آخر تحديث لسعر الذهب الآن في الأسواق ومحال الصاغة    قبل تفعيله الثلاثاء المقبل.. ننشر المستندات المطلوبة للتصالح على مخالفات البناء    «العمل»: التواصل مع المصريين بالخارج أهم ملفات الوزارة في «الجمهورية الجديدة»    «القاهرة الإخبارية»: جيش الاحتلال يطالب سكان شرق رفح الفلسطينية بمغادرة المنطقة    الرئيس الصيني شي يلتقي ماكرون وفون دير لاين في باريس    تحذير: احتمالية حدوث زلازل قوية في الأيام المقبلة    مفاجأة بشأن مستقبل ثنائي الأهلي    «الأرصاد» تكشف تفاصيل حالة الطقس في شم النسيم    في يوم شم النسيم.. رفع درجة الاستعداد في مستشفيات شمال سيناء    فيلم السرب يواصل تصدر شباك التذاكر.. حقق 4 ملايين جنيه في 24 ساعة    تحذير من خطورة تناول الأسماك المملحة ودعوة لاتباع الاحتياطات الصحية    محمد صلاح يُحمل جوزيه جوميز نتيجة خسارة الزمالك أمام سموحة    حركة القطارات| 45 دقيقة تأخير بين قليوب والزقازيق والمنصورة.. الاثنين 6 مايو    تزامنا مع بدء الإخلاء.. تحذير من جيش الاحتلال إلى الفلسطينيين في رفح    موعد وقفة عرفات 1445 ه وعيد الأضحى 2024 وعدد أيام الإجازة في مصر    عاجل.. أوكرانيا تعلن تدمير 12 مسيرة روسية    وسيم السيسي يعلق علي موجة الانتقادات التي تعرض لها "زاهي حواس".. قصة انشقاق البحر لسيدنا موسى "غير صحيحة"    نيرمين رشاد ل«بين السطور»: ابنة مجدي يعقوب كان لها دور كبير في خروج مذكرات والدها للنور    تراجع سعر الفراخ البيضاء؟.. أسعار الدواجن والبيض في الشرقية الإثنين 6 مايو 2024    أخبار التكنولوجيا| أفضل موبايل سامسونج للفئة المتوسطة بسعر مناسب وإمكانيات هتبهرك تسريبات حول أحدث هواتف من Oppo وOnePlus Nord CE 4 Lite    البحوث الفلكية تكشف موعد غرة شهر ذي القعدة    سعر التذكرة 20 جنيها.. إقبال كبير على الحديقة الدولية في شم النسيم    طبيب يكشف عن العادات الضارة أثناء الاحتفال بشم النسيم    موعد مباراة نابولي ضد أودينيزي اليوم الإثنين 6-5-2024 والقنوات الناقلة    فرج عامر: سموحة استحق الفوز ضد الزمالك    أحوال جوية غير مستقرة في شمال سيناء وسقوط أمطار خفيفة    تعاون مثمر في مجال المياه الإثنين بين مصر والسودان    حمادة هلال يكشف كواليس أغنية «لقيناك حابس» في المداح: صاحبتها مش موجودة    «القاهرة الإخبارية»: 20 شهيدا وإصابات إثر قصف إسرائيلي ل11 منزلا برفح الفلسطينية    أول شهادةٍ تاريخية للنور المقدس تعود للقديس غريغوريوس المنير    إلهام الكردوسي تكشف ل«بين السطور» عن أول قصة حب في حياة الدكتور مجدي يعقوب    محمد عبده يعلن إصابته بمرض السرطان    من بلد واحدة.. أسماء مصابي حادث سيارة عمال اليومية بالصف    أقباط الأقصر يحتفلون بعيد القيامة المجيد على كورنيش النيل (فيديو)    خالد مرتجي: مريم متولي لن تعود للأهلي نهائياً    مدحت شلبي يكشف تطورات جديدة في أزمة افشة مع كولر في الأهلي    بعد ارتفاعها.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الإثنين 6 مايو 2024 في المصانع والأسواق    تزامنا مع شم النسيم.. افتتاح ميدان "سينما ريكس" بالمنشية عقب تطويره    الجمهور يغني أغنية "عمري معاك" مع أنغام خلال حفلها بدبي (صور)    قادة الدول الإسلامية يدعون العالم لوقف الإبادة ضد الفلسطينيين    هل يجوز تعدد النية فى الصلاة؟.. أمين الفتوى يُجيب -(فيديو)    تخفيضات على التذاكر وشهادات المعاش بالدولار.. "الهجرة" تعلن مفاجأة سارة للمصريين بالخارج    ما المحذوفات التي أقرتها التعليم لطلاب الثانوية في مادتي التاريخ والجغرافيا؟    برنامج مكثف لقوافل الدعوة المشتركة بين الأزهر والأوقاف والإفتاء في محافظات الجمهورية    بيج ياسمين: عندى ارتخاء فى صمامات القلب ونفسي أموت وأنا بتمرن    حظك اليوم برج الحوت الاثنين 6-5-2024 على الصعيدين المهني والعاطفي    يمن الحماقي ل قصواء الخلالي: مشروع رأس الحكمة قبلة حياة للاقتصاد المصري    الأوقاف: تعليمات بعدم وضع اي صندوق تبرع بالمساجد دون علم الوزارة    الإفتاء: احترام خصوصيات الناس واجب شرعي وأخلاقي    عاجل - انفجار ضخم يهز مخيم نور شمس شمال الضفة الغربية.. ماذا يحدث في فلسطين الآن؟    