سأمزق كل كتب التاريخ العربي والإسلامي التي قرأتها، وسأعمل على مسح كل ماعلق بذاكرتي من شخصيات سرطانية متورمة، سأنزع هالة القداسة التي أحاطت بشخصيات تاريخنا المزيف، وأمعن النظر فيها جيداً، سأرفض كل الكذبة والمنافقين والمجرمين الذين احتلوا أنصع صفحات التاريخ بفعل أصحاب الأقلام الساقطة المأجورة. سأرمي هؤلاء الكذبه في مزابل التاريخ وأجعل الفتوحات العثمانية وسلاطينها جميعاً في مجاري الصرف الصحي، علّنا نتخلص من كل هذه الأوبئة والعاهات التي زرعوها في جماجمنا منذ نعومة أظفارنا، قررت أن أنبذ كل ما تعلمته من أساتذة التاريخ، فلم يعد هناك أستاذ قادر على تدريس مادة التاربخ سوى من حفظ تاريخ العسكرية المصرية. أبدا لن أنسي الجنود والضباط الذي سقطوا شهداء في كل الحروب الشريفه والشرعيه التي خاضتها مصر في عالمها القديم والحديث، لن أنسي بطولات الأفذاذ "سعد مأمون" و "فؤاد عزيز غالي" و"عبد المنعم رياض" وأحمد بدوي. لن أنسي رفعت حجاج شهيد قريتنا، ولا يمكن أن انسي الراحل "محمد عبد الحليم أبو غزاله" وقد قال لي أحد الاصدقاء إنه سمعه يتكلم في محاضرة لقيادات الجيش يومها قال إن رائحه البارود في حرب اكتوبر- رمضان 73 كانت أطيب من ريح المسك. هؤلاء علمونا أن الموت في سبيل بقاء الوطن هو أشرف وأنبل مايتمناة الانسان المخلص لبلدة، دون غيرهم من ذكروا في الحديث الشريف: "إذا فتحتم مصر فاستوصوا بقبطها خيرا، واتخذوا منها جندا كثيفا فإنهم في رباط الي يوم القيامه". اليوم هم من يزودون عن شرفنا واعراضنا، هم من وقفوا ضد هدم الدوله، بل هم من تكسرت تحت بياداتهم كل المؤامرات الخارجية والداخلية، وهم من تصدوا للعملاء والخونه، أنا وأنت في رقابنا دين لهم، لكل ضابط ولكل جندي، وحدهم من حملوا الأكفان علي أيديهم وراحوا علي قلب رجل واحد يقوضون مشروع الشرق الأوسط الكبير. بل هم من هدموا مشروع ولاية سيناء المزعومة، هم الزاد لي ولك، هم من فتحوا لنا الأبواب المؤصدة، هم من صنعوا لنا الأمل للغد المشرق، أنتم وحدكم الأنوار التي نري بها أنتم صناع المستحيل، أنتم من امتلكتم كل المفاتيح. للمرة المليون تضحياتكم تاج فوق الرؤوس، وكل قطرة دم تسيل من أجسادكم هي العطر الذي نتنسمه، أنتم في رباط.. ودعواتنا لكم بالنصر والسداد.. وأن تعودوا إلينا سالمين غانمين، اللهم آمين .