لا يشك أى مواطن إفريقى فى صدق نيات القاهرة فى توجهها لحل جميع قضايا القارة، من منطلق أن دعم العمل الإفريقى المشترك رؤية وإستراتيجية مصرية يصر عليهما الرئيس السيسى وكل مؤسسات الدولة المصرية، لكن بعد انتهاء فاعليات الدورة 32 للقادة الأفارقة، وتسلم مصر لرئاسة الاتحاد الإفريقى كيف يمكن تحويل الآمال الإفريقية العريضة إلى واقع ملموس على الأرض؟ وما أبرز المشروعات والأفكار التى سيتم تنفيذها على الفور؟ وكيف تسهم الخطوات المصرية فى تعزيز العمل الإفريقى المشترك وتعزيز استقلالية الاتحاد الإفريقى؟ سيكون منتدى الشباب الإفريقى بمدينة أسوان أولى فاعليات نقل الخبرة المصرية فى مجال تمكين الشباب إلى الدول والشباب الإفريقي، ويأتى ذلك من منطلق رؤية القاهرة بدور الشباب فى صناعة المستقبل، ونجحت مصر منذ ثورة 30 يونيو 2013 فى تمكين الشباب المصرى من خلال مجموعة من المبادرات الخاصة بالشباب مثل مؤتمرات الشباب التى يعقدها الرئيس السيسى بشكل دورى مع الشباب المصرى، بالإضافة إلى مؤتمر شباب العالم الذى تستضيفه شرم الشيخ، وكل هذه المؤتمرات هدفها مشاركة الشباب فى صناعة المستقبل، باعتبار أن غالبية السكان فى مصر والدول الإفريقية من الشباب، وكشف المهندس عمرو طلعت، وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، عن أن الوزارة انتهت بالفعل من إنشاء المنصة الرقمية الموحدة للتدريب، والتى ستسمح بتدريب 10 آلاف شاب من القارة الإفريقية خلال العام الجاري، ضمن المبادرة الرئاسية لتوطين تكنولوجيا الألعاب الرقمية التى أطلقها بمدينة شرم الشيخ خلال منتدى الشباب فى نوفمبر الماضي.
وأن الهدف من المنصة إتاحة التدريب إلى جميع الشباب الإفريقي، موضحا أنه سيتم الإعلان عن إطلاق المنصة خلال الشهر الجاري، مؤكدا اهتمام الوزارة بالتعاون مع الأشقاء الأفارقة فى التدريب والتأهيل وتوفير البرامج المتخصصة، فى مجال تكنولوجيا المعلومات والاتصالات. وأوضح أن اهتمام الرئيس السيسى بتوفير مناخ ملائم للشباب للابتكار والإبداع والتعلم والمعرفة الرقمية؛ لمواكبة سوق العمل، بالإضافة إلى إنشاء الأكاديمية الوطنية للتدريب، لتأهيل ذوى الاحتياجات الخاصة ومتحدى الإعاقة، التى ستقدم خدماتها لجميع ذوى الإعاقة، وسيتم تخصيص بعض الفرص التدريبية للأشقاء من الدول الإفريقية.
مبادرة إسكات البنادق مبادرة إسكات البنادق فى إفريقيا بحلول عام 2020 من أبرز الموضوعات التى ستعمل عليها القاهرة خلال العام الجارى، لأن موضوعات السلم والأمن، ومبادرة "إسكات البنادق"، تشكل أولوية أساسية فى أجندة الاتحاد الإفريقى لعام 2019، وتعمل مصر على ذلك من خلال مجموعة من المبادرات والآليات، منها المشاركة المصرية المميزة فى قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة على اعتبار مصر من أكثر 10 دول على مستوى العالم تشارك فى قوات حفظ السلام، كما أن القاهرة من أكثر عواصم العالم التى تتحدث وتعمل من أجل بناء قدرات السلام، والتدخل الوقائى لمنع الحروب، بالإضافة إلى ثقة العالم فى رؤية مصر لحل النزاعات التى تقوم على لغة الحوار والحلول السياسية والدبلوماسية، بعيداً عن لغة البندقية والرصاص.
