تستخدم أجهزة المخابرات كافة الأسلحة للوصول إلى أهدافها، ولا تتوانى لحظة في استغلال أي شيء حتى أنوثة المرأة للحصول على معلومات من الدول الأخرى. وتؤدي النساء بعض الوظائف بشكل أبرع من الرجال، خاصة وأنه من الصعب على الرجال دخول بعض الأماكن الممنوعة، بينما تدخل المرأة الجميلة هذه الأماكن بيسر وسهولة أكبر، لذلك تُوظف أجهزة المخابرات النساء الفاتنات الجميلات بهدف تنفيذ العمليات التجسسية والإرهابية. «أنا تشابمان» سيدة أعمال روسية، من مواليد 1982، وصلت إلى بريطانيا عام 2003، وترأست شركة عقارية في 2006 وتزوجت بريطانيًا وطلقته بعد فترة. وانتقلت«تشابمان» إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية في 2010، وفتحت موقعًا غير رسميًا على الإنترنت لتأجير المنازل، ووقتها قابلت شخص يُدعى «رامان»، يعمل عميل استخبارات مزدوج، وجندها للعمل معهم، وكانت تقوم بتوصيل جوازات سفر مزيفة لمهاجرين روس غير قانونيين. واعتقلت «تشابمان» بتهمة التجسس ومعها 9 آخرون في 27 يونيو 2010، واعترفت بعملها لحساب شبكة تجسس تابعة للمخابرات الروسية، وأعيدت «تشابمان» إلى روسيا في 8 يوليو في إطار صفقة تبادل جواسيس، هي الأكبر من نوعها منذ نهاية الحرب الباردة. «كريستين كيللير» من مواليد 1943، عارضة أزياء بريطانية سابقة، وجندتها المخابرات السوفييتية، وكانت تستغل جمالها لاستدراج كبار الساسة والحصول على المعلومات منهم. وأثارت «كيلليرط» في ستينات القرن الماضي فضيحة سياسية كبرى في بريطانيا حين أقامت اتصالًا بوزير الدفاع البريطاني، بروفيومو، والملحق العسكري السوفيتي، إيفانوف، أثناء زياراتهما لملهى كانت تعمل فيه، واتضح أن «كيللير» كانت تصطاد أسرار وزير الدفاع البريطاني لتبيعها للدبلوماسي السوفيتي. «ليز دي بيزيك» بعد فرارها من باريس عام 1940، وجدت ليز دي بيزيك نفسها في لندن، وتطوعت لتعمل مع«وحدة العمليات الخاصة» لتكون من أولى السيدات اللاتي يتم إسقاطهن في فرنسا بالباللون المطاطي باراشوت. وتنكرت«دي بيزيك» بعد وصولها في شخصية أرملة فقيرة، وبدأت العمل على مهمتها في تكوين شبكة من المقاومة الفرنسية، فضلًا عن نقل الأسلحة من المملكة المتحدة إلى أفراد المقاومة، لكن «دي بيزيك» لم تكتف بذلك، حيث انتحلت صفة عالمة آثار هاوية لجمع المعلومات الجغرافية المطلوبة لعمليات الهبوط التي ينفذها الإنجليز. وأجادت«دي بيزيك» كافة مهماتها دون أن يكشفها الألمان مطلقًا، وبعد نهاية الحرب عاشت حياتها بشكل عادي حتى تُوفيت عن سن 98 عامًا في 2004. «إيثيل روزنبرج» أمريكية استطاعت هي وزوجها«جوليوس»تسريب أخبار وتصميمات القنبلة النووية إلى الاتحاد السوفيتي، وكانت «إيثيل» تعمل في اتحادات ونقابات العمال، ثم انضمت إلى الحزب الشيوعي، وكون زوجها خلية تعمل لحساب السوفيت، ومن ضمنها زوجته، التي جندت أخاها الضابط في الجيش الأمريكي. وألقي القبض عليهما في 1950، واتهما بالتجسس لصالح الاتحاد السوفيتي، وحكم عليهما بالإعدام، ونفذ الحكم عام 1953. «فيوليت رينيه» شابة فرنسية تزوجت من ضابط فرنسي عن حب وأنجبت منه طفلًا، لتبدأ الحرب العالمية الثانية وتنتقل «رينيه» مع أسرتها إلى إنجلترا، لكن قتل زوجها على يد النازية أثناء الخدمة. وبعد مقتل زوجها، انخرطت«رينيه» في العمل السري مع المخابرات البريطانية للانتقام لزوجها، حيث وضعتها داخل فرنسا لتعمل مع المقاومة الفرنسية في تفجيرات الطرق والسكك الحديدية الألمانية، كما عملت على تحديد ورصد الأهداف المهمة لصالح المخابرات البريطانية ليتم قذفها من قبلهم. وتولت«رينيه» مهمة تنظيم وإعادة شمل المقاومة الفرنسية المبعثرة في نورماندي، وتم رصد سيارتها من قبل قوات ال«جيستابو»، وتبادلوا إطلاق النيران، وألقي القبض عليها ومعها عميلتان آخرتان و37 