بمواجهة مثيرة يستضيفها ستاد رادس بين العملاقين الأهلى والترجى، يسدل مساء اليوم السبت الستار على بطولة دورى أبطال إفريقيا لكرة القدم، وفيما تبدو أن فرصة أبناء باب سويقة أصحاب الأرض نظريا أفضل نسبيًا فى ظل انتهاء لقاء الذهاب بالتعادل الإيجابي، فإن المواجهة على أرض الواقع لا يمكن التكهن بنتيجتها، وما زال كلا الفريقين يحلم بمغازلة الأميرة السمراء والتتويج باللقب الإفريقى. كان لقاء الذهاب باستاد برج العرب فى الإسكندرية، قد انتهى بالتعادل الإيجابى 1-1، حيث تقدم الترجى بهدف توفيق الهيشري، قبل أن يتعادل السيد حمدى للأهلى قبل نهاية اللقاء بثلاث دقائق. يملك الفريقان ثمانية ألقاب، بينها ستة للأهلى صاحب الرقم القياسى الذى يظهر فى النهائى للمرة التاسعة، أما الترجى صاحب اللقبين فهو حامل اللقب ويخوض المباراة النهائية للمرة الثالثة على التوالى. من الناحية الفنية يتفوق الأهلى على الترجى فى وفرة لاعبى خط الوسط كما وكيفا، فهناك محمد أبوتريكة، وعبدالله السعيد، ووليد سليمان، ومحمد بركات – حال استعادته لمستواه وانطلاقاته الخطيرة – ومن أمامهم يوجد جدو المتألق فى الفترة الأخيرة، فضلا عن وجود حسام غالى مع حسام عاشور فى خط الوسط المدافع، بما يمتلكه غالى من قدرة كبيرة على صناعة اللعب والتمريرات البينية المؤثرة، ويبقى المهاجم الصريح هو المشكلة الأساسية للفريق فى ظل ابتعاد عماد متعب عن مستواه تماما، وخروج دومينيك دا سيلفا وأوسو كونان من الصورة إلى حد كبير. فيما يعانى الأحمر مشكلة فى حراسة المرمى والدفاع، لاسيما فى الكرات الثابتة والعرضية التى يتفوق فيها الترجى – أحرز منها الهيشرى هدف الفريق فى لقاء الذهاب ببرج العرب - ولاسيما فى ظل الحالة النفسية السيئة للحارس شريف إكرامى الذى تعرض لهجوم شديد من الجماهير والنقاد الذين حملوه مسئولية هدف الترجي. ويعانى الأهلى غيابا مؤثرا لسيد معوض فى الجبهة اليسرى، بعدما عاودته آلام باطن القدم وتقرر سفره إلى ألمانيا للعلاج، وقد تأثر الفريق بغيابه عن لقاء الذهاب إلى حد كبير، وقد تزداد معاناة الأحمر فى تلك الجبهة فى حالة غياب وليد سليمان بسبب عدم اكتمال شفائه من الرشح فى ركبة القدم، وهو ما سيكون بمثابة ضربة قاسية لحسام البدرى المدير الفنى للفريق، والذى طالب الجهاز الطبى بضرورة تجهيز اللاعب لهذا اللقاء المصيرى. على الجانب الآخر يعتمد الترجى إلى حد كبير على الجوانب التكتيكية، فى ظل افتقاد لاعبيه للمهارات العالية باستثناء الكاميرونى يانيك نيانج ويوسف المساكنى الذى افتقده نبيل معلول المدير الفنى للفريق فى لقاء الذهاب، ومازال موقفه من المشاركة فى لقاء اليوم غير مؤكد، أبناء باب سويقة يتفوقون فى التغطية الدفاعية والكرات العالية بقيادة العملاق توفيق الهيشرى وخليل شمام، وفى وجود الحارس المتميز معز بن شريفية. وبخلاف لقاء الذهاب، سيعطى نبيل معلول للثنائى مجدى تراوى ووجدى بو عزى – فى حال استمرار غياب المساكنى - مهام هجومية أكثر فى لقاء اليوم، ويبقى دور كريم العواضى وخالد المولهى وحسين راقد هو فى غلق المساحات أمام لاعبى الأهلى فى منتصف الملعب. الترجى لن يفتقد كثيرا وجود هاريسون أفول الموقوف فى الجبهة اليمني، فاللاعب الغانى لم يكن له دور مؤثر فى لقاء الذهاب، وربما يكون التأثير الأكبر لغياب سامح الدربالى فى الجبهة نفسها، لاسيما إذا ما كثف الأهلى هجومه فى تلك الجبهة عبر وليد سليمان وعبدالله السعيد. وعلى عكس الأهلى الذى يعانى افتقاد المواجهات الرسمية