وزارة الصحة: الفحص المبدئي بجهاز السونار ثم أشعة الماموجرام.. وتحويل المصابين إلى المستشفيات ومراكز الأورام د. أسامة طه: علاج المرض فى مراحله المتأخرة يكلف الدولة عشرة أضعاف قيمة علاجه فى مراحله الأولى
يصيب سيدة من بين كل 8 سيدات ويمثل 35 % من نسب إصابتهن بالأورام السرطانية
بعد نجاح حملة «100 مليون صحة»، للكشف عن مرضى فيروس «سى» وعلاجهم، تستعد وزارة الصحة لتنفيذ مبادرة الرئيس عبدالفتاح السيسي للكشف المبكر عن سرطان الثدى، والتي ستبدأ في شهر يوليو المقبل، في إطار خطة الدولة لمواجهة مرض السرطان بشكل عام، تبدأ حملة الكشف المبكر عن سرطان الثدي بعمل مسح شامل للسيدات في كل أحياء وقرى محافظات مصر. وحسب إحصائية السجل القومي للأورام، بلغت نسبة إصابة السيدات بسرطان الثدي نحو 35 حالة لكل 100 ألف نسمة كل عام تقريبا، بينما كشفت إحصائية أخرى أن نسب الإصابة بسرطان الثدي في مصر تقدر ب 35.1 % من إجمالي الأورام الأخرى التي تصيب السيدات بمعدل وصل إلى 23 ألف حالة سنويا، وهى نسبة أقل من الدول الأوروبية وأمريكا، وقد أسفرت حالات الكشف المبكر لسرطان الثدي في عام 2016 عن 7030 حالة. بينما فى نهاية عام 2017 ، أوضح الكشف المبكر إصابة 14641 حالة. وعالميا تشير إحصائية حديثة لمنظمة الصحة العالمية نهاية العام الماضي، يمثل سرطان الثدى، المرتبة الثانية من حيث نسب الإصابة بعد سرطان الرئة، حيث بلغت الإصابة به حول العالم نحو 1,7 مليون مصاب عالميا. وعن استعداد وزارة الصحة لمبادرة الرئيس السيسي للكشف المبكر عن سرطان الثدى، فقد جاء فى بيان للبرنامج القومي لصحة المرأة التابع لوزارة الصحة، وجود 12 وحدة متنقلة فى المحافظات المختلفة، كل وحدة بها طاقم طبى يقوم بالفحص والتسجيل وتوفير التوعية الكاملة، إضافة إلى أن الوزارة لديها 14 مركزا لعلاج الأورام وهناك أكثر من 40 مستشفى وقسما لعلاج الأورام، سيتم من خلالها نقل صور الأشعة والتقارير الطبية ومناظرة الحالات. وفى تصريحات لوزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد، أكدت أن المسح سيستهدف السيدات فوق الثلاثين عاما وستبدأ بمسح مبدئي ثم كشف تأكيدي وفحوصات معملية، تبدأ بالسونار ثم أشعة الماموجرام بخطوات ومراحل معينة، وسيتم عمل قائمة بالسيدات بكل حى واتباع نظام كشف دورى حسب تاريخ المرض فى الأسرة والعوامل الوراثية، مؤكدة أنه سيتم تحويل المصابات بسرطان الثدي بمراكز الأورام والمراكز العلمية والمعاهد الجامعية ومراكز القطاع الخاص لإجراء الفحوصات وتلقى العلاج.