رجلًا، وتم محاكمة «رينيه»، وأعدمت في 25 يناير 1945. «نانسي وايك» ولدت «وايك» عام 1912 في نيوزلاندا، وترعرعت في استراليا، والتقت برجل الصناعة الفرنسي، هنري أدمون، عام 1939، وتزوجته لتعيش في فرنسا، إلا إن الحرب العالمية الثانية وغزو ألمانيالفرنسا لم يعطهما المدة الكافية للاستمتاع بحياتهما، وانضمت وايك للمقاومة الفرنسية، وأصبحت تدير مجموعات «ماكيوس» التي تشن حرب عصابات على الضباط الألمان، وخاصة أفراد البوليس السري الألماني جيستابو. وأطلق عليها «جيتسابو» اسم «الفأر الأبيض»، وبحلول عام 1943 كانت «وايك» هي الشخص الأكثر طلبًا من قبل جهاز الاستخبارات الألماني، ووضعت مكافأة لإحضارها حية أو ميتة قدرها 5 ملايين فرنك، لكن هذا لم يرهب «وايك» التي خاضت خلال الحرب 7 آلاف مواجهة مع مجموعات المقاومة، اشتبكت فيها مع ما يقارب 22 ألف من الجنود الألمان، مات منهم حوالي 1400 شخص، في حين لم تفقد المقاومة تحت يديها إلا 100 شخص فقط. وألقي القبض على زوجها وحاول «جيستابو» استجوابه لمعرفة مكان «وايك»، لكنه رفض الإفصاح عن مكانها ومات أثناء التعذيب، وبعد نهاية الحرب كرمتها كل من إنجلتراوفرنساوالولاياتالمتحدةالأمريكية، وعملت لفترة بشعبة المخابرات في السلاح الجوي البريطاني، إلا إنها في 1957 تزوجت مرة أخرى وعادت إلى أستراليا لتكمل حياة هادئة هناك. «ماتا هاري» لا يمكن الحديث عن المرأة كجاسوسة دون ذكر، ماتا هاري، وهي الأشهر بين كل بنات جنسها، وعملت «هاري» لصالح الألمان خلال الحرب العالمية الأولى. كانت «هاري» راقصة هولندية شهيرة، وكونت شبكة علاقات كبيرة مع رجال ذو حيثية في فرنساوإنجلترا، واستطاعت نقل المعلومات للألمان، إلا إن المخابرات الفرنسية استطاعت اعتراض رسالة مشفرة قادمة للجاسوسة الحسناء، عبر شفرة استطاع الفرنسيون كشفها في وقت سابق، ما تسبب في إلقاء القبض عليها وحاول الفرنسيون تجنيدها لصالحهم لكنهم لم يستطيعوا الوثوق بها. وحوكمت «هاري» بتهمة التجسس في 15 سبتمبر عام 1917، وهي في سن ال41، ووجدت مذنبة وتم إعدامها بالرصاص. «نور عنايت خان» سليلة عائلة سبق وحكمت الهند، بعد أن تعرضت للتعذيب بوحشية على يد النازي في معسكر الاعتقال، داخاو، وانتهى الأمر بإعدامها برصاصة في الرأس، وسقطت الفتاة الهندية الجميلة «نور» قتيلة في 13 سبتمبر عام 1944. وعملت «نور» مع المخابرات البريطانية ضد النظام النازي في فرنسا أثناء احتلالها، حيث كونت شبكة جاسوسية، وتعتبر أول جاسوسة ترسل معلومتها عبر موجات الراديو في التاريخ. وتعرضت نور للخيانة، ما أدى للقبض عليها، إلا إنها صمدت أمام كافة محاولات الاستجواب والتعذيب ولم يعرف البوليس السري الألماني «جيستابو» اسمها الحقيقي، وحينما جاءت لحظة إعدامها هتفت نور «حرية» قبل أن تسقط قتيلة. ووضع تمثال نصفي ل«نور» في جوردون بلندن عام 2012، ليكون أول تمثال لامرأة أسيوية مسلمة يوضع في ميدان عام بإنجلترا. «إيزبيلا بويد» اشتهرت«بويد» كجاسوسة في الحرب الأهلية الأميركية في 1860، حيث عملت مع الجيش الجنوبي ضد الشماليين. وكانت «بويد»ترسل المعلومات القيمة عن تحركات الجنوبيين، وكان باستطاعتها الحصول على المعلومات بسهولة، نظرًا لعملها في فندق صغير يملكه والدها، واعتقلت «بويد»عام 1862 في ال18 من عمرها. «مارجريت كاميل جيج» أمريكية تزوجت الجنرال، توماس جيج، الذي قاد الجيش البريطاني خلال الحرب البريطانية الأميركية، وولدت عام 1734 في ولاية نيوجيرسي، وتزوجت من هذا العسكري الإنجليزي، لكن بقي ولائها لدولتها، ولذلك أرسلت «مارجريت» معلومات عن خطط زوجها، للإغارة على ليكسينجتون وكونكورد للأميركيين. وبعد انكشاف تسرب المعلومات لم يستطع زوجها إثبات الأمر فأرسلها إلى إنجلترا لتبتعد عن ساحة المعركة وفق أوامر زوجها في صيف عام 1775.