كشف ملابسات العثور على جثة مجهولة الهوية بمصرف فى القناطر الخيرية    رئيس البنك الأهلي: متمسكون باستمرار طارق مصطفى.. وإيقاف المستحقات لنهاية الموسم    تؤدي إلى الفشل الكلوي وارتفاع ضغط الدم.. الصحة تحذر من تناول الأسماك المملحة    تعزيز صحة الأطفال من خلال تناول الفواكه.. فوائد غذائية لنموهم وتطورهم    لفتة طيبة.. طلاب هندسة أسوان يطورون مسجد الكلية بدلا من حفل التخرج    المدينة الشبابية ببورسعيد تستضيف معسكر منتخب مصر الشابات لكرة اليد مواليد 2004    "العطاء بلا مقابل".. أمينة الفتوى تحدد صفات الحب الصادق بين الزوجين    شم النسيم 2024 يوم الإثنين.. الإفتاء توضح هل الصيام فيه حرام؟    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المتحدث باسم أمين عام جامعة الدول العربية: لا وجود لما يسمى ب «صفقة القرن».. وما يشاع «بالون اختبار»

شارك فى الحوار: جمال الكشكى - عادل أبو طالب - إلهامى المليجى - محمد زكى - أحمد البحيرى - أحمد إسماعيل - شاهيناز العقباوى - محمد الطماوى
لا وجود لما يسمى ب «صفقة القرن» وما يشاع «بالون اختبار»
الرؤى حول عودة سوريا للجامعة لا تزال مختلفة ومن الصعوبة بمكان التنبؤ بإجراء معين بشأن عودتها
قمة عربية أوروبية مرتقبة تحدد الأسس الرئيسية للحوار المستقبلى بين الطرفين
خدمة العلم المصرى قيمة لا تقدر بثمن
الاتحاد الأوروبى أظهر تمسكه بثوابت القضية الفلسطينية ويساند الجامعة فى الأزمات التى تمر بها سوريا وليبيا واليمن
التعاون العربى الإفريقى يمضى فى السياقات المرسومة له بشكل متميز.. ولدى الجانبين رغبة قوية فى تعزيز ودفع التعاون فى المجالات الحيوية
الدول الإفريقية من أهم الكتل المؤيدة للمصالح العربية على المستوى الدولى
غالبية الدول الإفريقية كانت شريكا قويا فى الحشد الدولى فى الأمم المتحدة ضد قرار ترامب بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل
الأمين العام أبوالغيط نجح فى عرقلة عقد قمة إفريقية – إسرائيلية من خلال الرسائل التى بعثها إلى مفوضية الاتحاد الإفريقى
مصر ستتمكن خلال رئاستها للاتحاد الإفريقى من بناء عناصر التلاقى والقواسم المشتركة بين الجانبين العربى والإفريقي
قرار الأمم المتحدة الرافض لأى تغيير فى الوضع القانونى للقدس جاء انعكاسا لتحركات الجامعة
لا يمكن تجاوز دور أمريكا فى مسار التسوية النهائية للقضية الفلسطينية فهى التى تمتلك القدرة على دفع إسرائيل للجلوس على طاولة المفاوضات
الجامعة العربية لا تتدخل فى المصالحة الفلسطينية تقديرا واقتناعا بالجهود الضخمة التى تقوم بها مصر منذ سنوات فى هذا الملف
الخلاف على تقاسم الثروة بين الأطراف الضالعة فى أزمة ليبيا والأطراف الخارجية التى تساند الميليشيات المتطرفة سبب تفاقم أزمتها
لو لم أكن دبلوماسياً لأصبحت مخرجاً سينمائياً.. وعاطف الطيب مدرسة فى الإخراج
لدينا مسار واضح فى التعامل مع أزمة اليمن يقوم على التعاون مع الحكومة الشرعية.. لكن المبعوث الأممى يتجاهل دور الجامعة
كانت لدى محاولات لكتابة الشعر لم تبلغ درجة الاحتراف
شخصية دبلوماسية رفيعة المستوى، متمكن من أدواته، أثبت قدراته فى أول مواجهة له مع الإعلام، بعد اختياره متحدثا رسميا باسم الأمين العام لجامعة الدول العربية، وذلك فى الأول من يوليو 2016، معبرًا بصدق وشفافية عن مواقف الأمين العام والجامعة العربية، سلاحه الصدق والشفافية والقراءة العميقة للمواقف.
ولا شك أن كل ما يملكه السفير محمود عفيفى، يعود إلى خلفيته الدراسية وخبراته، التى اكتسبها منذ التحاقه بوزارة الخارجية فى العام 1995، بعد حصوله على بكالوريوس الاقتصاد والعلوم السياسية من جامعة القاهرة، ومن قبل كان قد حصل على شهادة الثانوية العامة من مدرسة سان جورج بالقاهرة.
بعد التحاقه بالخارجية، عمل فى سفارات مصر فى ليبرفيل ولندن، ثم التحق بالوفد الدائم فى الأمم المتحدة بجنيف، حيث تولى خلال هذه الفترة رئيس قسم حقوق الإنسان، وبعد عودته للقاهرة اختير مديرًا لشئون حقوق الإنسان بوزارة الخارجية، كما عمل لفترات فى قطاعات متعددة الأطراف بالوزارة، ثم مسئولا للشئون العربية بمكتب وزير الخارجية.