بسبب توقف النشاط الرياضى فى مصر، يخوض الترجى اللقاء منتشيا بالفوز على الأوليمبى الباجى 2-1 بهدفى حسين راقد، ومجدى تراوى وفى مستهل مشواره للدفاع عن لقب الدورى التونسي. مواجهات الفريقين 11 مباراة جمعت الفريقين كانت كلها فى بطولة إفريقيا للأندية أبطال الدورى، سواء بمسماها القديم أم الحديث، سيطر التعادل على معظمها «5 مرات»، فى حين فاز الأهلى مرتين مقابل ثلاث للترجى، ويتفوق الأهلى على منافسه التونسى فى تسجيل عدد الأهداف خلال المواجهات السابقة بفارق هدف وحيد، فقد سجل الأهلى 8 أهداف بينما الترجى 7 أهداف، قبل مواجهة اليوم. عام 1990، تعادل الفريقان سلبياً ذهاباً وإياباً فى دور الثمانية قبل أن يغادر الأهلى البطولة بعد خسارته «2/3» بركلات الترجيح ليتأهل الترجى التونسي. عام2001 ، تعادل الفريقان سلبياً فى القاهرة بنصف النهائى، وبرغم تقدم الترجى بهدف فى لقاء العودة بتونس، سجل سيد عبد الحفيظ هدف التعادل القاتل ب"تسديدة" بعيدة المدى أخرجت الفريق التونسى من البطولة وتأهل الأهلى للنهائى وفاز باللقب. عام 2007 شهد أول فوز للأهلى على غريمه التونسى بنتيجة كبيرة «3/صفر» فى دورى المجموعات، كما حصد الترجى أول فوز له أيضاً فى الدور نفسه بنتيجة «1/صفر» لكنه تذيل المجموعة الثانية وقتها، وتأهل الأهلى للنهائي، إلا أنه خسر البطولة أمام النجم الساحلي. عام 2010 تبادل الفريقان الفوز فى الدور قبل النهائي، حيث فاز الأهلى أولاً بنتيجة «2/1»، وثار جدل كبير حول هدف محمد فضل إذا ما كان بيده أم لا، إلا أن فوز الترجى فى لقاء العودة بتونس بنتيجة «1/صفر» أثار ضجة بسبب «يد مايكل إينرامو الشهيرة» التى أسكنت الكرة الشباك، ليتأهل الترجى إلى النهائي، قبل الخسارة الكبيرة بخماسية أمام مازيمبى الكونغولي. عام 2011 خسر الأهلى فى اللقاء الأول بتونس بهدف نظيف ولم يتمكن من هزيمة منافسه فى لقاء القاهرة، الذى انتهى بالتعادل بهدف واحد لكل منهما، واحتل وقتها الأهلى المركز الثالث فى المجموعة، بينما صعد الترجى للمباراة النهائية وفاز بلقب تلك البطولة. كانت آخر لقاءات الفريقين فى ذهاب نهائى النسخة الحالية باستاد برج العرب وانتهى بالتعادل الإيجابى 1-1، حيث تقدم الترجى بهدف توفيق الهيشرى، قبل أن يتعادل السيد حمدى للأهلى فى الدقائق الأخيرة. أبوتريكة الهداف نجم الأهلى محمد أبو تريكة هو هداف مواجهات الفريقين، ويمتلك هدفين فى شباك الترجى، الأول فى فوز فريقه بثلاثية عام 2007، والثانى كان فى مواجهة العام الماضى والتى انتهت بالتعادل 1-1 فى دور المجموعات، ولم يسجل أى لاعب آخر أكثر من هدف واحد، خلال ال 11 مواجهة التى جمعت الأهلى والترجى. حلم 2006 مازال إنجاز رادس 2006 يرواد لاعبى الأهلى قبل مواجهة اليوم، ربما لتشابه ظروف المواجهتين، ففى نهائى نسخة دورى أبطال إفريقيا 2006 تعادل الأهلى مع الصفاقسى 1-1 أيضا فى لقاء الذهاب، وكان الفريق التونسى بحاجة إلى التعادل السلبى على ملعبه ليتوج باللقب إلا أن الساحر أبو تريكة كان له رأى آخر، وسجل هدفا قاتلا فى الدقيقة الأولى من الوقت بدل الضائع ليغير الكأس طريقه ويسكن الخزائن الحمراء، هذا الحلم يراود معظم لاعبى الأهلى ليلا ونهارا، وهو ما أكده السيد حمدى صاحب هدف التعادل فى لقاء الذهاب، والذى قال إنه يحلم بتكرار نهائى 2006 فى رادس، ولا سيما فى وجود النجم أبوتريكة الذى يستطيع أن يفعلها مجددا، وهو الأمر الذى رفضه لاعبو الترجى تماما، وقال معظمهم: “لسنا الصفاقسى.. نحن الترجى".