شدد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط على ضرورة إعداد خطة دبلوماسية محكمة للحفاظ على التأييد العالمي لوكالة الأممالمتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" بحيث يبقى الموقف الأمريكي بشأن وقف تمويل الوكالة معزولا ومرفوضا . جاء ذلك في كلمته فى الجلسة الخاصة لوزراء الخارجية العرب لبحث أزمة الأونروا بحضور مفوضها العام بيير كرينبول وذلك قبيل انطلاق أعمال الدورة 150 لمجلس الجامعة على المستوى الوزاري .
وقال "أبو الغيط" إننا نحتاج إلى خطة دبلوماسية محكمة للحفاظ على التأييد العالمي القائم بالفعل للأونروا ودورها ، وبحيث يبقى الموقف الأمريكي معزولاً ومرفوضاً ، ونحتاج إلى العمل على توسيع دائرة المساهمات الدولية في الأونروا، حتى لو جاءت هذه المساهمات في صورة مبالغ قليلة" ، مشيرا في هذا الصدد إلى أن المعنى السياسي لذلك ينطوي على أهمية بالغة، وله دلالة كبيرة.
ونبه"أبو الغيط" إلى أبعاد التحدي الذي يمثله القرار الأمريكي بوقف تمويل "الأونروا" ، مؤكدا أن هناك بعدا إنسانيا مباشرا لأزمة "الأونروا" المالية يتعلق بحياة الملايين من اخوتنا الفلسطينيين، تعليماً وصحةً وعملاً ، "وهو بعدٌ لابد أن نُعنى به ونُفكر في كيفية التعاطي معه من واقع مسئوليتنا الجماعية وتضامننا الأكيد سواء مع اللاجئين أنفسهم، أو مع الدول العربية التي تستضيفهم".
كما نبه "أبوالغيط" إلى أن هناك بعداً سياسياً أخطر للقرار الأمريكي، مؤكدا أن الحجج التي ساقتها الإدارة الأمريكية لتبرير قرارها تنطوي على معنى خطير، حيث تضرب الأساس القانوني والأخلاقي الذي قامت عليه قضية اللاجئين .
وأشار أبو الغيط إلى ما قاله أحد المسئولين الأمريكيين في معرض الدفاع عن قرار بلاده بشأن الأونروا: "سنكون أحد المانحين إذا قامت الأونروا بإصلاح ما تفعله إذا غيرت بشكل فعلي عدد اللاجئين إلى عدد دقيق سنُعيد النظر في شراكتنا لهم".
ونبه أبو الغيط إلى أن الهدف النهائي هو إعادة تعريف صفة اللاجئ، بقصرها على الجيل الأول، في تطابق كامل مع الرؤية التي طالما كررتها إسرائيل منذ 1948 ، مؤكدا أن التحدي الأول هو الحافظ على التفويض الممنوح للأونروا ومنع هذه الهجمة الشرسة التي تستهدف نزع الشرعية عنها، وربما استبدالها بكيانات أخرى في المستقبل.
وأشاد"أبو الغيط" بجهود المفوض العام للأونروا بيير كرينبول قائلا "إنه يقوم بعمل رائع يستحق منا كل تشجيع وإشادة"، مشيرا إلى أن "كرينبول" أخبره خلال لقائهما أمس الاثنين ،" بأن الصين قامت بتعزيز مساهمتها من 350 ألف دولار أمريكي إلى 2.3 مليون دولار أمريكي وأن هذا الالتزام الجديد جاء كانعكاس مباشر للمنتدى العربي-الصيني الذي عُقد في يوليو الماضي في العاصمة بكين، ويُعبر عن موقف يتبناه الرئيس الصيني نفسه .
وتابع "أبو الغيط":" هذا توجهٌ جيد أُثني عليه، وينبغي أن نظهر موقفاً جماعياً نرحب فيه بهذه المساهمات الجديدة، وربما نولي تركيزاً أكبر في المرحلة القادمة لدول مانحة جديدة"، مؤكدا أن هذه المساهمات لها معنى سياسي وتعكس التزاماً عالمياً يؤكد على البعد الدولي لوكالة الأونروا، وللقضية التي تعمل في إطارها.
وشدد أبو الغيط على أن العامل الرئيسي الذي يعزز الموقف الدبلوماسي العربي في مواجهة الآخرين يتمثل في التزام الدول عربية بسداد الحصص كاملة في "الأونروا" بل والعمل على زيادة المساهمات بشكل "معتبر" وبصورة تقنع الآخرين بأننا نتولى أمور أنفسنا ،ونتحمل المسئولية عن قضايانا العادلة، قبل أن نطالب الآخرين بالإسهام والمشاركة".