المعطيات الراهنة فى المنطقة وتسارع الأحداث، يحتم علينا إجراء هذا الحوار مع السفير محمود عفيفى، المتحدث الرسمى باسم الأمين العام لمجلس جامعة الدول العربية، هذا الدبلوماسى الذى لا يزال قابضا على جمر حيويته، والمسكون بهموم العرب فكرا وممارسة، المتفاعل مع الحالة الدبلوماسية بحكم منصبه الحالى، ومسيرته بوزارة الخارجية سابقا، طرحنا عليه فى هذا الحوار كل تساؤلاتنا، عن المشهد العربى الراهن، بداية من سوريا الغائبة الحاضرة فيه، مرورا بفلسطين بكل تجلياتها المتعلقة بمسألة القدس المحتلة، وما يسمى بصفقة القرن وليبيا واليمن، وصولا إلى أول قمة عربية أوروبية تحتضنها مصر خلال الشهر المقبل، ثم قمة تونس نهاية مارس وربما قمة إفريقية عربية نهاية العام الحالى. ولم تغب عن تساؤلاتنا قضايا تطوير هيكل وميثاق الجامعة العربية، وأزمتها المالية الناتجة، عن محدودية مساهمات الأعضاء بمستحقاتهم، فى موازنتها السنوية، التى تتراوح بين 52 و53%، وانتهزنا الفرصة، كما طرحنا عليه بعضا من الأسئلة البعيدة عن السياسة، التى تكشف الكثير عن شخصيته.
لننطلق من القضية الأكثر بروزا فى المشهد العربى، التى تتعلق بعودة سوريا إلى مقعدها فى الجامعة العربية.. ما تصوراتكم لهذه العودة؟
نحن نتابع التصريحات التى تطلقها بعض الدول وتحركات البعض الآخر، لاسيما أن بعضها قرر استئناف فتح سفاراته بدمشق، وما يحكم موقف الجامعة فى هذا السياق ما يلى:
أولا: المقعد السورى تم تعليقه فى نوفمبر من العام 2011، بقرار من مجلس جامعة الدول العربية على مستوى وزراء الخارجية، ومن ثم فإن أى نقاش بشأن التراجع عن هذا القرار، يتعين أن يبدأ من خلال المجلس ذاته.
كيف؟
الأمر يتطلب أن تتقدم دول أو مجموعة من الدول العربية بمبادرة أو طلب رسمى، لإدراج نظر موضوع إلغاء تعليق عضوية سوريا، على جدول أعمال مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية، إما فى دورة عادية أو فى دورة طارئة، وبوضوح حتى إجراء هذا الحوار، فإنه لم يتم تقديم مثل هذا الطلب، وكل ما يشاع فى هذا الصدد هو محض أقاويل، لكن فى المقابل، فإن ما يجرى من اتصالات فى هذا الشأن بين بعض الدول العربية حق مشروع، لتبادل الرؤى ووجهات النظر والتشاور، حول هذا الموضوع، وفقا لمصالح هذه الدول وأولوياتها، بيد أنه لا يوجد لدى الجامعة فى المرحلة الراهنة، ما يمكن وصفه بأنه صيغة رسمية تم التقدم بها من هذا الطرف أو ذاك.
ثانيا: قرار تعليق المقعد السورى لدى الجامعة، كان قرارا توافقيا بين الدول الأعضاء، وحتى الآن لم يتبلور هذا التوافق بشكل كامل بشأن التراجع عنه بين الدول الإحدى والعشرين، وأذكر فى توصيف الجامعة العربية، أنها المنظمة العربية الأم التى تعبر عن الإرادة الجماعية لدولها الأعضاء، وهى - أى هذه الإرادة - التى تنتج بالضرورة توافقا - لما تحقق أو تبلور.
ثالثا: لا تزال هناك رؤى مختلفة حول هذه العودة، فثمة من يرى أن هذه العودة تتطلب إجراءات محددة، وثمة من يرى أن هذه الإجراءات يجب أن تتم وفق نسق معين، بينما يرى آخرون، أن تتم ضمن نسق مغاير، وبالتالى، فإنه من الصعوبة بمكان التنبؤ بإجراء معين فى توقيت معين، بشأن عودة سوريا إلى مقعدها حتى الآن.
كيف ترى الجامعة العربية قرار الرئيس الأمريكى ترامب بسحب قواته من سوريا بشكل مباغت؟
الأولوية بالنسبة لنا هى لقياس تداعيات هذا القرار على أمن واستقرار سوريا وسلامة أراضيها ووحدتها، فضلا عن تقليص الآثار شديدة السلبية للأزمة الإنسانية فى سوريا، ووقف التدخلات الخارجية فى شئونها الداخلية.
بمناسبة التدخلات الخارجية سواء من إيران أم تركيا فى المنطقة العربية.. هل ثمة محددات تفرضها الجامعة للتصدى لها؟
هذه التدخلات تنطوى على آثار سلبية للغاية، وقد أعلنت الجامعة رفضها أكثر من مرة، لتدخل أنقرة فى الشمال السورى، مؤكدة أنها لا تخدم مسار التسوية النهائية للأزمة السورية، أما التدخلات الإيرانية، فإن هناك لجنة وزارية عربية ترأس دورتها الحالية الإمارات العربية المتحدة، وتضم فى عضويتها كلا من مصر والسعودية والبحرين، إضافة إلى الأمين العام للجامعة، وهى تجتمع بشكل دورى على هامش الدورات العادية لمجلس الجامعة على مستوى وزراء الخارجية، فضلا عن القمم العربية العادية، وتقوم برصد كامل لمظاهر التدخلات الإيرانية، ومن ثم فإن الجامعة على وعى كامل بتأثيراتها وتنبه إلى مخاطرها، فى اتصالاتها مع الأطراف الدولية المعنية، وتدعو بقوة بعدم السماح باستمرارها على نحو يخل بسيادة الدولة الوطنية، أو على التسوية النهائية للأزمات التى تشكل طهران رقما مهما من فرط تدخلها السلبى فيها.