الفحص الدورى ولمعرفة أعراض المرض، يقول الدكتور أسامة طه، استشاري وأستاذ جراحة الأورام، إن نسب الإصابة بأورام الثدي في مصر تقارب النسب العالمية، وهى 1 من بين كل 8 سيدات عرضة للإصابة، موضحا أن المشكلة الحقيقية لدينا أن السيدات ليس لديهن وعى كاف بالمرض، فغالبيتهن تكتشفه في المراحل المتأخرة، وبالتالى تصبح نسبة الوفاة أعلى، لكن في حالة الاكتشاف المبكر تبلغ نسب الشفاء من 95 % إلى 99 % ، وإذا تم اكتشاف المرض في المرحلة الرابعة المتأخرة، تكون تكلفة العلاج عشرة أضعاف المراحل المبكرة, ويصبح علاج تلك الحالات عبئا على أي منظومة صحية في العالم. أضاف طه أن الفقد في المراحل المبكرة قليل للغاية تصل نسبته إلى 3 % على الأكثر، لكن في المرحلة الرابعة المتأخرة تتخطي نسب الوفاة ال 60 % لأن الورم يكون قد انتشر في بقية أعضاء الجسم كالكبد وغيره. تابع طه، أن مبادرة الكشف المبكر لسرطان الثدي هدفها الأساسي زيادة الوعى لدى السيدات، فلو تم فحص مليون سيدة فقد زاد الوعى ل 10 ملايين سيدة لدى المجتمع، مضيفا أن طرق الوقاية من الإصابة بسرطان الثدي هو الفحص الذاتي الدوري مع التصوير بعد الدورة الشهرية بأسبوع واحد لكل السيدات فوق 25 سنة، ويكون الفحص الذاتي للثدي مهما وبسيطا وسهلا جدا، ولا يستغرق وقتا طويلا خصوصا لمن ليس لديها تاريخ إصابة بالمرض في العائلة، والسيدات فوق ال 40 سنة، عليهن تكرار الفحص عددا من المرات سنويا لحماية أنفسهن من الإصابة بالمرض. من جانبه قال الدكتور حسين سليمان، أستاذ جراحة الأورام بالمعهد القومي للأورام، إنه كلما كان الاكتشاف مبكرا للمرض، كلما كان العلاج بسيطا وتكلفته أقل، ونستطيع توفير أماكن له بالمستشفيات بسهولة، وبالتالي فالكشف المبكر سيوفر المليارات للدولة. تابع سليمان، أن مبادرة الكشف المبكر لسرطان الثدي ستنجح، لأنه حاليا تتوافر في أغلب المحافظات مراكز لعلاج الأورام تابعة لوزارة الصحة والمستشفيات الجامعية، كما أن العلاج في المراحل المبكرة بسيط نسبيا وتستطيع المستشفيات المتوسطة استيعاب طرق العلاج من الورم، وهذه المبادرة ستكون فائدتها كبيرة جدا للقضاء على سرطان الثدي.
مبادرة ناجحة وقال الدكتور أحمد حسن عبد العزيز, استشاري علاج الأورام بجامعة عين شمس: إن سرطان الثدي يمثل ثلث حالات السرطان في السيدات بشكل عام. بينما تشكل الحالات الأخرى من السرطان 70 % ، توجد شبكة معلومات تربط المستشفيات التعليمية بالحكومية بالخاصة بغيرها، حتى نستطيع تحديد نسب الوفاة من هذا المرض، موضحا أن مبادرة الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي ستشمل كل المستشفيات سواء الجامعية أم التأمين الصحي أم مستشفيات القوات المسلحة، إضافة إلى المستشفيات الخيرية وغيرها وحتى الآن لم يوضع الشكل النهائي للمبادرة. وأضاف عبدالعزيز، أن عدد أطباء الأورام في مصر ليس قليلا، ولكن توزيعهم غير عادل في المحافظات، ففى القاهرة والدلتا أعدادهم كبيرة مقارنة بسائر المحافظات، وبالتالي فالمبادرة ستنجح. وأكد عبد العزيز أن أبرز أعراض الإصابة بالمرض، تتمثل في ظهور كتلة بالثدي ونزول دم منه، وحدوث تغيرات فى الجلد أو وجود إفرازات من الثدى وقرحة فى الثدي وتضخم فى حجم الثدى وبروز في الجلد تحت الإبط.
طرق الوقاية ولمعرفة طرق الوقاية من أورام الثدي، قالت الدكتورة رشا حجاج أستاذ ورئيس قسم طب الأورام جامعه الزقازيق، إن خطوات تجنب الإصابة بالسرطان تكون من خلال تلافي تلقى هرمونات تعويضية فى حالة انقطاع الطمث، وكذلك أهمية الابتعاد عن التدخين والكحوليات مع الحرص على الرضاعة الطبيعية لأطول فترة ممكنة، وأيضا من المهم تجنب السمنة والمحافظة على الوزن الصحى والإكثار من تناول الفواكه والخضروات مع الفحص الذاتى للثديين ومراجعة الطبيب بشكل دورى للكشف المبكر للأورام، خصوصا لمن لديهن تاريخ عائلي فى الإصابة بالمرض. تابعت حجاج، أنه على مستوى العالم توجد 42.260 حالة وفاه سنويا بسبب سرطان الثدى، موضحة أن أى سيدة سيتم التأكد بعد الكشف المبكر أنها مصابة بسرطان الثدى، سيتم تحويلها إلى أحد المراكز العلمية ومراكز الأورام الصحية والجامعية ومراكز القطاع الخاص لإجراء الفحوصات وتلقى العلاج اللازم. وأكدت أن البرنامج القومى لصحة المرأة يقوم الآن بتدريب الأطباء وهيئة التمريض والمرشدات الصحية وتثقيفهم وللعمل بالبرنامج، ومن ثم عمل حصر الأعداد، مضيفة أنه وفقا للبرنامج القومى لصحة المرأة، فإنه يتم تنفيذ المسح الخاص بالكشف عن أورام الثدى من خلال 12 وحدة متنقلة، تنتشر تباعا بالمحافظات من خلال جدول زمنى محدد لكل سيارة.