الواقع العام للحالة الفلسطينية السياسية قد أرخت بظلالها الشائك والمتشابك على كافة مرافق الحياة ، فالواقع السياسي كما هو معلوم العنوان الرئيس لكافة مرافق الحياة اليومية الأخرى التي يحتاجها المواطن، من واقع اقتصادي واجتماعي ونفسى وصحي وإلى اخره من مستلزمات الحياة الضرورية للإنسان لكي يحيا بكفن بيئي عنوانه الأمان والاستقرار ، كما هرم " ماسلو" تماما للاحتياجات الانسانية ، من الاحتياجات الفسيولوجية والاجتماعية والأمن الوظيفي وتقدير الذات والانجازات ، والتي لو جئنا لقياس ومقارنة ما سبق مع الواقع الفلسطيني نجد كل هذه الأمور والاشياء ، قد ولت منذ زمن بعيد ، وذهبت بمعالمها في أدراج الرياح ، وذلك لسبب رئيس وهام ، ألا وهو عدم استقرار الواقع السياسي الفلسطيني ، في ظل انقسام سياسي بغيض ، وحالة تجوبها الفرقة والتشتت والخلاف والنزاع ، رغم حجم التضحيات التي تقدم من خلال الارتقاء اليومي للشهداء الأبرار ، وتصعيد عالي الوتيرة من قبل احتلال " اسرائيلي" همجي وغاشم. الانقسام الفلسطيني في ظل ما يعانيه المواطن الفلسطيني ، والذي في بداية المطاف يجب أن ينظر له بعين الاعتبار والأهمية القصوى ، لا بد من ليله أن يزول عاجلاً وليس اجلاً ، لكي نستطيع جميعا كفلسطينيين انقاذ ما يمكن انقاذه ، فالواقع الذي يعيشه المواطن الفلسطيني ، وخاصة في قطاع غزة لا يحتمل أكثر من ذلك ولا يقبل القسمة السياسية المبنية على المحاصصة أو أو الأجندات المتنفذة لهذا أو ذاك ، ولا يقبل كذلك مجرد التفكير أو التأني والتأجيل ، لأن جيل الشباب ونخصه ذكراُ الذي يعد الأمل القادم في عملية البناء الوطني ، قد مضت سنين عمره وهو واقفاً ، كمن ينتظر على محطة القطار ، وهو ليس له علم بأن القطار معطل ولن يأتي ... !؟
جمهورية مصر الشقيقة ، والتي ترفع لها الهامات والقبعات شكراً وامتناناً واحتراماً منذ انطلاق الثورة الفلسطينية المعاصرة ، لم تبخل يوماً ، ولم تتوانى لحظةً ، بأن تكون خير وأصدق عون وسند لشعبنا الفلسطيني دون تمييز يذكر بين أطيافه السياسية وتوجهاته الفكرية ، فقد بذلت ومازالت مصر العروبة تبذل جهوداَ مكثفة ومضنية تمتاز بالصبر والادراك وسعة الصدر وطول البال ، على واقع الحالة السياسية الفلسطينية ، وهذا ما نشهده وشهدناه من رعايتها الصادقة والأمنية والمحايدة وطنياً لجولات وصولات المصالحة المتكررة ، من أجل تحقيق حلم الوحدة الوطنية الفلسطينية واقعاً وعملاً لا حوراً وقولاً ، وكانت ومازالت الشقيقة مصر تصطدم بحيثيات وتفاصيل من قبل طرفي الانقسام ، وتحاول جاهدةً في كل جولة من المصالحة ، أن تكسر الجمود وتبتعد بالأطراف المتنازعة عن حيثيات وتفاصيل تجعل الشيطان يكم بها ويعمل على هدم كل ما تم التأسيس والبناء له من جوالات المصالحة على طريق التقدم والانجاز.
المطلوب فلسطينياً للخروج من عنق الزجاجة ، يتمثل في ثبات النوايا الصادقة والمخلصة من الأطراف المتنازعة ، والمضي نحو عجلة المصالحة الحقيقية ، التي عنوانها الوطني مصلحة المواطن لا مصلحة الحزب أو المسؤول ، حتى يتم انجاز المأمول إلى واقع معقول يتوج بالوحدة والمحبة والوئام ، للتصدي جميعاً في وجه اللئام من الأعداء والذي على رأسهم الاحتلال الاسرائيلي وداعميه من قوى الشر الاستعمارية العالمية ، ذات الوجهة الامبريالية المناهضة لحرية الشعوب وللهوية الوطنية التي نصت عليها كافة الأعراف والمواثيق الدولية ، في حق شعبنا الفلسطيني وعدالة قضيته نحو وطن قادم عنوانه الفكرة والانسان وبناء دولة مستقلة وعاصمتها القدسالشرقية ، الذي ثبت خطاها الرمز الخالد الشهيد ياسر عرفات
الوحدة الوطنية الفلسطينية عنوان الاستقرار ، وهوية مصداقية الحوار ، وتطلع عربي قومي ومن كل الشرفاء الأحرار ، فلهذا لا بد من التقدم وانجاز ملف المصالحة والوحدة حتى لا يتم الانهيار ، فتوحدوا يا شعب فلسطين وشعب العمار ياسر الذي كان للاستقلالية وللوطن حاضنة وقرار.