تنشر مجلة "الأهرام العربي" في عددها الجديد الصادر السبت حوارا مع المهندس المصرى أيمن رشيد صاحب مشروع "الممر الإفريقى" وصفته ألمانيا بالمشروع الثورى الأفرومتوسطى، الذى سيمنع قيام الحرب العالمية الثالثة، وقرروا إقامة مؤتمر دولى خاص لمناقشته نهاية نوفمبر، نجد المشروع يلقى تجاهل المسئولين المصريين، برغم لقاءات صاحبه المتعددة مع د. هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء ومن بعده وزيرا البيئة والاستثمار. ويوضح المهندس أيمن رشيد، الخبير والباحث فى هندسة الطرق بجامعة عين شمس، أن مشروعه بمراحله الأربع: "سيدى برانى بوروندى بوسط إفريقيا خليج السويس السعودية الصومال وإثيوبيا سيدى برانى وأخيراً سيدى برانى برشلونة" سيحقق فور طرحه 10 مليارات دولار عوائد صافية لمصر وحدها، وعوائد مادية بالمليارات لتسع دول إفريقية أخرى دون تكلفة تذكر، وأن المشروع مقارنة بمشروعات أخرى شبيهة يحقق الأمن الإستراتيجى لمصر، ويواجه المخططات الإسرائيلية فى إفريقيا، خصوصاً منطقة حوض النيل، فضلا عن أن له مخططا جغرافيا وزمنيا محددا، ويرتبط بالقاعدة العريضة لشعوب الدول التى يمر بها، بحيث يستطيع كل مواطن مصرى وإفريقى أياً كان تخصصه أن يجد فيه مجالا. وقال المهندس أيمن رشيد "الممر الإفريقى مشروع عملاق، يربط مصر من مدينة "سيدى برانى" بمحافظة مرسى مطروح على الساحل الشمالى الغربى، بقلب إفريقيا حيث تقع دولة بوروندى، كما يربط فى أحد محاوره شرق إفريقيا والقرن الإفريقى عبر إثيوبيا والصومال، ثم يتم ربط كل ذلك بأوروبا عبر مجمع متطور للسكك الحديدية يكون مركزه سيدى برانى، وطرق برية دولية عالية المستوى، وقناة مائية لتوليد الطاقة تبدأ من رواندا والكونغو الديمقراطية، لتصب فى نهايتها بمنخفض القطارة، وبهذا سوف تصبح مصر ممر عبور ومنطقة انتظار لجميع قارات العالم، مع استغلال أراضيها غير المستغلة فى إنشاء مجتمعات عمرانية صناعية وتجارية متكاملة، على غرار منطقة جبل على بدبى، حيث تستخدم كمخازن متقدمة لتقليل الوقت بين الطلب على السلعة، واستلامها، مع إنشاء مصانع للشركات المنتجة، لتسهيل التصدير والاستيراد، خصوصاً للدول الإفريقية الحبيسة، التى ليست لها موانئ أو منافذ بحرية، وأيضاً لنقل حمولات السفن العملاقة التى لا تستطيع عبور قناة السويس، مع إنشاء أكبر مشروع فى العالم لتداول الحاويات". وأوضح المهندس رشيد أن المشروع سيحقق فى الحد الأدنى مع بداية تشغيله عشرة مليارات دولار للخزانة المصرية بصورة مباشرة، وخمسة مليارات دولار أخرى فى صورة تشغيل عمالة، وتنشيط للتجارة الداخلية المصاحبة للمشروع، وتحويل مصر من دولة مصدرة للعمالة إلى جاذبة لها، فضلاً عما يحققه هذا المشروع من أمن قومى مصرى وعربى، فى مواجهة أطماع ومشروعات نخطط لها أو تقوم بها دول وكيانات معادية للمصالح العربية فى القارة الإفريقية خصوصاً إسرائيل التى تهدد أمننا المائى والغذائى، وعمقنا الإستراتيجى فى القارة السمراء، إضافة إلى الحد من التكدس العمرانى فى وادى النيل الضيق والدلتا، بإنشاء مشاريع جديدة لتفعيل التنمية الشاملة، فى كل المجالات، وإتاحة الفرصة حالياً ومستقبلاً لاستثمار ثروات مصر الطبيعية، وفى المرحلة الثانية من الممر يتم عمل نفق (كبديل آمن) للجسر المطروح، يربط بين السعودية ومصر أسفل خليجى العقبة والسويس عند جزيرة تيران للربط مع دول آسيا.