لقد اثبتت المرأة الفلسطينية داخل الوطن المحتل وفي الشتات علي امتداد مسيرة النضال الفلسطيني مثلما كان شأن اختها العربية علي مر التاريخ انها تناضل كالرجل في مختلف اشكال النضال عسكريا كان او سياسيا فبرزت اسماء لامعة في تاريخ النضال الفلسطيني من امثال: فاطمة برناوي, و دلال المغربي وليلي خالد وامينه دحبور وحنان عشراوي وغيرهن من النساء الفلسطينيات اللواتي ضربن امثلة رائعة في التضحية والبطولة في ساحات القتال وفي الحنكة والمهارة في الساحة السياسية والتفاوضية, ولذلك كان لنا هذاالحوار مع عبلة الدجاني رئيسة الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والي نص الحوار: ما هي انعكاسات ثورات الربيع العربي علي القضية الفلسطينية عامة وعلي المرأة الفلسطينيه خاصة ؟ الفلسطينيون يتابعون باهتمام وحب الاحداث الثورية في مصر والحديث هناك قائم حول مصر بسبب حب الشعب الفلسطيني للشعب المصري ويشعر بالفرح لما يحدث من تحرر للشعوب للحصول علي مجتمع يتمتع بتحقيق ارادة الشعب وان يتمتع بإرادة حقيقية يشعر بها المواطنون جميعا. كيف أسهمت المرأة في الثورة الفلسطينية ؟ نضال المرأة الفلسطينية ضد اسرائيل جزء لا يتجزأ من الحركة الوطنية الفلسطينية وقد اتخذ نضال المرأة الفلسطينية اشكالا مختلفة بدءا بالعمل السياسي الرافض للاحتلال وانتهاء بالعمل السياسي الرافض للاحتلال المقاوم لهذا الوجود وشاركت المرأة في كل اشكال التعبير وعلي رأسها المظاهرات التي عمت عددا من الاقطار العربية ضد سلطات الاحتلال وسقط نتيجة ذلك عدد من الشهيدات منهن رجاء ابو عماشة في اثناء قيادتها لمظاهرة في القدس عام1955 وشملت مساهمات المراة جميع اوجه النضال مثل الكفاح المسلح والمقاومة الجماهيرية والنضال السياسي والعمل الاجتماعي وقد اعتقلت اول مناضلة فلسطينية فاطمة برناوي عام1967 ومن كثرة تفاعل المرأة في العمل العسكري تصاعدت الممارسات الوحشية الصهيونية ضدها وتعرض عدد من الفتيات للسجن المؤبد وهي اثبتت في كل المواقع العسكرية وغيرها انها مناضلة ومقاتلة صلبة والدليل علي ذلك المناضلة دلال المغربي التي قادت مجموعة من الفدائيين الفلسطينيين ودخلت الوطن المحتل واشتبكت مع العديد من المواقع العسكرية الصهيونية مما ادي الي مقتل واصابة العديد قبل استشهادها. ما هو واقع المشاركة السياسية للمرأة الفلسطينية ؟ المرأة في فلسطين في اعلي المواقع القيادية والدليل علي ذلك حنان عشراوي التي تتولي منصب عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية برئاسة ابو مازن وذلك رغم امتلاء السجون الاسرائيلية بالمعتقلات المناضلة وهي تتولي الان خمس حقائب وزارية في فلسطين وهي وزارة الثقافة والتعليم والاعلام والسياحة والمرأة ولدينا سفيرات يمثله بلدهن في الخارج ونسبه تمثيل المرأة في المؤسسات الفلسطينية نسبة20% وهذا ما ينص عليه القانون وعلي صعيد الفصائل الفلسطينية تشارك المرأة بدور فعال في المجالس المتخصصة بأتخاذ القرارت السياسيه والتنظيمية لكل فصيل والمرأة اثبتت وجودها في العمل السياسي. ماذا عن المرأة الفلسطينية خارج بلادها ؟ تشارك المرأة في الدفاع عن الثورة الفلسطينيه والوجود الفلسطيني ضد اعدائها والمتآمرين عليها وهكذا اكدت المرأة انها جزء من مسيرة النضال وانتزعت لها حقوقا تجعلها علي قدم المساواة مع الرجل داخل التنظيمات والمؤسسات الفلسطينية وقد تمكنت بعض الطلائع النسائية من الوصول الي مواقع قيادية في هذه التنظيمات والمؤسسات. كيف تعيش المرأه داخل المخيمات ؟ الحياة في المخيمات هي مسلسل من المعاناة المضاعفة فالحياه في المخيم تجسيد لابعاد كل اشكال المعاناة الانسانية وابرز سمات الحياة فيها البؤس والفقر والافتقاد الي ابسط الحقوق المعيشية حيث تعيش الاسرة في بيوت من صفيح مما يفقد المرأة خصوصيتها واهم ما تتعرض له المرأه في فلسطين هي المعاناة خارج المدن الاسرائيلية حيث يستوقفن النساء لفترات طويلة جدا لوصولها الي مدينة اخري وابرز معاناة لها هي انعدام الهوية الوطنية. ولم يتوقف نضال المرأة في فلسطين لحظة واحدة لقد تحملت قسوة الظروف والعيش في المخيمات ووقفت بحزم متصدية لكل المخططات المشبوهة من قبل الاحتلال لطمس حقوق الشعب الفلسطيني, كما تصدت لمخططات توطين اللاجئين خارج فلسطين جنبا الي جنب مع الرجل وما زالت تشارك في المقاومة واثبتت انها وطن مناضل لشبعها. كيف يمكن تنمية الطفل الفلسطيني في ظل الانتفاضة ؟ يتعرض الاطفال الفلسطينيون لحرب ابادة جسدية وحضارية ينفذها العدو الصهيوني لطمس الهوية العربية واضفاء الصبغه الصهيونية علي اراضينا العربية لان الاطفال يتعرضون للقمع والعنف المسلح وقامت اسرائيل بالعديد من المجازر التي تركزت علي الاطفال باعتبارهم شباب المستقبل وخير دليل علي ذلك محاولات اسرائيل طمس الهوية والقضاء علي الطفولة واسوأ ما يتعرض له الطفل الفلسطيني هو المستوطنات التي تقام فوق اراضي قراهم ومدنهم والاهم من ذلك ما يواجهه الاطفال من تهديد بفقدان الاب إما بالاستشهاد او بالاعتقال او الابعاد وبذلك من يحرمون من رعاية الاب, كما تعاني الاسرة الفلسطينية من تدهور اوضاعها الاقتصادية وتدهور دخولها المادية مما ينعكس سلبيا علي كل افراد الاسرة.