أفادت مصادر أمريكية أن قادة (البنتاجون) علموا بالهجوم على القنصلية الأمريكية في بنغازي بعد ساعة من وقوعه، لكنهم عجزوا عن القيام بالتعبئة اللازمة لمنع موت السفير كريستوفر ستيفنز الذي لقى مصرعه يوم 11 سبتمبر/أيلول الماضى، إذ لم تصل أول وحدة عسكرية إلى مكان الحادث إلا بعد أكثر من 15 ساعة. ذكرت ذلك قناة الجزيرة الإخبارية اليوم -السبت-، مشيرة إلى أنه ،ووفقا لتسلسل الأحداث، أمرت وزارة الدفاع الأمريكية قيادة إفريقيا في الجيش الأمريكي -التي تتخذ أوروبا مقرا لها (ألمانيا)- بتحويل طائرة مراقبة بلا طيار إلى بنغازي بعد 17 دقيقة من الحادث، في أول رد عسكري، لتبلغ الطائرة مكان الهجوم بعد أكثر من ساعة. وأخطر وزير الدفاع "ليون بانيتا" بالهجوم بعد 50 دقيقة (الساعة 21.59 دقيقة بحسب التوقيت المحلى لليبيا)، وعلم "بانيتا" به شخصيا بعد فترة وجيزة من ذلك خلال توجهه ورئيس هيئة الأركان المشتركة الجنرال مارتن ديمبسي لاجتماع سبق ترتيبه مع الرئيس باراك أوباما. وتبع ذلك سلسلة اجتماعات بين "بانيتا" و"ديمبسي" والجنرال "كارت هام" قائد قيادة إفريقيا، في البنتاجون، بينما كان فريق من الاستخبارات -وصل من قاعدة قريبة- ينقل الناجين بعد ساعتين تقريبا من بدء الهجوم، في عملية لم يعثر خلالها على السفير الذي وجدت جثته لاحقا في مستشفى محلي، وقد مات كما يبدو اختناقا. وقال مسئول عسكري أمريكي، فى تصريحات للصحفيين، "عندما وصلت التقارير الأولية عرفنا أنه لا يمكن الوصول إلى السفير". وأوضح المسئول أنه تم مناقشة احتمال القيام بسيناريو لإنقاذ رهائن، ومن ثم لم نكن نعرف ما إذا كان هذا حدثا يستغرق ساعات أو أياما أو فترة أطول". في الوقت نفسه، رفض مسئولون كبار في وزارة الدفاع -طلبوا عدم نشر أسمائهم- الانتقاد الموجه للبنتاجون بعدم التحرك بسرعة لإرسال تعزيزات أواستخدام طائرات مسلحة بلا طيار لاستهداف المهاجمين. وقال مسئول دفاعي كبير إن القوات كانت جاهزة في كل أنحاء العالم، لكن دراسة الوضع الغامض وتقييم الأخطار ووضع الخطر وتحضير الفرق استغرق وقتا. ونشرت الاستخبارات المركزية -التي تملك قاعدة قرب القنصلية- ووزارة الخارجية جداول زمنية للهجوم. وفي وقت كانت تعقد فيه اجتماعات البنتاجون، غادر فريق أمني السفارة في طرابلس إلى بنغازي، وهو فريق قال "جدول" لوكالة الاستخبارات الأسبوع الماضي إنه تأخر في المطار خلال محاولته تنظيم النقل وتحديد مكان السفير، قبل أن يصل إلى القنصلية مع بدء الهجوم عليها بقذائف الهاون. بعد ذلك بساعة وصلت وحدة ليبية إلى قاعدة المخابرات الأمريكية قرب القنصلية، وساعدت في إجلاء الأمريكيين وجثث السفير "ستيفنز" وثلاثة قتلى أمريكيين آخرين.