جدد أحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة العربية التأكيد على مركزية القضية الفلسطينية، والتمسك بحل الدولتين، وبقيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدسالشرقية، وبمبادرة السلام العربية كسبيل وحيد لإنهاء الاحتلال الإسرائيلى للأراضى الفلسطينية، والتوصل إلى تسوية شاملة ودائمة للصراع الفلسطينى - الإسرائيلي، إضافة إلى إدانة الإجراءات والممارسات الإسرائيلية التى تمثل انتهاكا لحقوق الشعب الفلسطينى وللشرعية الدولية، وعلى رأسها عمليات الاستيطان فى الأراضى الفلسطينية المحتلة، وذلك وفق ما جاء فى قرارات القمة العربية الأخيرة التى عقدت بمنتجع البحر الميت بالأردن . جاء هذا التأكيد خلال اجتماعه فى لوكسمبورج مع وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبى الأسبوع الماضى، الذى يعد الأول من نوعه فى تاريخ العلاقات بين الاتحاد والجامعة العربية، وتم خلاله بحث سبل دفع الجهود الدولية والإقليمية الرامية إلى تسوية الأزمات المختلفة فى منطقة الشرق الأوسط، إلى جانب تطوير آليات التعاون القائمة بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبى فى شتى المجالات ذات الاهتمام المشترك للمنظمتين. ووفقا للوزير مفوض محمود عفيفى المتحدث الرسمى باسم الأمين العام للجامعة العربية، فإن أبو الغيط تناول أيضاً مع الوزراء الأوروبيين آخر التطورات ذات الصلة بتسوية الأزمة السورية، خصوصا فى ضوء القرارات التى اعتمدتها القمة العربية الأخيرة، والتى عقدت بالأردن بشأن هذه الأزمة فى أبعادها السياسية والإنسانية، بما فى ذلك تكليف مجلس الجامعة على المستوى الوزارى ببلورة آلية محددة لمساعدة الدول العربية المجاورة لسوريا والدول العربية الأخرى المستضيفة للاجئين السوريين . واتفق الأمين العام للجامعة العربية فى هذا الصدد مع وزراء الخارجية الأوروبيين على أهمية الاستمرار فى حشد وتعبئة المساعدات الدولية اللازمة لإغاثة الشعب السوري، خصوصا فى دول الجوار العربى المستضيفة للغالبية العظمى من اللاجئين السوريين الذين فروا هرباً من النزاع . وبحث أبو الغيط مع وزراء الخارجية الأوروبيين كذلك الأوضاع فى ليبيا والجهود المبذولة من أجل التوصل إلى تسوية سلمية للأزمة هناك عبر تشجيع جميع الأطراف المعنية، خصوصا مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، على الانخراط فى حوار سياسى جاد للتوصل إلى الحلول التوافقية المطلوبة لاستكمال تنفيذ الاتفاق السياسى الليبى الموقع فى الصخيرات. وقد رحب الجانب الأوروبى فى هذا الصدد بالدور المهم الذى تضطلع به الآلية الرباعية التى تم تشكيلها لمرافقة الأشقاء الليبيين فى هذه المسيرة، وبالنتائج التى خرجت عن الاجتماع الرباعى الذى استضافه أمين عام الجامعة العربية بمقر الجامعة في 18 مارس الماضى بمشاركة فيدريكا موجريني والمبعوث الأممى فى ليبيا مارتن كوبلر، والممثل الأعلى للاتحاد الإفريقى إلى ليبيا جاكاياكيكويتى، كما شدد الوزراء الأوروبيون على التزامهم بدعم هذه الآلية الرباعية، وعبروا عن تطلعهم إلى الخطوات التكاملية التى يمكن أن تتخذها الأطراف الأربعة المشاركة فيها لدفع العملية السياسية فى ليبيا، والتى يتوقع أن يتم إقرارها خلال الاجتماع المقبل للمجموعة الرباعية الذى ستستضيفه الممثلة العليا للاتحاد الأوروبى فيدريكا موجريني فى بروكسل خلال شهر مايو المقبل. من ناحية أخرى اتفق أبو الغيط مع الوزراء الأوروبيين على أهمية متابعة تنفيذ مجمل الخطوات التى تهدف إلى تطوير التعاون المؤسسى بين الجامعة العربية والاتحاد الأوروبى على النحو الذى جاء فى خطة العمل التى اعتمدها الاجتماع المشترك لوزراء الخارجية العرب والأوروبيين فى ديسمبر الماضي، وجدد الوزراء الأوروبيون فى هذا الصدد ترحيبهم بعقد قمة عربية- أوروبية مشتركة، بما يعطى دفعة إستراتيجية لعلاقات التعاون بين الجانبين، ودعوة الممثلة العليا للاتحاد الأوروبى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية لاستكمال المشاورات مع أمين عام الجامعة العربية حول مجمل التحضيرات والترتيبات ذات الصلة بهذه القمة التى من المقرر أن تعقد خلال عام2018 ، وكانت فيدريكا موجريني، نائب رئيس المفوضية الأوروبية والممثلة العليا للاتحاد الأوروبى للشئون الخارجية والسياسة الأمنية، قد وجهت الدعوة لأبو الغيط للمشاركة فى اجتماع مع وزراء خارجية دول الاتحاد، وذلك فى سياق التنسيق المستمر بين الجانبين حول مجمل قضايا منطقة الشرق الأوسط واهتمام الاتحاد الأوروبى بتطوير تعاونه مع الجامعة العربية دعماً لجهود إحلال السلام والاستقرار فى مناطق النزاعات المسلحة العربية. وقال عفيفي، إن مشاركة أبو الغيط فى هذا الاجتماع تأتى فى توقيت مهم، تشهد فيه العلاقات العربية الأوروبية زخماً كبيراً فى اتجاه تطوير دعائم المشاركة بين الجانبين، خصوصا فى أعقاب النتائج المهمة التى خرجت عن الاجتماع المشترك لوزراء خارجية الدول العربية ودول الاتحاد الأوروبى فى 20 ديسمبر الماضي، وانضمام الاتحاد الأوروبى إلى آلية التنسيق الثلاثية التى تضم الجامعة والاتحاد الإفريقى والأمم المتحدة لدعم العملية السياسية فى ليبيا، وحضور الممثلة العليا موجرينى للقمة العربية الأخيرة التى عقدت بالأردن فى 29 مارس الماضي.