أكدت مادلينا فيشر سفيرة البرتغال في القاهرة مدى إدراك بلادها لاهتمام الرئيس عبد الفتاح السيسي بتطوير التعليم والنهوض به في مصر، موضحة أن مساعي القيادة السياسية المصرية الدؤوبة في هذا الصدد هي الدافع الأول وراء تحركات «لشبونة» المكثفة الآن لتعزيز أوجه الشراكة والتعاون مع القاهرة فى جميع المجالات، ولاسيما التعليمي منها. وقالت فيشر في تصريحات خاصة ل"الأهرام العربي" : "البرتغال تدرك جيدا الآن وأكثر من أي وقت مضى أن الرئيس السيسي مهتم للغاية بالنهوض بالمنظومة التعليمية في مصر وتطوير مناهجها وتحديث آلياتها، ووصفته ب"الرجل الذكي"الذي يدرك أن نهضة الشعوب لا تتحقق إلا من خلال النهوض بالتعليم، وهو ما تسعى الإدارية المصرية الآن إلى إنجازه لوضع بلادها في مصاف الدول المتقدمة في هذا المجال". وأوضحت فيشر أن اهتمام الرئيس السيسي بتطوير التعليم بمراحلة المختلفة والجامعي منها بصفة خاصة دفع العديد من مسئولى الجامعات البرتغالية الخاصة والعامة منها على حد سواء كجامعتي"بورتو"و"ونوفا"للإسراع بالمجئ إلى مصر وعقد اتفاقيات ومذكرات تفاهم مع نظرائهم من مسئولي بعض الجامعات المصرية كالجامعة الأمريكية وعين شمس والأزهر بهدف تعزيز أوجه التعاون والشراكة في مجالات عدة كتبادل الدارسين وأعضاء هيئة وفتح أقسام لتعليم اللغة البرتغالية كلغة أولى وليست ثانية والتعاون في مجالات عدة، أبرزها البحث العلمي. وقالت فيشر :"إن ما تم إبرامه من اتقاقيات بين البلدين في مجال التعليم الجامعي قد تم وضع بعضها في حيز التنفيذ والبعض الآخر لم يتم بعد نظرا لعدم الانتهاء من الخطوات الإجرائية والتنظيمية المتعلقة بها والجاري العمل الآن بين الجانبين على إتمامها". وأشارت سفيرة البرتغال إلى أن وفد"جامعة "نوفا"الذي زار القاهرة في مارس الجاري، جاء لدراسة الأوضاع الحالية على الأرض الخاصة بالتعليم العالي أو الجامعي في مصر وللإلمام بكافة التفاصيل المتعلقة بأجوائها وظروفها والفرص المتاحة بها لاتخاذ القرارات اللازمة لتعزيز أوجه الشراكة مع القاهرة في هذا المجال لأقصى درجة ممكنة. وشددت فيشر على أن البرتغال تربطها بمصر علاقات جيدة في مختلف المجالات وشتى القطاعات، ولكن لشبونة تركز على مجال التعليم أكثر من غيره لأنها تدرك حقيقة أن الدراسين المصريين، خاصة الشباب منهم والذين لديهم استعداد جيد وقدارت متميزة في مختلف التخصصات، لا بد وأن يكون لديهم فرصة للحصول على تعليم جيد وفرصة مماثلة للاتصال والتواصل مع الجامعات الأجنبية، ولاسيما البرتغالية منها. وذكرت السفيرة البرتغالية أن هناك زيارات متبادلة على مستوى القيادة السياسية لكلا البلدين، حيث إن الرئيس السيسي زار البرتغال عام 2016 كما زار الرئيس البرتغالي مارسيلو ريبيلو دي سوزا مصر في إبريل 2018. وأشارت إلى أن الرئيس البرتغالي ذهب خلال زيارته للقاهرة إلى جامعة الأزهر وألقى خطابا بها بعنوان"رؤية معلم ورئيس"والتي تركزت محاورها على علاقة بين الشرق والغرب وكيفية إقامة أسس للتعايش والحوار بين أتباع مختلف الثقافات والأديان، وذلك انطلاقا من تجربة بلاده التي تملك إرثا تاريخيا متنوعا وثريا في هذا الصدد. وأوضحت أن الرئيس سوزا أختار جامعة الأزهر دون غيرها من الجامعات المصرية لألقاء كلمته لسببين، أولهما خلفيته الأكاديمية التي عمل بموجبها أستاذا للقانون لمدة 40 عاما داخل أورقة الحرم الجامعي، وثانيهما يرجع لإدراكه أن جامعة الأزهر هي الجامعة الإسلامية الأولى في العالم وأنها مصدر اهتمام أبناء الجاليات الإسلامية في كل مكان بما فيها البرتغال من الراغبين في الالتحاق بها لدراسة العلوم الشرعية والعربية. وألمحت إلى أن الجانب البرتغالي وقع خلال زيارة الرئيس سوزا للقاهرة اتفاقية لتدشين قسم لتعليم اللغة البرتغالية بجامعة عين شمس وبالتنسيق مع جامعة"بورتو"البرتغالية الحكومية. وأشارت إلى اللغة البرتغالية يتم حاليا تدريسها كلغة ثانية في جامعة عين شمس، ولكن لشبونة تسعى جاهدة الآن لبدء الدراسة الفعلية بقسم كامل للغة البرتعالية كلغة أولى. ونوهت السفيرة البرتغالية إلى أن بلادها تسمح سنويا لطلابين مصريين اثنين فقط من دارسي اللغة البرتغالية بأي من الجامعات المصرية بالتقدم إليكترونيا للحصول على منحة دراسية في البرتغال خلال فترة الأجازة الصيفية، وأعربت عن رغبتها في إتاحة الفرصة لعدد أكبر ولكن الأمر برمته موكول لوزراة الخارجية البرتغالية وقراراتها في هذا الصدد والتي ترى أنه ليس من السهولة بمكان تغيرها أو حتى مجرد المساس بها، نظرا لأن مسألة العدد جزء من برنامج معمول به في محتلف أنحاء العالم وليس في مصر وحدها.