لم تكن الجاسوسية أبدا في يوم من الأيام حكرا على الرجال، فدائما تكون المرأة هي الأنجح في هذه المهمة التي تحتاج إلي نوع خاص من الذكاء يعتمد غالبا على جاذبيتها كأنثى وهو ما يفتقده الرجال بالطبع.. الجاسوسات الفاتنات كثيرات، ولكن قلة منهن من استطعن حفر أسمائهن في هذا العالم الغامض، وقد اختارت مجلة «توب» الفرنسية أشهر عشر جاسوسات على مستوى العالم. ماتا هارى (1876 - 1917) حتى إذا كنا لا نعرف شيئًا عن الجاسوسية، فلابد أننا قد سمعنا عن «ماتا هاري». اسمها الحقيقي مارجريتا زيل هولندية الجنسية والتي عرفت بأنها أول من مارست رقص الإستربتيز في العالم في محاولة منها لرقص الباليه، كانت تتجسس لصالح الألمان إبان الحرب العالمية الأولى، لكن سرعان ما غيرت وجههتها عندماوقعت في حب جندي روسي يخدم فرنسا. وبرغم أنه تم الحكم عليها من قبل الجيش الفرنسي بالإعدام وتم تنفيذ الحكم، فإنه لا أحد يستطيع نسيانها، حيث ستظل ماتا هاري في التاريخ لأنها قررت خلع ملابسها وهي ترقص. كريستينا سكاربيك (1908 - 1952) رأت بلادها وهي تنتهك من قبل النازيين، ولذلك سعت منذ بداية الحرب العالمية الثانية إلى الانخراط في مواجهة العدو. وبعد عودتها من بعثات في المجر عملت في القسم الفرنسي من المخابرات البريطانية تحت اسم كريستين جرانفيل. اعتبرت كريستينا حتى يومنا هذا واحدة من أفضل جواسيس الخدمة السرية البريطانية، وخصوصا لمواهبها كداهية حقيقية، إذ استطاعت أن تحصل على حريتها من الجستابو عندما أوهمتهم بأنها مريضة بالسل، ويمكن القول إن شخصية جيسبر ليند من سلسلة أفلام جيمس بوند هي شخصية مقتبسة منها. بيل بويد (1844-1900) على الرغم من أنها كانت تعمل بكد لصالح الكونفيدراليين الأشرار، فإن بيل بويد تظل من أمهر الجاسوسات في تاريخ الولاياتالمتحدةالأمريكية، بدأت حياتها المهنية عن طريق المصادفة، عندما قتلت جنديا من الاتحاد كان قد اعتدى بعنف على والدتها، حيث أمضت بسبب ذلك عدة أشهر كإقامة دائمة مع العدو للحصول على معلومات سرية. ماري باوزر 1839 - 1867 الواقع يقول إن ماري باوزر كانت من العبيد، ولكن تم تحريرها، درست وعاشت في شمال الولاياتالمتحدة خلال الحرب الأهلية الأمريكية، وقررت مساعدة شعبها في معركة كفاحه من أجل الحرية، لذلك وافقت على العودةإلي الاستعباد في منطقة الجنوب بهوية مزيفة، حيث استطاعت الالتحاق بالخدمة لدى جيفرسون ديفيس رئيس الولايات الكونفيدرالية والتجسس عليه دون أن يلاحظ أي شىء، في ذلك الوقت لم يكن لأحد أن يتخيل أن السود وبالطبع العبيد يستطيعون قراءة وكتابة وفهم المناقشات السياسية، ولكن كان هذا هو الغباء بعينه، إذ كانت ماري غاية في الذكاء وهكذا تمكنت من تقديم الكثير من المعلومات إلى اتحاد القضاء على العبودية للتمكن في النهاية من إنقاذ أصدقائها من براثنها. شوفالييه ديون (1728 - 1810) كانت جاسوسة مع لويس الخامس عشر الذي أرسلها إلى روسيا عدة مرات، ثم إلى إنجلترا، حيث كانت مسئولة عن العمل