقباط من غير المسلمين وأن يدافعوا عنهم ولا يؤذوهم، وهم يشهدون الآن بهذا علي ألسنتهم بدون استثناء. وسماحة الإسلام مع غير المسلمين جعلت المستشرق الإنجليزي توماس آرنولد يقول: «إن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات مسلمة لشاهد على هذا التسامح»، وتقول المستشرقة الألمانية زيغريد هونكه: «العرب لم يفرضوا على الشعوب المغلوبة الدخول في الإسلام، فالمسيحيون واليهود الذين لاقوا قبل الإسلام أبشع أمثلة للتعصب الديني وأفظعها سمح لهم جميعا دون أي عائق يمنعهم بممارسة شعائر دينهم وترك المسلمون لهم بيوت عبادتهم وأديرتهم وكهنتهم وأحبارهم دون أن يمسوهم بأدنى أذى، ويقول روبرتسن في كتابه “تاريخ شارلكن":إن المسلمين وحدهم الذين جمعوا بين الغيرة لدينهم وروح التسامح نحو أتباع الأديان الأخرى. فتعالوا ياشركاء الوطن إلى كلمة سواء بيننا جميعا كمصريين حتي نعبر بسفينة الوطن إلى بر الأمان.