ذكر تقرير إعلامي اليوم -السبت- أن اتحاد عمال نيجيريا حذر من أن أي زيادة جديدة في أسعار الوقود ستؤدي إلى احتجاجات تجعل الإضرابات التي شلت حركة العمل مطلع هذا العام تبدو مثل "لعب أطفال" عند مقارنتها بهذه الاحتجاجات. وأوضح الرئيس جودلاك جوناثان هذا الأسبوع أن الحكومة ستوقف دعم الوقود،في خطوة من المرجح أن تؤدي إلى ارتفاع في أسعار البنزين مثل تلك التي أدت إلى مظاهرات حاشدة وتوقف العمل في شهر يناير/كانون ثان. وتعاني نيجيريا،سابع أكبر مصدر للنفط في العالم،من نقص حاد في البنزين وهي مشكلة يلقي فيها باللوم على النقص في طاقة التكرير وعلى الأعمال الخاصة بإعادة الاستيراد التي يقال إنها مليئة بالفساد. وحذر عبد الواحد عمر زعيم نقابة "مؤتمر عمال نيجيريا" من أن الارتفاع الجديد في أسعار الوقود سيثير احتجاجات واسعة في الدولة الأفريقية الأكبر من حيث عدد السكان،والتي يبلغ عدد سكانها160 مليون نسمة. ونقل موقع "إنفورميشن نيجيريا" الإخباري عن عمر قوله إن "الأزمة التي سوف تنجم عن إي إعلان يتعلق بمزيد من التراجع عن دعم المنتجات البترولية ستكون ضخمة جدا وذات تبعات طويلة المدى". وأضاف عمر في البيان أن "احتجاجات يناير ستبدو كلعب أطفال بالمقارنة بما قد يتبع أي محاولة لتحرير قطاع المنتجات النهائية من صناعة النفط". يذكر أن نيجيريا،التي تنتج أكثر من 2 مليون برميل يوميا ، ترسل كل نفطها الخام تقريبا إلى مصافي تكرير في الخارج ومن ثم تستورد البنزين مرة أخرى،ويرجع ذلك بشكل جزئي إلى أن مصافي نيجيريا الأربع في حالة سيئة. وقال جوناثان إن رفع دعم استيراد الوقود،الذي يستحوذ على أكثر من عشرة مليارات دولار سنويا من وزارة المالية النيجيرية،وتحرير قطاع النفط والغاز من شأنه أن يساعد على تحسين الاقتصاد. إلا أن عمر قال إن الحكومة يجب أن تعالج الفساد أولا قبل أن تستهدف دعم الوقود. ويلقى باللوم أيضا على التربح غير المشروع على أنه السبب في سوء حالة البنية التحتية في نيجيريا والتي تؤثر على جميع مجالات الحياة،بما في ذلك مصافي النفط. ويوفر النفط أكثر من 90 في المئة من عائدات نيجيريا من النقد الأجنبي وحوالي 80 في المئة من إيرادات الدولة،وفقا لبيانات الحكومة الأمريكية. ومع ذلك،فقد أدى نقص الوقود الحاد إلى ارتفاع سعر لتر البنزين في السوق السوداء ليصل إلى 250 نايرا (57ر1 دولار) للتر الواحد بدلا من السعر المحدد رسميا وهو 97 نايرا،وهو الأمر الذي أدى إلى وجود طوابير تمتد لمسافة كيلومتر واحد في كثير من محطات الوقود. ويعد تخريب خطوط الأنابيب مشكلة ملحة،حيث قدر تقرير صدر مؤخرا أن نيجيريا تفقد ستة مليارات دولار سنويا نتيجة لسرقة النفط،ويعتقد أن ما يقرب من 180 ألف برميل يتم سرقتها يوميا.