لتسهيل الغزو الفرنسي لبريطانيا. وبعد حدوث مشكلات وكثير من الصراعات مع رئيسها المباشر الذي يتولى تدريبها وإعطاءها الأوامر، انقلبت ضده وضد فرنسا وكشفت الكثير من أسرار الدولة. يوشيكو كاواشيما (1907-1948) اسمها الحقيقي أيسين جيورو شيانيو، وهي أميرة من منطقة منشوريا بشمال شرق الصين، زوجها والدها من صديق له ياباني لتصبح يابانية هي الأخرى تتخلى عن هويتها لتتعلم أساسيات التجسس، كانت جميلة وجذابة بشكل لافت للنظر، وبرغم ذلك فكثيرا ما كانت تتنكر في شكل رجل لتوقع بالرجال والنساء على حد سواء من فرط جاذبيتها. وبعد أن نجحت في تمكين اليابانيين من الاستيلاء على مسقط رأسها منشوريا تم إعدامها في بلد منشأها.. الصين. نور عنايات خان (1914 - 1944) قررت الشابة التي ترعرعت في كنف الصوفية على يد والدها التخلي عن تعليمها السلمي والانخراط مع الحلفاء عندما اندلعت الحرب العالمية الثانية، حيث أصبحت عميلاً سريًا بريطانيًا للمدير التنفيذي للعمليات الخاصة، إذ وجدت نفسها مسئولة عن تشغيل موجات الراديو في فرنسا، حيث تنتقل المعلومات الحيوية من زحام باريس إلي صخب لندن، وعلى الرغم من أن الألمان لم يكونوا بارعين بالدرجة الكافية في كشف الجواسيس، فإنهم استطاعوا كشفها والقبض عليها بعد الوشاية بها، حيث تم إعدامها في بلدة داخاو الألمانية دون أن تنجح في توصيل معلومة واحدة للعدو. آنا تشابمان .. ولدت عام 1982 تشبه الجاسوسات الروسيات بشعرها الكبريتي اللامع، ابنة أحد أعضاء ال «كي جي بي» السابقين، حيث ولدت في فولجوجراد، انتقلت إلى نيويورك بعد زواج قصير مع أحد البريطانيين، حيث عملت بالنهار كوكيل عقاري، بينما في الليل كانت تقوم بإرسال المعلومات النووية الإيرانية إلي المخابرات الروسية، انتهت بها الحال إلي الاعتقال، ولكنها استفادت من عملية لتبادل السجناء بين الولاياتالمتحدةوروسيا، وهي الآن نجمة في بلدها، حيث تدعم فلاديمير بوتين. نانسي ووك.. (1912 - 2011) لقبت بالفأرة البيضاء نظرا لأنها أسترالية وكانت في غاية القوة، استخدمتها المخابرات البريطانية، حيث رأوا فيها الكثير من الإمكانيات، تم إرسالها إلي فرنسا خلال الحرب العالمية الثانية، حيث هبطت بمظلتها في منتصف منطقة «أوفرني» الفرنسية لمساعدة المقاومة لشن حركة مسلحة، إننا نتحدث عن امرأة لم تعرف الخوف قط في حياتها، فلقد ميزت نفسها بقتل أحد أعضاء الجستابو بيديها! جوزفين بيكر (1906 - 1975) برغم أنها كانت راقصة ومغنية وممثلةأمريكية سوداء، فإنهاكانت تحب فرنسا، وخصوصا باريس التي لجأت إليها هربًا من سياسة التمييز العنصري ضد السود في الولاياتالمتحدة،ففي عام 1939 شاركت في المقاومة الفرنسية ضد الاحتلال النازي، كما شاركت في حركة الحريات المدنية في الولاياتالمتحدة، قبل أن تنتقل إلى التجسس في عام 1940، فضلا عن أنها لم تتردد في القيام بالتعاون مع الألمان للحصول على ثقتهم، حيث نجحت في إخفاء العديد من المعلومات السرية ونقلها عن طريق النوتات الموسيقية.