تستعد الجامعة لعقد أول قمة عربية أوروبية خلال فبراير المقبل.. ما أهم الملفات المطروحة على جدول أعمالها؟
هذه القمة طال انتظارها، فمنذ سنوات ونحن نتحدث عن أهمية بلورة الحوار بين الجانبين العربى والأوروبى، فى شكل مؤسسى على أعلى مستوى على الرغم من أن هناك اجتماعات تعقد على مستوى وزراء الخارجية، كل عامين بالتبادل بين عاصمة عربية وعاصمة أوروبية، وفى آخر اجتماع عقد بمقر الأمانة العامة للجامعة فى ديسمبر 2016، أصدر توصية برفع مستوى الحوار بين الطرفين إلى مستوى القمة، وقد تجاوب الاتحاد الأوروبى مع هذه التوصية، ورحب بعرض مصر باستضافة القمة العربية الأوربية بأراضيها.
ولاشك أن أهمية عقد مثل هذه القمة، تنطلق من أن هناك طرفا رئيسيا فى التفاعل مع الدول العربية، يتمثل فى الاتحاد الأوروبى، الذى تربطه مع الجانب العربى علاقات متشعبة، سواء على الصعيد السياسى أم الأمنى أم الاقتصادى، كما أنه يمثل الشريك التجارى الأول للمنطقة العربية بشكل عام، ومن ثم فإنه من الأهمية بمكان تفعيل الحوار القائم بين الجانبين، والعمل على تفعيله ورفع منسوبه إلى أعلى مستوى، وهو مستوى القادة والزعماء لدى الجانبين.
وطبقا لما تم الاتفاق عليه، فإن القمة المرتقبة ستكون فى مصر، ولأنها القمة الأولى، فهى ستحدد الأسس والعناصر الرئيسية للحوار المستقبلى بين الطرفين، وتسميتها الرسمية هى قمة جامعة الدول العربية والاتحاد الأوروبى.
وفى المرحلة الراهنة تكثف الأمانة العامة للجامعة العربية اتصالاتها مع، الدولة المضيفة مصر ومع المفوضية الأوروبية فى بروكسل، للتعرف على الترتيبات اللوجستية بأبعادها المختلفة، إلى جانب القضايا والملفات التى سيتضمنها جدول أعمال القمة المرتقبة، وبالتأكيد ستكون قضايا المنطقة السياسية فى صدارتها، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، التى يتطلع الجانب العربى إلى الحصول، على المزيد من الدعم وتبادل وجهات النظر مع الاتحاد الأوروبى لها فى هذه المرحلة، لا سيما أن الاتحاد الأوروبى أظهر خلال العام الماضى تمسكه بثوابت هذه القضية، إلى جانب مساندته لموقف الجامعة، على صعيد الأزمة السورية والأزمة الليبية واليمن، وغيرها من أزمات المنطقة، بالإضافة إلى الملفات المتعلقة بالتعاون الاقتصادى والتجارى، الذى ينطوى على أهمية كبرى بالنسبة للجانب العربى، فى ظل العلاقات المتشعبة والمشروعات المشتركة العديدة بين الجانبين، وكذلك هناك الجهود المشتركة لمكافحة الإرهاب، إلى جانب ملفات اجتماعية تتعلق بالهجرة واللاجئين وحقوق المرأة، والتى تعمل فيها الجامعة مع المفوضية الأوروبية منذ سنوات، إضافة إلى برامج دعم فى مجالات تنموية بعدد من الدول العربية، إلى جانب الحوار الثقافى بين الطرفين، والذى يكتسب أهميته من ارتباطه بقضايا تجديد الخطاب الدينى، ووقف الكراهية بالذات لدى الجانب الأوروبى، باتجاه الجاليات العربية والإسلامية، وهى كلها وغيرها موضوعات تحظى بالاهتمام المشترك بين الجانبين العربى والأوروبى.
هل بدأت الجامعة التحضير للقمة العربية العادية فى نسختها الثلاثين التى من المقرر أن تستضيفها تونس مارس المقبل؟
سيقوم مجلس الجامعة العربية خلال اجتماعه على مستوى وزراء الخارجية فى دورة عادية فى الأسبوع الأول من شهر مارس المقبل، بوضع الخطوط العريضة لجدول أعمال هذه القمة وملفاتها المتعددة.
