الناشط السياسي "جورج إسحق" شارك في كل التظاهرات المناهضة للاحتلال والفساد منذ طفولته، ولعله أول من اعترف بحق الإخوان المسلمين في المشاركة السياسية وساندهم ودعمهم، إلا أنه أصبح في صفوف المعارضة لسياستهم بعد توليهم زمام الحكم، ويرى أن تدني الأوضاع السياسية والاقتصادية سببها الرئيس مرسي وحكومته، ويطالب الرئيس بأن يصارح الشعب بكل شفافية لما وصل إليه حال البلد، ويعلن استمراره معارضته.. في هذا الحوار يعلن رأيه ورؤيته للمرحلة المقبلة. * كيف ترى مصير القوى المصرية المعارضة في الفترة المقبلة؟ - القوى المعارضة لأول مرة تتجمع في كتلة واحدة هي جبهة الإنقاذ، وتفكر حاليًا بعض الأحزاب أن تندمج في حزب واحد مثل حزب الدستور، والمصريين الأحرار، ومصر الديمقراطي، مصر الحرية، سيضمها كلها تكتلاً واحدًا، وسندخل الانتخابات بعد التأكد أنها بالفعل انتخابات حقيقية حرة نزيهة، ولجنة عليا للانتخابات بأعلى مستوى لديها إمكانيات مادية وإدارية وتقنية عالية، تؤدي عملها بشفافية، وفي وجود رقابة دولية، وتصويت إلكتروني الموجود في مصر منذ سنة ولم يطبق بعد، لأنه إذا كان هناك نية تزوير فلن يقروا العمل به، إذا تم كل هذا سندخل انتخابات النواب القادمة، بقائمة موحدة من كل الأحزاب التي تضمها جبهة الإنقاد، وفي جميع محافظات مصر.. وهذا ما نرتب له في الوقت الحالي. * ما رؤيتك لمصير مصر؟ وكيف سيكون الوضع سياسيا واقتصاديا؟ - الشيء الأساسي الذي يشغل جبهة الإنقاذ الوطني هو الأزمة الاقتصادية، حيث نحن على أعتاب منحنى خطير جدًا، فالاحتياطي أربعة عشر مليارا ونصف المليار، وإذا وصل إلى اثنى عشر مليار سنكون دخلنا في دائرة الخطر، وللأسف نزل الائتمان إلى "سالب ب"، وهناك ثلاثة بنوك وصلت إلى نفس النتيجة، ومنها: البنك الأهلي وبنك مصر، مما ينبئ عن خطر شديد، فلن يقرض أي بنك منها أو يقبل "مِنَحا"، فنحن في مرحلة خطيرة للغاية. * وما الحل من وجهة نظرك؟ - أدعو إلى تنظيم ورشة عمل اقتصادية محترمة جادة من خبرائنا المتخصصين في الاقتصاد بالداخل والخارج، وتستمر الورشة لمدة أسبوع أو عشرة أيام تحضرها كل القوى الوطنية، لإيجاد الحلول المناسبة لإنقاد بلدنا من الأزمة الاقتصادية، والبعد عن أي "محصاصة" أو مزايدة، لأنها تمس نبض وعصب الشعب المصري. * وكيف ترى مجلس الشورى الذي سيتولى السلطة التشريعية لحين انتخاب مجلس النواب؟ - مجلس الشورى هذا "مهزلة" بكل المعايير ووصمة وعار في جبين مصر، وطعنة في الديمقراطية؛ لأن هذا المجلس كسب الانتخابات بنسبة 7 %، فهو مجلس غير شرعي، وعندما تعطيه مشروعية فهو مثلما "تلبسين" واحد رداء أكبر من حجمه، ونقول –كجبهة إنقاذ وطني- إذا صدرت منه أي تشريعات تمس المجتمع المصري، ستكون لنا وقفة قوية ضده، وكل ما عليه هو أن يناقش قانون الانتخابات الجديد، أو كيفية حل المشكلات الاقتصادية، وأطالب أعضاء مجلس الشورى أن يراعوا الله في مصر، وأن يتوقفوا عن وضع أي تشريعات أخرى، وإن حدث ذلك سنقاومها بكل قوة. * هناك اتهامات عديدة وجهت إلى جبهة الإنقاذ الوطني منها: عرقلة المسيرة الوطنية والتحريض على العصيان، وأخيرًا قلب نظام الحكم، ما ردكم؟ - هذا كلام "فج"، لا يصح أن يصدر بعد الثورة، هذه "مقارعة" سياسية، و"الأجلاف" هم الذين يقولون مثل هذا الحديث، لكن الناس الوطنين لا يتفوّهون بمثل هذا الكلام، كل شيء مباح في مصر إلا تهمة الخيانة، هذه تهمة خطيرة جدًا وسوف نتصدى لها، وسنرفع دعوى ضد من يدعي هذا الكلام الفارغ، فعندما أخذ موقف من د.مرسي، هل ذلك يعني أني أريد عمل إنقلاب؟ وهذا موقفنا الرافض كان أيضًا أثناء فترة حكم "مبارك"!!.. ومثل تلك الدعاوي لن تخيفنا أو تمنعنا من مقاومة "مرسي" سنعارضه وننتقده طالما هناك شيء ضد مصلحة البلد وإرادة الشعب، ونحن مستعدون للتضحيات. * مَن تعتقد أقام دعاوى الاتهام بالخيانة العظمى للبرادعي وموسى وحمدين؟ - طبعًا، الإخوان ينفون رفع هذه الدعوى وينكرون معرفتهم بها، فعلى الأقل يصدر حزب الأغلبية "الحرية والعدالة" بيانًا يقول فيه إن هذه "نطاعة" سياسية و"جلافة"، وعلى السيد النائب العام أن يقوم بالمواءمة الصحيحة ويستقيل كي يحفظ كرامته ومركزه ويحافظ على قيمته. * كيف ترى الاختلاف بين النظام السابق والحالي؟ - نحن نعيش في عصر "مبارك" بشرطة، نعيش في عصر مبارك ب"ذقن".. بالضبط هذا هو الفارق الوحيد. * وما الوسيلة للخروج من الأزمة الحالية من وجهة نظرك؟ - أن ننقّي المناخ "المسموم"، فهذه ليست ديمقراطية، والصندوق أخر آلية من آليات الديمقراطية، ومع ذلك هذا الدستور أُقِر بنسبة 20 %، بدليل أن الكتلة التصويتية 50 مليونا والذين أدلوا بأصواتهم 16 مليونا، وهذا الدستور سنسقطه إن شاء الله، وعندنا تجربة في التاريخ المصري فقدأسقطنا دستور "إسماعيل صدقي"، وسنسقط هذا الدستور الفاشل، لأن الهيئة التأسيسية كان بها عوار واضح، وكذلك الدستور به عوار واضح، لدرجة أن أفصح عنه أحد رجال السلفيين بأن هذا الدستور كان يُدبر للمصريين للقضاء على الحريات والسيطرة على الشعب المصري، واستخدام المليشيات وغيرها.. * وكيف يتم إسقاط هذا الدستور؟ - سنسقطه بالتظاهرات السلمية والمواقف الرافضة، ورفع الدعاوى القضائية أمام المحاكم، لن نصمت ولن نترك هذا الدستور يمر كما يريدون، فمصر تولد من أول جديد، هناك تضحيات سيضحي بها الشعب المصري، كي نعمل دولة حديثة بالفعل، والثورة مثل "السونامي" الذي أزال كل حاجة، فالثورة راجعة إلى صفوفها مرة أخرى تأخذ في طريقها البيوت المكسرة والعربيات المحطمة وتطهر كل شيء، عائدة إلى المجرى الحقيقي. * وهل سيكون الثمن الشباب؟ - هؤلاء الشباب هم عماد الثورة، ولن يتخلى عنهم أحد، الشباب هم أصحاب الرأي في التظاهرات والاعتصامات، هم أصحاب الشأن ليس نحن.. والثورة مستمرة بهم ومعهم ولن يستطيع أحد أن يسرقها. * وما التصور لتظاهرات 25 يناير التي دعت إليها جبهة الإنقاذ؟ - هذه المرة 25 يناير سيكون برؤية جديدة وأجندة جديدة مع الحفاظ على أن تكون التظاهرات سلمية إلى النهاية. * قال الرئيس د.محمد مرسي إنه عندما يأتي مجلس النواب سيناقش المواد المختلف عليها في الدستور الجديد.. هل ستشاركون في هذه المناقشة؟ - هذه كلمة حق يُراد بها باطل، كان من الأول أن نتوافق على هذا الدستور، وهو قال ذلك، فقال: "أنا لن أقدم دستورًا ليس عليه توافقًا" .. فكيف أصدقه؟ أصبح هناك إنعدام ثقة بيننا وبين هذا الرئيس، نحن في مرحلة "نضال" طويلة جدًا. * ما رأيك في دعوة عمرو موسى التي وجهها أخيرًا؟ - أعتقد أن السيد عمرو موسى مجتهد وقال وجهة نظره التي تُحترم، وكان من المفترض أن يُناقش هذا الاقتراح في جبهة الإنقاذ الوطني أولاً، بصفته عضوًا في الجبهة، فهو لم يطرحها إلا بعد عرضها عبر وسائل الإعلام، ولأنه قيمة كبيرة في جبهة الإنقاذ طلبنا منه أن يعرض مبادرته أو اقتراحاته على الجبهة أولاً قبل أن يقدمها في مكان آخر. * وما رأيك في تلك المبادرة؟ ولماذا ترفضون استمرار حكومة "هشام قنديل"؟ - أرى أن فيها جزء إلى حد كبير مقبول، أن تشكل وزارة قومية فهذا مطلوب، أما من يتحدث عن المصالحة والحوار فهو الذي يُصر على العناد باستمرار، وأرى أن رئيس الوزراء "غلبان" وأداؤه متدني للغاية، فكان وزير في حكومة عصام شرف والجنزوري ومعروف أن أدائه متدني، وكل الناس معترضون عليه، وحلفاءهم في حزب الوسط معترضون عليه أيضًا، ومع ذلك العند مستمر، ويتفاوضون مع وزراء من الإخوان والسلفيين، فدعيهم يفعلون ما يريدون، فهم في طريقهم إلى السقوط بهذا العند الذي أسقط "مبارك"، وسيسقط الإخوان المسلمين؛ لأن مصر دولة كبرى، ولا أحد يحكم مصر بمفرده، فمصر "مصانة" من الله. * ما رأيك في طرح حزب الوسط "مكي" رئيسًا للحكومة المقبلة؟ - نريد شخصية حيادية بأعلى مستوى من الكفاءة لإدارة أمور مصر، لأن مصر في حالة متدنية، وسببها مرسي وحكومته الفاشلة، وهناك أجهزة تعلم جيدًا من هو المحايد و"المدسوس"، ومن هو النقي، ومن الذي لم يسرق، ومن هو المقبول من كل الأطراف، وجبهة الإنقاذ لم تطرح أي شخصية أو تطمح في تولي تشكيل الحكومة. * وماذا تقول عن خطاب الرئيس د.محمد مرسي الذي ألقاه بمجلس الشورى؟ - كل ما قاله غير صحيح، فمازلنا في المرحلة الانتقالية ولم تنته بعد، وأطالبه أن يصارح الشعب بكل الحقائق، هو تحدث عن الحوار مع القوى السياسية.. أي حوار هذا؟ فقد ذهب إليه د.محمد البرادعي وعمرو موسى وحمدين صباحي ولم نصل إلى شيء.