مناضلة فلسطينية وضعت طفلتين فى السجن الإسرائيلى.. وأخرى خطفت طائرتين لتسلط الضوء على قضية المعتقلين داخل معاقل الاحتلال لم تكن المناضلة الفلسطينية عهد التميمى، التى أفرجت عنها سلطات الاحتلال الإسرائيلى هى الأخيرة، بل التاريخ حافل بالمناضلات سواء من فلسطين أم من الدول العربية والأجنبية دفعن حياتهن ثمنا للنضال، وكن نماذج مشرفة للمرأة التى جسدت دورها فى حماية الوطن والدفاع عن القضية الفلسطينية، وهناك تاريخ طويل من النضال تم تسجيله فى ذلك، وإن كانت المناضلة الفلسطينية عهد التميمى أكثر حظا من غيرها لإفراج سلطات الاحتلال عنها، بعد أن قضت ثمانية أشهر فى سجن الاحتلال، لكن هناك العديد من المناضلات مازلن يقبعن خلف أسوار سجون الاحتلال، وأخريات استشهدن وسجلت لنا صفحات التاريخ مناضلات حفرن أسماءهن بماء الذهب دفاعًا عن القضية الفلسطينية، وهنا نذكر بالصور بعضًا من المناضلات الفلسطينيات كنماذج مشرفة.
دلال مغربى
فتاة فلسطينية ولدت عام 1958 فى مخيم اللاجئين صبرا القريب من بيروت من أم لبنانية وأب فلسطينى، لجأ إلى لبنان فى أعقاب النكبة عام 1948 وهربت دلال من بيت العائلة فى المخيم، لتشارك عام1987فى عملية ضد الاحتلال، وتم اختيارها كرئيس للعملية التى عُرِفت فيما بعد بعملية كمال عدوان – وهو قائد فلسطينى قُتِل من قبل الإسرائيليين وهو فى بيته ببيروت- كما عُرفت الفرقة بفرقة دير ياسين، حيث خطفت أتوبيسًا كان متجهًا من حيفا إلى تل أبيب واستشهدت فى العملية، وتركت دلال المغربى وصية تطلب فيها من رفاقها "المقاومة حتى تحرير كامل التراب الفلسطينى".
مها أبو دية ولدت مها أبو دية فى مدينة القدس عام 1951م، وأكملت دراستها فى كلية الشميدت للبنات، وحصلت على درجة البكالوريوس فى اللغة الإنجليزية والتاريخ، وعملت بالتدريس فى جامعة بيرزيت ومعهد معلمات الطيرة، ثم عملت كمديرة لمركز كويكرز للخدمات القانونية، وهو أول مركز يقدم المساعدة القانونية للفلسطينيين فى السجون الإسرائيلية، وتعد واحدة من أبرز الناشطات العربيات اللواتى أسهمن بقدر كبير فى دفع حركة حقوق الإنسان، وعرفت بنشاطها الكبير فى المجال النسوي، وعملت على تأسيس مركز المرأة للإرشاد القانونى والاجتماعى عام 1991 وهو مركز يهتم بالقضايا الاجتماعية للمرأة الفلسطينية والملاذ الآمن للنساء المعنفات، وحصلت على جائزة الدولة الفرنسية لحقوق الإنسان عام 1998م، وتوّجت بلقب امرأة العام لعام 2002م وتوفيت عام 2015.
عهد التميمى ظهر نجم المناضلة الفلسطينية عهد التميمى وهى فى سن صغيرة (11 عاما)، أثناء تحديها لجنود من الجيش الإسرائيلى الذين اعتدوا عليها وعلى والدتها الناشطة ناريمان التميمى فى مسيرة سلمية مناهضة للاستيطان فى قرية النبى صالح الواقعة غرب رام الله، فى أغسطس 2012، فى مشهد تناقلته وسائل إعلام عالمية. ولدت عهد التميمى فى 31 يناير2001 فى قرية النبى صالح، وهى تشكل نموذجا للنضال الفلسطينى لنيل الحرية والاستقلال، وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، حيث قامت فى 19 ديسمبر 2017 أثناء تصديها لجنود الاحتلال الإسرائيلى بصفع جنديين مسلحين، ما أدى إلى اعتقالها فجر ذلك اليوم من منزلها وكانت وقتها طالبة فى الثانوية العامة بالفرع الأدبى فى مدرسة البيرة الثانوية للبنات وأُرسلت عهد ووالدتها إلى سجن شارون الإسرائيلى، حيثُ سُجنتا طيلة ثمانية أشهر، وأُطلق سراحهما الأحد 29 يوليو الماضى.
فاطمة برناوى ولدت فاطمة برناوى فى القدس عام 1939 وهى مقاتلة فلسطينية من أصل إفريقى بدأت تجربتها مع الاحتلال الإسرائيلى عندما كانت فى التاسعة من عمرها، حيث نقلت مع والدتها من القدس إلى مخيم للاجئين بالقرب من عمان وشاركت فى المقاومة الفلسطينية فى منتصف 1960، وهى فترة هامة من حياة القضية الفلسطينية وتعرف فاطمة بأنها أول امرأة فلسطينية نظّمت عملية شبه عسكرية فى إسرائيل - محاولة تفجير سينما في (أكتوبر) 1967م.
شادية أبو غزالة أول شهيدة فلسطينية سقطت بعد الاحتلال الإسرائيلى فى العام 1967، وقد استشهدت فى نابلس عام 1968 أثناء زرعها متفجرة، ولدت شادية فى نابلس عام 1944، وأكملت دراستها الجامعية فى جامعة عين شمس فى القاهرة، ثم التحقت بالمقاومة الفلسطينية، ولعبت دورًا مهما فى مواجهة الاحتلال الغاشم، وشاركت فى تنفيذ عدد من عمليات المقاومة ضد مراكز العدو العسكرية الحيوية، ورفضت أن تترك أرض الوطن برغم المخاطر التى أحاطت بها.