أعكف على قراءة مواد الدستور بتركيز شديد، فلابد أن ألم بتفاصيله قبل أن أقطع فيه برأى, فالحكم على الدستور قبل استيعابه، يمكن أن يسبب ضررا بالغا على المجتمع المصرى، الذى يحتاج إلى لغة القوانين والحوار فى هذه المرحلة، وبرغم كل الإحباطات التى تسيطر علينا، فإننى متفائل بقدرة المصريين على تجاوز هذه المرحلة. بالطبع سأنحاز للدستور إذا كانت مواده تدعم حرية الفن والإبداع، وسأرفضه إذا وجدته ضد ذلك، لكننى فى كل الأحوال لن أقاطع وسأذهب لأصوت. وأقول رأيى بمنتهى الوضوح، وفى ظل حرية الرأى والتعبير، ومن ثم فإننى أرفض لغة التشكيك فى وطنية المشاركين فى صياغة الدستور، أو المنسحبين من اللجنة التأسيسية، فلكل جانب رؤيته الخاصة التى يجب احترامها، كما أن الديمقراطية الحقيقية تحتم على الجميع احترام كل الآراء وعدم السخرية منها، ولو استمرت حالة حالة الانقسام هذه، فإن الضرر سيكون بالغا وعلى الجميع، لذا لابد من فتح باب الحوار الوطنى من جديد، لأن دستور مصر يستحق منا أن نبذل قصارى جهدنا ليكون توافقيا، فهو أمل الأجيال القادمة، ولو كان مخيبا للآمال، فنحن بذلك نقضى على مستقبلنا.