أيام تفصلنا عن العرس الإفريقى فى مصر.. تتزين 6 استادات مصرية (ثلاثة فى القاهرة)، استاد القاهرة و 30 يونيو والسلام .. والإسكندرية والسويس والإسماعيلية، لاستقبال 24 دولة إفريقية، تتنافس على كأس إفريقيا رقم 32. بطولة متفردة فى كل شيء، لأنها فى مصر، رئيس الاتحاد الإفريقى هذا العام، و صاحبة الرقم القياسى فى الفوز بهذه البطولة، حيث فازت بها 7 مرات كان آخرها عام 2010، تليها الكاميرون (5مرات). البطولة الجديدة أول مرة تقام صيفا، وستكون إجازة ممتعة - بعون الله - لكل الأفارقة ولشعوب العالم، وحيوية إفريقيا فى مصر تقول لجمهور الكرة إن مصر بلد الحضارة، وقلب إفريقيا ودرة العالم. المصريون بطبعهم أصحاب الأرقام القياسية، جهزوا منشآتهم الرياضية فى أشهر قليلة، حيث لم يكن مخططا إقامتها فى مصر، لكن لظروف القارة احتاجت مصر، وأجمعت على أن تكون القاهرة محطة هذا الحدث الأهم للشعوب الإفريقية. لم تعد الكرة حدثا ترفيهيا أو رياضيا، بل أصبحت سياسة واقتصادا وسياحة، وعنوانا للوطن، ورسالة مهمة، عن: أين نحن على خريطة العالم. الأهم لنا فى مصر، نحن أصحاب هذا الحدث الفريد، أن نكون أفضل عنوان لهذه البطولة التى تعتبر الأضخم، أو الأكبر فى تاريخ هذه البطولة. فلم يتجمع 24 فريقا من قبل.. فقد كانوا 16 فريقا، نحن فى مصر عنوان التحدى، عنوان الأرقام الكبرى والقياسية، وسوف نثبت أننا قادرون، ونستطيع أن نفعل فى أشهر ما لا يفعله الآخرون فى سنوات. الأهم من الفوز هو الجمهور، والأهم من اللاعبين هم الناس فى الشارع، كيف نستقبل أشقاءنا الأفارقة بكل الحب والترحيب، وأن يكونوا بيننا سعداء. هذا هو عنوان هذه البطولة، الحب والترحيب بالشعوب فى مصر، هذه بطولة للمصريين فى حد ذاتها ليس مهمافيها المكسب أو الخسارة، لكن الحب والاحترام والتصفيق لكل الأفارقة. هذه هى حضارتنا، وهذه هى بطولتنا الحقيقية، نهزم التعصب، نجعل حب الأفارقة فينا يتغلب على العنصرية الوطنية، من يلعب أفضل يكسب.. وستظل مصر بعد هذه البطولة وقبلها صاحبة الرقم القياسى بالفوز بها، لكن فوزنا بجمهور محترم أهم من التعصب المقيت، نعم سنهزم الفوضى التى اشتعلت فى مدرجاتنا فى السنوات الماضية، نعم سنهزم اللغة البذيئة التى انتشرت فى ملاعبنا ..نعم سنكون فى النقد الرياضى والتشجيع نموذجا. لماذا لا تجعلون بطولة إفريقيا ال32 مدخلا لمصر فى مجال العالمية؟ خصوصا أنه من حسن حظنا أن بيننا لاعبا أصبح أسطورة أخلاقية قبل الحرفية الرياضية فى الكرة، هو محمد صلاح، يهتف الأوروبيون والإنجليز باسمه عقب كل مباراة، يلعب كرة جميلة، لا يعترض على الحكم، يحترم قوانين المباراة. أعتقد أن محمد صلاح سيحمل بطولة إفريقيا 2019 بأخلاقه وروحه الرياضية وعالميته، التى جعلت مصر على كل لسان فى العالم، وأدخلت الرياضة المصرية إلى العالمية. بطولة إفريقيا تجيء ومصر رئيس للاتحاد الإفريقي، تتحدث باسمها فى المحافل الدولية فى كل العالم، أى إننا مسئولون أن نصل بهذه القارة إلى مكانتها الرفيعة، وهذا لا يتحقق إلا بتكامل الرؤية، وبالملاعب الجميلة والجمهور المحترم والتحكيم المتميز والإعلام الرياضى الكفء وغير المتعصب. نحن مصممون على ألا يكون هناك أى خطأ فى هذه البطولة، ساعدونا يا أهل مصر، يا أبناء الحضارة، فلتكن لكم رسالة أكبر من الفوز بالكامل، برغم أهمية أن تلعبوا بكفاءة واقتدار ومنافسة جميلة فى كل المباريات، حتى تمتعوا الجمهور المصرى والإفريقى فى كل استادات مصر، وعلى كل شاشات التلفزة.. فلتكن بطولة إفريقيا تسبق كأس العالم.. وتسبق بطولة أوروبا.. اجعلوا العالم يشاهد إفريقيا الجديدة والمتحضرة.