وماذا عن التعاون مع الاتحاد الإفريقى.. حيث إنه عقد أكثر من قمة بين الجانبين السنوات الماضية.. فما نتائجها؟ وهل ثمة جديد على هذا الصعيد؟
التعاون العربى الإفريقى يمضى فى السياقات المرسومة له بشكل متميز، وفى تقديرى، فإن مسار التعاون بين الطرفين من الأهمية بمكان، لأن كتلة الدول الإفريقية على المستوى الدولى من أهم الكتل المؤيدة للمصالح العربية، فضلا عن ذلك فإن الطرف الإفريقى لديه مصالح مهمة يرغب فى تحقيقها من خلال الدول العربية، بالذات فيما يتعلق بعمليات التنمية والاستثمار، والتجارة وخطوط النقل، ولدى الجانبين رغبة قوية فى تعزيز ودفع التعاون فى هذه المجالات الحيوية قدما، إلى جانب ذلك هناك إطار ثابت يتمثل، فى لجان التعاون العربى الإفريقى، والتى تعقد بشكل مستمر، سواء فى مقر الجامعة العربية بالقاهرة، أم فى مقر الاتحاد الإفريقى بأديس أبابا، وثمة مستويات تنسيقية عالية بين الجانبين فى قضايا جوهرية تهمهما، وفى مقدمتها موضوع الهجرة واللاجئين، فمصالح الطرفين متطابقة فى هذا الشأن، وهو ما مكنهما من تشكيل كتلة تفاوضية واحدة للتوصل إلى الاتفاقية الدولية للهجرة التى الموافقة عليها فى مؤتمر بمراكش بالمغرب أخيرا، إلى جانب ذلك كانت الدول الإفريقية شريكا قويا للجانب العربى، فى حشد الجهود الدولية فى الجمعية العامة للأمم المتحدة لرفض قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب بالاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل، برغم أن عددا محدودا من الدول الإفريقية انحاز للموقف الأمريكى والإسرائيلى، وأدت فى هذا الصدد إلى تطور بالغ الأهمية، ويتمثل فى نجاح جهود الجامعة العربية، فى عرقلة فكرة عقد قمة إفريقية - إسرائيلية من خلال الاتصالات والرسائل التى بعثها الأمين العام أحمد أبوالغيط إلى مفوضية الاتحاد الإفريقى وبعض قادة الدول الإفريقية، فضلا عن التحذير الذى وجهه إلى الدول التى أبدت استعدادا للمشاركة فى هذه القمة من إمكانية التأثير سلبا على مصالحها مع الدول العربية.
كيف تقرأ الجامعة العربية ترؤس مصر للاتحاد الإفريقى اعتبارا من فبراير 2019؟
تنبع القيمة من هذا الحدث أنه يعكس ترؤس دولة إفريقية كبرى للاتحاد، ومن المؤسسين له سواء على مستوى منظمة الوحدة، أم على مستوى الاتحاد فيما بعد، وإلى جانب ذلك هى دولة عربية، وهو ما يجعلنى أقول بارتياح إن الدبلوماسية المصرية، ستتكمن بما تمتلكه من خبرة طويلة ومن أدوات فاعلة، من الوصول إلى المزيد من بناء عناصر التلاقى والقواسم المشتركة، بين الجانبين العربى والإفريقى، والجامعة ستكون على تواصل مستمر مع مصر خلال فترة رئاستها للاتحاد الإفريقى.
ثمة مقترح بعقد قمة ثقافية عربية.. فما الذى جرى بشأنه؟
تمت الموافقة على هذا المقترح من قبل القادة، وقد طلبت المملكة العربية السعودية استضافتها، وننتظر تحديد موعد هذه القمة.
فيما يتعلق بصفقة القرن الأمريكية لإنهاء الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى، هل ثمة خطوات عربية استباقية للتعامل معها خلال القمة العربية العادية الثلاثين بتونس نهاية مارس المقبل؟
لا أحد يعرف المضمون الحقيقى لما أطلقت عليه بعض المصادر الإعلامية "صفقة القرن"...
لكن هذا تعبير الرئيس الأمريكى دونالد ترامب نفسه وليس من اختراع الإعلام؟
ليس هناك شىء محدد وملموس اسمه صفقة القرن، فمن يعلم حقيقة أبعادها هو الشخص الذى فكر فيها فقط، أما بالنسبة للرئيس الفلسطينى محمود عباس، فهو- للدقة - لم يعلن رفضه للصفقة، بيد أنه شدد على رفضه الكامل لما أعلن بأن الصفقة تتضمنه، خصوصا فيما يتعلق بالقدس المحتلة واللاجئين، وتحويل الأراضى الفلسطينية إلى كانتونات، والفصل بين الضفة الغربية وقطاع غزة، كل ما يجرى هو عبارة عن بالونات اختبار واجتهادات من أطراف إعلامية.
لكن ترامب ومساعدوه تحدثوا عن صفقة القرن فضلا عن مراكز دراسات وبحوث أمريكية تناولتها باستفاضة؟
هل توجد وثيقة رسمية واحدة تتحدث عما يسمى بصفقة القرن حتى هذه اللحظة؟ الإجابة بالتأكيد: لا، وإذا كانت لدى ترامب ومساعديه، وثيقة جاهزة تتضمن عناصر نهائية للتسوية، أو جدولا زمنيا واضحا ومحددا، فلماذا لم يتم طرحها على المنطقة والعالم؟ وهنا دعونى أشير إلى أن ما يطرح بشأنها إذا كان حقيقيا، فإن الصفقة تكون بذلك مفتقدة للتوازن، وهذا هو رأى الجانب الفلسطينى صاحب القضية قبل أى طرف آخر.