توقيع اتفاقية التجارة الحرة لعل أبرز الثمار التى حصل على المواطن الإفريقى فى أول يوم من أيام رئاسة الاتحاد الإفريقي، أن 52 دولة على اتفاقية "التجارة الحرة" من بين "55 دولة" فيما يعنى أن الاتفاقية دخلت حيز التنفيذ، وهذه الاتفاقية تمثل حلما للشعوب الإفريقية، حيث ستسهم فى انسياب وتدفق السلع والخدمات رءوس الأموال والاستثمارات، كما أن مصر تعزز التعاون بين التكتلات الاقتصادية الثلاثة فى إفريقيا وهى «الكوميسا» وتجمع شرق إفريقيا والسداك والتى تنتج مجتمعة ما يساوى تريليونا و300 مليار دولار، وتضم أكثر من 26 دولة وبها 600 مليون مستهلك، ولذلك يتوقع الأفارقة بعد التوقيع على اتفاقية التجارة الحرة، زيادة التجارة البينية بين الدول الإفريفية إلى معدلات كبيرة. وفيما يتعلق بموضوع الهجرة غير الشرعية والنازحين، لفتت إلى حرص الاتحاد الإفريقى على استمرار العمل لمكافحة ظاهرة الهجرة غير الشرعية فى القارة، مضيفة أن دول القارة تحاول الاعتماد على التمويل الإفريقي.
تعزيز السلم والأمن القومى وحل قضية اللاجئين منذ اليوم الأول للرئاسة المصرية للاتحاد الإفريقى، شدد الرئيس عبد الفتاح السيسى على ضرورة تحقيق أهداف الاتحاد، ودفع مسيرة العمل الإفريقى المشترك وفقا لأجندة 2063، وتعزيز بنية السلم والأمن، ومرحلة ما بعد النزاعات، وتطوير إصلاح العمل الإدارى، وتلبية أهداف الدول الأعضاء فى مختلف المجالات واستكمال المشروعات. وتعزيز الأمن والسلم، والسلام بين دول القارة، وإعادة الإعمار فى مرحلة ما بعد إنهاء النزاعات مع التعاون مع الشركاء الإستراتيجيين والخروج بمكاسب لخدمة القارة، لأن مصر منفتحة على مقترحات المفوضين القيمة لتعزيز العمل الإفريقى المشترك. تحتل قضية اللاجئين والمهجرين داخل الاتحاد الإفريقى مكانة كبيرة فى اهتمامات الرئيس عبد الفتاح السيسى فى رئاسة للاتحاد الإفريقي، حيث يوجد أكثر من 26 مليون لاجئ فى دول القارة نتيجة لعوامل المناخ والتصحر والجفاف، بالإضافة للحروب والنزاعات الداخلية، واهتمام الرئيس بحل قضية المهاجرين إلى أوروبا وما يتعرضون له من أهوال أثناء عبور البحر المتوسط، وشرح الرئيس السيسى للمفوضية الإفريقية، مدى اهتمامه وحديثة الدائم عن قضايا إفريقيا وخصوصا الهجرة غير الشرعية.
مبادرات ربط القارة الإفريقية لعل من أبرز الثمار التى سيشعر فيها المواطن الإفريقى خلال الرئاسة المصرية هو اهتمام الرئيس السيسى بربط شمال وجنوب القارة من خلال الربك البرى عبر طريق القاهرة كيب تاون، وربط بحيرة فيكتوريا، والربط الكهربائى بين دول القارة، لأن الطرق هى شرايين حياة وستغير معالم القارة، وستنعكس إيجابياً على التواصل الثقافى والتجارى بين شعوب القارة.