عندما قامت المحكمة العليا الروسية عام 2003 بفرض حظر على عمل جماعة الإخوان المسلمين ووصفتها بأنها منظمة إرهابية، لم يكن قد نما علم إلى أجهزة مخابراتها، أن هذه الجماعة ستصل فى يوم من الأيام إلى سدة الحكم بمصر. وبعد ثورة عام 25 يناير ووصول الإخوان إلى كرسى الرئاسة، تراجعت العلاقات بين البلدين طوال عامى الثورة الماضيين إلى أدنى مستوياتها الدبلوماسية. لكن الآن وحسبما صرحت به مصادر دبلوماسية ل"الأهرام العربى"، تنوى روسيا تخفيف القيود التى فرضتها على علاقاتها بجماعة الإخوان المسلمين قريبا، وذلك تحسين العلاقات مع مصر وإعادة بناء النفوذ الذى خسرته خلال ثورات الربيع العربى، ليس فى مصر فقط وإنما في دول مثل ليبيا وسوريا اللتين كانت تتلقيان أسلحة روسية. بدا ذلك واضحًا عندما قام كان سيرجى لافروف وزير الخارجية الروسى بزيارة لمصر يوم 9 نوفمبر- تشرين ثان الماضى فى إطار جولته بالشرق الأوسط، وسلم خلالها دعوة للرئيس محمد مرسى لزيارة موسكو، وهى الزيارة المتوقع أن يقوم بها مرسى مطلع العام المقبل. وتقول المصادر الدبلوماسية: إن الرئيس مرسى قبل الدعوة، كما سيقوم محمد كامل عمرو وزير الخارجية بزيارة إلى روسيا الخميس المقبل، يلتقى خلالها لافروف لبحث تعزيز وتقوية العلاقات الثنائية بين البلدين، وكذلك الوضع فى سوريا والمنطقة العربية، خصوصًا بعد التغير الذى تم أخيرا فى الموقف الروسى بالنسبة للرئيس السورى بشار الأسد وتأكيد الرئيس فلاديمير بوتين على أن روسيا مهتمة بالشعب الروسى وليس ببشار الأسد. يذكر أن روسيا فرضت حظرا على عمل جماعة الإخوان المسلمين فى 2003، واتهمتها بدعم متمردين يريدون إقامة دولة إسلامية في منطقة شمال القوقاز الروسية ذات الأغلبية المسلمة، ووصفتها بأنها منظمة إرهابية