كيف تتعامل الجامعة العربية مع الدول التى قررت الاعتراف بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل؟
الجامعة تحركت بسرعة وبقوة، سواء من قبل أمينها العام أم مجلسها الوزارى، فور أن أصدر ترامب قراره باعتراف إدارته بالقدس المحتلة فى السادس من ديسمبر 2017، حيث تمت الدعوة لاجتماع طارئ لوزراء الخارجية فى العاشر من ديسمبر، والذى قرر تشكيل لجنة وزارية مكونة، من 7 دول رئيسية معنية بالقضية الفلسطينية، والتى قامت بالاتصال بالاتحاد الأوروبى وأطراف دولية أخرى كان من نتيجتها، إلى جانب الاتصالات التى قام بها الأمين العام للجامعة، هذا القرار الذى حظى بأغلبية ساحقة من الجمعية العامة للأمم المتحدة، الرافض لأى تغيير فى الوضعية القانونية للقدس المحتلة، بالإضافة إلى قرار بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطينى، وفيما بعد أعلنت بعض الدول عن نيتها نقل سفارتها إلى القدس المحتلة، لكنها تراجعت بعد الضغوط والتحذيرات العربية بتأثر مصالحها، مع العرب سواء السياسية أم الاقتصادية أم التجارية، مثل بارجوارى، وكذلك بعض دول الاتحاد الأوروبى، وحاليا تجرى اتصالات مع البرازيل بهذا الشأن، وقد بعث الأمين العام رسالة إلى رئيسها الجديد قبل أن ينصب، نبهه فيها بمخاطر أى قرار تقدم عليه إدارته بنقل سفارتها إلى القدس المحتلة، لاسيما أن بلاده ترتبط بعلاقات ضخمة وكبيرة مع الدول العربية على الصعيدين الاقتصادى والتجارى. وبوسعى القول، إن المساعى العربية على هذا الصعيد ناجحة، وتحرك الجامعة فى هذا الاتجاه مثمر.
لكن لا يبدو أن الجامعة نجحت فى تفعيل مبادرة السلام العربية التى أقرتها قمة بيروت فى العام 2002؟
الجامعة فى كل قراراتها واتصالاتها، تؤكد محورية هذه المبادرة، منذ أن أقرها القادة العرب قبل 17 عاما، التى تمثل الموقف العربى الرسمى الجماعى، بيد أن المعضلة تكمن، فى أن الطرف الآخر هو الذى يرفضها ويتجاهلها، ولكن دعونى ألفت النظر بصراحة، إلى أنه لا يمكن تجاوز دور الولايات المتحدة فى مسار التسوية النهائية للقضية الفلسطينية بحسبانها، الطرف الذى يمتلك القدرة على دفع إسرائيل للجلوس على طاولة المفاوضات.
هل ثمة دور للجامعة على صعيد إتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية؟
الجامعة العربية لا تتدخل فى هذا الشأن احتراما، وتقديرا واقتناعا بالجهود التى تقوم بها مصر منذ سنوات فى هذا الملف، وهى جهود ضخمة ومقدرة، مع قيام الجامعة بالتأكيد فى قراراتها على أهمية المصالحة ومحورية مساندة الدور المصرى.
ما تفسيرك لاستمرار الأزمة الليبية دون حل حتى الآن؟
الخلاف على تقاسم الثروة - وفق تفسير الدكتور غسان سلامة المبعوث الأممى الخاص - فالأطراف الضالعة فى الأزمة، خصوصا التى تمتلك ميليشيات وسلاحا، تركز جهدها فى الحصول على نصيب من عائدات النفط، وبالتالى تعمل على إطالة أمد الأزمة، لأن ذلك يحقق لها المكاسب المادية، أما خارجيا، فإن هناك أطرافا - بدون أن أسميها - تساند الميليشيات والتنظيمات المتطرفة بالأسلحة، وهو ما تابعناه خلال الآونة الأخيرة، على نحو يسهم فى توسيع أفق الأزمة، كما أن هذه الأطراف الخارجية ترى ضرورة دمج جميع العناصر التى تحمل السلاح فى المؤسسات الأمنية والعسكرية للدولة، بينما ترى أطراف أخرى أن هذه العناصر، حتى وإن تخلت عن السلاح، لا يمكن التعايش معها، وبالتالى فإن تداعيات كل ذلك تعرقل التوصل إلى الحل.
كيف تتعاملون مع أزمة اليمن.. ثمة من يقول إن الجامعة غائبة عنها؟
نحن ندرك أن الوضع فى اليمن ينطوى على قدر كبير من التعقيد، لا سيما فى ظل التدخل الإيرانى الذى يسهم فى عرقلة التوصل للتسوية، والمشكلة أن المبعوث الأممى السابق الخاص باليمن إسماعيل الشيخ، الذى أصبح وزيرا لخارجية موريتانيا، كان يزود الجامعة العربية بتقارير دورية عن اتصالاته وتحركاته، وكنا نتواصل معه بقوة فيما يتعلق بالأفكار والأفق السياسى للحل، بينما المبعوث الأممى الحالى "مارتن غريفيث"، يعمل وفق إستراتيجية، يدعى أنها مستقلة مما دفعه إلى تجاهل الجامعة والدور العربى، وهو ما تم إبلاغ السكرتير العام للأمم المتحدة بشأنه، وإن كان قد حاول التواصل مع الأمين العام للجامعة أخيرا.
على أى حال، الجامعة لديها مسار واضح فى التعامل مع الأزمة اليمنية، يقوم على التعاون مع الحكومة الشرعية، ومع المملكة العربية السعودية، باعتبارها دولة الجوار الرئيسية فى التعامل مع هذه الأزمة، وثمة قرارات متعددة صدرت فى هذا الشأن سواء من القمم العربية أم من المجالس الوزارية، إلى جانب المسار الإنسانى، الذى يشهد عملا كبيرا ودؤوبا على صعيد تقديم المساعدات التى توجه لليمنيين.
