تنفرد مجلة "الأهرام العربي" في عددها الجديد الصادر السبت بنشر ملف يتضمن حوارات هاتفية مع الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال الإسرائيلي بعدما اخترقت "الأهرام العربي" الحواجز والجدران وتواصلت مع الأسرى داخل زنازينهم، كاشفين عن تفاصيل معاناتهم اليومية مع قبضة القهر والظلم والهوان والذل والإذلال والتعنت بل والاغتصاب. "ثائر شريتح" أحد الناشطين السياسيين فى ملف الأسرى الفلسطينيين بل يعد من أهم الأعضاء البارزين فى نادى الأسير الفلسطينى، بدأ يتحدث بحزن قائلا: كل يوم بل كل لحظة ينتهك فيها العدو الإسرائيلى كل المواثيق والمعاهدات الدولية وعلى رأس هذه الانتهاكات هو عدم اعتراف إسرائيل بالأسير الفلسطينى على أنه أسير حرب بل تتعامل معهم كمختطفين، بالإضافة إلى كم المضايقات ومحاولات الإذلال التى تمارسها ضدهم بل لا أبالغ عندما أقول إن لديهم أساليب ممنهجة فى التعذيب بشتى الطرق بداية بالضرب المباشر بالأحذية والجنازير والأسلحة فى كل مناطق الجسد والتفتيش المهين وهنا أقصد "العارى" واستخدام الكلاب البوليسية للعبث بغرفهم، هذا بالإضافة إلى أسلوب العزل الانفرادى الذى يمكن أن يقوموا بتطبيقه على السجين لسنوات طويلة بالإضافة لحرمانهم من التعليم المفتوح وعدم إدخال الكتب والصحف حتى إنهم محرومون من إلقاء خطبة الجمعة والاحتفال بالأعياد. أما عن الزيارات فهى ممنوعة وإن حدثت تكون قصيرة لا تتجاوز 30دقيقة، ولكن برغم الحصار والقمع فإن الأسرى الفلسطينيين نجحوا فى أن يجعلوا من السجن مدرسة لهم ولا يخلو يوم من المناقشات والندوات التثقيفية والتنظيمات السياسية التى تدير العديد والعديد من الأمور بل والعمليات من خلف الأسوار الحديدية . وسردت الزميلة أمل سرور التي كتبت الملف، شهادتها في قضية الأٍرى الفلسطينيين حيث أنها زوجة لرجل فلسطينى بل وأما لابننا "إسلام"، وكان زوجها من أبرز المناضلين فى شوارع الضفة الغربية في الانتفاضة الأولى وتم اعتقاله فى السجون الإسرائيلية وقضى شهورا فى التحقيق وتعرض لجميع أنواع التعذيب التى مازالت منقوشة على جميع أجزاء جسده بداية من ضربة بالأحذية وجلسات الكهرباء والشبح لساعات لا تعد ولا تحصى ووغزه فى أماكن حساسة فى جسده وقلع أظافر قدميه ويديه هذا غير الإهانات والتهديدات والتعذيب النفسى الذى لا يوصف وأبدا فشلوا معه ومع الآخرين فى أن ينتزعوا منه اعترافا واحدا، فخرج من السجن ليعود إليه مرة أخرى بعد شهور معدودة ليخضع مرة أخرى لشتى أصناف وألوان العذاب وعندما يئسوا من اعترافه قاموا بتخييره، فإما أن يتم إبعاده عن وطنه فلسطين ليذهب أو يسافر فى أى مكان فى العالم أو أن يهدموا منزل عائلته وأخواته البنات والصبيان ويشردوا أسرته، فما كان منه إلا اختيار الأصعب وهو الغربة والابتعاد.