هل ثمة جديد فيما يتعلق بموقف الجامعة من أزمة دول "الرباعى العربى" مع قطر؟
دعونى أتساءل: هل أقدمت أى من الدول الأربع على طرح هذا الملف فى إطار الجامعة العربية؟ الإجابة: لا.، ومن ثم لم يكن هذا الملف مجالا للنقاش فى إطار عمل الجامعة، لأن هذه الدول كان خيارها منذ البداية، أن تتعامل مجتمعة مع مشكلتها فى قطر، فضلا عن ذلك، فإن قطر نفسها لم تبادر بطرح موضوع أزمتها على الجامعة، وبالتالى ليس بوسع الجامعة أن تقحم نفسها فى هذا الملف، والأمين العام مع مساندته لجهود الوساطة الكويتية كان واضحا وصريحا، عندما أعلن أن استعداده للتدخل مرهون بطلب أحد أطراف الأزمة، وهو لم يحدث، فقد فضلت أن تتعامل مع هذه الأزمة، بمنأى عن الجامعة، وبقدر كبير من الصراحة، فإن ذلك ينطوى على قدر من الحكمة لتجنب إثارة هذه الأزمة فى سياق الجامعة.
فيما يتعلق بملف تطوير هيكلية وميثاق الجامعة العربية.. ثمة من يرى أنه لم تنضج بعد الإرادة الجماعية العربية لإنهاء هذا الملف.. ما مدى صحة ذلك؟
المشكلة تكمن بوضوح فى غياب التوافق بين الدول الأعضاء، بشأن ملف إصلاح وتطوير الجامعة العربية، فهناك أربع لجان رسمية مكونة من الدول نفسها، والأمانة العامة للجامعة التى تشارك فى اجتماعاتها باعتبارها سكرتارية فنية لها، وفى بعض الأحيان تتقدم ببعض الأفكار بناء على طلب من الدول الأعضاء، لكن القرار فى النهاية مرهون بإرادة هذه الدول، التى توجد بعض الاختلافات فى الرؤى فيما بينها، وأنا هنا دقيق فليس هناك أى تناقض، وإنما أقول: بعض الاختلافات حول بعض الأفكار المتعلقة بتعديل ميثاق الجامعة، فثمة من يرى أن يتم التعديل فى حده الأدنى، بينما هناك من يرى أن يطال التعديل كل بنوده، وطرف ثالث يرى إعادة صياغة هذه البنود على نحو مغاير تماما، وهو ما يجعلنى أقول إن ثمة اختلافات كبيرة جدا لا تزال تعرقل التوافق المطلوب فى هذا الشأن.
هل هناك أزمة فيما يتعلق بتمويل موازنتها المالية؟
بالطبع هناك أزمة ضخمة جدا، فموازنة الجامعة العربية تبلغ 60 مليون دولار سنويا، وما حصلت عليه خلال السنوات الأخيرة، لا يتجاوز فى أفضل الأحوال 30 إلى 32 مليونا، أى ما يعادل نحو 52 إلى 53% من حصص الدول الأعضاء، والأمانة العامة مطالبة بالإنفاق من هذا المبلغ المحدود، على أنشطة الجامعة وعلى عشرين مكتبا خارجيا، وعلى تكاليف نشاطات وتحركات والتزامات تطالب بها الدول الأعضاء، فضلا عن تكاليف استهلاك مبنى الجامعة بميدان التحرير والمبانى الأخرى، التابعة لها من كهرباء ومياه وهواتف وصيانة، وغير ذلك من وسائل لوجستية، وقام الأمين العام منذ تولى منصبه فى يوليو 2016، وهو رجل معروف بكفاءته الإدارية، باتخاذ حزمة من الإجراءات التقشفية والهيكلية، على نحو يوفر القدرة على تسيير الجامعة وفق الموارد المتاحة، وتبقى الإشارة إلى أن استمرار هذا الوضع بات غير مقبول، لا سيما أن بعض الدول التى لا تدفع إلا جزءا من أنصبتها، أو تقوم بتأخيرها علما بأنها ليست من الدول الفقيرة، مما يستدعى ضرورة التزام كل دولة بدفع ما هو محدد عليها من مستحقات فى موازنة الجامعة.
ما السؤال الذى لم يتم طرحه عليك فى هذا الحوار؟
كنت أتوقع أن تسألونى عن الجهود، التى يبذلها الأمين العام للجامعة - أحمد أبو الغيط - على صعيد إدارة الأمانة العامة، لاسيما أن هناك بعض الدول كانت لها تعليقات وملاحظات، بل انتقادات فى بعض الأحيان على أداء الأمانة العامة فى مراحل سابقة، وأستطيع القول: إنه منذ اليوم الأول لتوليه مسئولياته على رأس الأمانة العامة للجامعة فى الأول من يوليو 2016، كان على دراية ووعى، بأهمية إعادة تقييم أداء الأمانة العامة وتطويرها، ورفع مستوى الكوادر العاملة بها سواء بمقرها بالقاهرة أم بمكاتب الجامعة بالخارج، وهى عملية مستمرة، وقد تم فى هذا السياق استحداث قطاع الشئون العربية، الذى لم يكن ضمن إدارات وقطاعات الأمانة العامة، ما كان باعثا لدهشة الأمين العام، مع إضافة الأمن القومى إلى هذا القطاع الذى يترأسه الآن، أمين عام مساعد للشئون العربية والأمن القومى - السفير خليل الزوادى- وهو من الشخصيات المحترمة جدا، ولدينا توسع كبير فى عمليات التدريب، لا سيما بالنسبة للشباب والكوادر التى يتم إرسالها إلى بعثات بالخارج، كما نتوسع فى إطار الدبلوماسية العامة فى نماذج المحاكاة على أنشطة وفاعليات الجامعة، مع العديد من المؤسسات الأكاديمية وغيرها، إلى جانب ما تنظمه الأمانة العامة، من برامج تدريب صيفى لعدد من شباب الجامعات العربية، تتناول مختلف موضوعات الشأن العربى، ويختتم بالتدريب العملى على مدى الأسبوعين الأخيرين فى مختلف إدارات الأمانة، وهو ما يسهم بفاعلية فى بناء قدراتهم.
بعيدا عن السياسة وقضايا الجامعة سنطرح عليك بعض الأسئلة، وسنبدأ برؤيتك لأبرز أمناء الجامعة.. ماذا يمثل لك الأمين العام الأول عبد الرحمن عزام؟
وضع اللبنة الأولى لعمل الجامعة العربية حاملا معه تراثا عريقا من العمل الدبلوماسى المصرى.
عبد الخالق حسونة؟
قاد الجامعة بكفاءة كبيرة على مدى فترة طويلة، هى فترة زخم القومية العربية.
محمود رياض؟
دبلوماسى من العيار الثقيل، تمكن بكفاءة من قيادة الجامعة العربية.
عصمت عبد المجيد؟
قامة كبيرة كان لدبلوماسيته الهادئة دور فاعل فى الخروج بالجامعة من أزمات عديدة.
نبيل العربى؟
قامة دبلوماسية رفيعة المستوى تولى قيادة الجامعة فى فترة شهدت صعوبات جمة، نتيجة الملابسات الناجمة عن الكثير من الأزمات والنزاعات المسلحة.
أحمد أبو الغيط؟
قد تبدو شهادتى مجروحة بشأنه، غير أنه يمكننى القول بارتياح، إنه يقود الجامعة بحنكة، فى مرحلة يحاول الوصول بها إلى بر الأمان، سعيا إلى تجديد شبابها، وإعادة الفاعلية إلى التوافق فيما بين الدول الأعضاء.
متى يخرج السفير عفيفى عن الدبلوماسى؟
الحالة الدبلوماسية تسكننى على مدار الساعة، لكن أكثر لحظاتى خروجا عنها، أثناء وجودى مع أبنائى، بالذات مع ابنى الأكبر، الذى التحق هذا العام لأول مرة بالجامعة لدراسة الاقتصاد والعلوم السياسية، وأستمتع كثيرا بحواراتى معه، التى أجدها مشوقة للغاية قياسا لعمره.
من أستاذك فى الدبلوماسية؟
بالتأكيد هو الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط.
ومن أستاذك فى العلوم السياسية؟
أكثر من تأثرت به خلال دراستى بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، الدكتور على الدين هلال.
لماذا قمت بدراسة القانون بعد دراستك للعلوم السياسية؟
استجابة لرغبة والدى، الذى كان أستاذا كبيرا للقانون الدستورى، وكانت أمنيته أن أدرسه، بينما كنت أتطلع لدراسة العلوم السياسية، كما أننى عندما التحقت بوزارة الخارجية عملت فى البداية فى المجال متعدد الأطراف، الذى يتطلب دراية عميقة بالقانون الدولى، فانتسبت لكلية الحقوق حتى يكون بمقدورى، متابعة الاتفاقيات الدولية بين مصر والأطراف الأخرى.
أيهما أقرب إلى قلبك العمل بالجامعة العربية.. أم بوزارة الخارجية؟
لا شك أننى أعتز كثيرًا بخدمة علم الجامعة العربية وهو بالطبع شرف كبير.. لكن خدمة العلم المصرى قيمة لا تقدر بثمن.
لمن تبعث ببرقية الآن؟
أرسلها للمواطن العربى البسيط وأقول له فيها: لدينا فى الجامعة إدراك بالمعاناة التى عاشها خلال السنوات المنصرمة، ونرغب فى استعادة قدر من ثقته فى ظل جهود مخلصة متعددة ومتنوعة لتحسين متطلباته واحتياجاته اليومية.
ما أبرز هواياتك؟
كانت لدى محاولات لكتابة الشعر، لكنها لم تبلغ درجة الاحتراف، كما أننى أمارس الرياضة بانتظام، بالطبع الهواية الأهم هى القراءة، فلدى مكتبة ضخمة وأنا أتابع القراءة منذ أن كنت فى السابعة من عمرى.
لو لم تكن دبلوماسيا.. فما المهنة التى تفضلها؟
كنت أتمنى فى فترة من الفترات، أن أعمل مخرجا سينمائيا، وقد سيطرت على لبرهة قبل الالتحاق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية، فكرة دراسة الإخراج السينمائى.
من مخرجك المفضل؟
المخرج عاطف الطيب الذى كان مدرسة متميزة فى فن الإخراج واختيار موضوعات أفلامه بعناية فائقة.
ما الخبر الذى تتمنى أن تسمعه فى 2019؟
بدء مفاوضات التسوية النهائية بين الفلسطينيين والإسرائيليين.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.