ثلاثة أعمال رمضانية قدمها الفنان محمد جمعة فى شهر رمضان الماضى ولفت بهم الأنظار، ونجح من خلالها فى تقديم نفسه بشكل جديد ومختلف، وهو ما يثبت قدراته التمثيلية وإمكاناته التى لم تستغل بشكل كامل حتى الآن، فهو خريج معهد الفنون المسرحية، ويعتبر من أهم الفنانين الذين برزوا فى أداء الدور الثانى فى كثير من الأعمال التليفزيونية، خصوصا المسلسلات الرمضانية على مدار سنوات متتالية.
«الأهرام العربى» حاورت عم ضياء أو "محمد جمعة" فى حوار تحدث فيه عن أعماله الأخيرة، وسبب تأخره فى تقديم دور البطولة المطلقة حتى الآن، وعدد من الموضوعات الأخرى ..
فى البداية ما انطباعك عن تجاربك فى ثلاثة مسلسلات رمضانية عرضت أخيرا؟
سعيد جدا بالمشاركة فى ثلاثة مسلسلات بهذا الحجم الكبير، خصوصا أن كل عمل منها يعد تجربة كبيرة وثرية جدا، فمثلا مسلسل "ضد مجهول" للفنانة الكبيرة غادة عبد الرازق، قدمت خلال أحداثه شخصية محام يبتز شقيق زوجته للحصول منه على المال، وفى نفس الوقت هو مضطر لتلبية طلباته لأنه مدان فى قضية قتل وليس لديه خيار آخر، وهى شخصية مهمة جدا فى العمل، فهو محام يؤمن بمبدأ الغاية تبرر الوسيلة، وبالفعل نجح فى الدفاع عن المتهم بالرغم من ثبوت تورطه فى القضية، أما المسلسل الثانى وهو "أبو عمر المصري" مع الفنان أحمد عز، من خلال تجسيدى لشخصية محمد البحيرى وهى عكس الشخصية التى قدمتها فى مسلسل "ضد مجهول" لأن محمد البحيرى الذى لعبت دوره فى العمل، هو رجل يعيش فى بلجيكا ويمثل عمدة المصريين هناك، ويقف بجوار كل المصريين ويساعدهم ويوفر لهم جميع الاحتياجات التى تضمن لهم العيش الكريم، ومن هنا كان ذلك سببا فى التعرف على "أبو عمر المصري"، الذى يلجأ إليه فيقف بجانبه ويساعده حتى تستقر أموره، أما المسلسل الثالث وهو "الوصية" وقدمت فيه شخصية مختلفة تماما وهى كوميدية جدا وهى شخصية ضياء الكئيب الذى لا يرى من الحياة إلا اللون الأسود، ودائما لا يعرف غير الموت ومن هنا تنبثق الكوميديا وهو عمل مختلف ولون جديد تماما لم أظهر به من قبل.
بمناسبة شخصية "ضياء" التى جسدتها فى مسلسل "الوصية" .. كيف ترى ارتباط مواقع التواصل الاجتماعى بها؟
هذا الأمر أسعدنى للغاية خصوصا خلال فترات مونديال روسيا واستخدام الناس للشخصية فى مباريات كأس العالم كان لافتا للنظر، وأشعر بأن تواصل الجمهور مع هذه الشخصية، يعد بمثابة تأكيد نجاحها.
ظهورك فى ثلاثة أعمال عرضت فى توقيت واحد ميزة أم عيب، خصوصا أن البعض يخشى أن يحرق نفسه فى الظهور فى أكثر من عمل رمضاني؟
قدمت فى كل عمل، شخصية مختلفة تماما عن العمل الآخر وربما لون جديد على، لذلك لم أتخوف أبدا، بل أرى أن نجاحى فى الثلاثة أعمال، إنما هى دليل على قدراتى التمثيلية بشكل كبير.
الملاحظ على الأعمال التى شاركت فيها أخيراً أنها تناقش قضايا مهمة، فهل تهدف إلى ذلك؟
بالفعل كل عمل من الأعمال التى قدمتها، ناقش قضية مهمة تشغل بال الناس، فمثلا فى مسلسل "ضد مجهول" تعرضنا لمهنة الدليفرى، وهو الشخص الذى يدخل كل بيت مصرى، ومن هنا نود التأكيد أنه لا بد من الوعى لكل أفراد المنزل فى التعامل مع هذا الشخص الغريب الذى يخترق منازلنا، هذا بالإضافة إلى أن النص كورق مكتوب بشكل جيد، وبه رسالة تحذير للمجتمع فى عدد من القضايا، كما أن الحوار به ممتع جدا وكل شخصية مختلفة عن باقى شخصيات العمل، وكل ممثل قدم دوره بشكل جديد، كما أننى كنت سعيدا جدا بالعمل مع المخرج طارق رفعت الذى يركز أولا وأخيرا مع الممثل، أى أنه يهتم بالتمثيل لأقصى درجة وهو ما ينعكس على العمل بالكامل وأبطاله.
هل وصلت لمرحلة انتقائك للأعمال الفنية التى تشارك فيها؟
لا يمكن لى الانتقاء من بين المعروض مادمت لست بطلا، وليس لدى رفاهية الاختيار ولكن من حظى أنه لا تعرض على أدوار متشابهة فى نفس الموسم، ومن حظى أيضا المشاركة فى مسلسلات تناقش موضوعات مهمة وهو ما يجعل هناك على عبء كممثل، التدقيق فى أدائى وكذلك فى الأعمال المعروضة علي.
برغم مشاركتك من قبل فى عدد كبير من الأعمال الفنية الضخمة مثل "للعدالة وجوه كثيرة" و"لدواعى أمنية" ولكن كانت هناك فترات ابتعاد عن الساحة الفنية لماذا؟
فترة ابتعادى ليست بإرادتي، ولم تكن الأدوار الجيدة متاحة أمامي، ولكنى لا أفضل المشاركة فى عمل لمجرد التواجد فقط، ولكن فى النفس الوقت التمثيل مهنتى الوحيدة و«أكل عيشى» وعملى به أساسى وليس من باب الرفاهية وقد قدمت أعمالا لم يكن لها حظ من العرض الجيد مثل مسلسلات "عبد الحميد اكاديمي" و"هانم بنت باشا" و"القطة العامية" و"احنا الطلبة" وبعدها "سيدنا السيد" وكان الانقطاع فى عام 2014، ثم شاركت فى مسلسل "الميزان" بعد ذلك، وهو المسلسل الذى أعتبره إعادة اكتشاف لى كممثل، لأننى كنت أشارك فى أعمال بأدوار نمطية، لكن من خلال هذا العمل قدمنى المخرج أحمد خالد موسى بشكل مختلف بعد أن غير شكلى وبدأت مرحلة أدوار الشر.
تشهد الساحة الفنية فر صاً تمنح لأبطال ثانويين للوصول إلى البطولة المطلقة، فلماذا لم تقدمها حتى الآن؟
اسألوا المخرجين (ما تسألونيش أنا) لأننى أحاول التركيز دائما على الأعمال الجيدة سواء فى التليفزيون أم السينما، وكانت لى بالفعل مشاركات بسيطة لا تذكر فى أفلام مثل "تتح" و"عن العشق والهوا" و"مقلب حرامية" وأيضا "عمارة يعقوبيان" وقريبا سأشارك فى بطولة يوم مصرى جدا تأليف جمال صدقى وإخراج أيمن مكرم وجار الاتفاق على تفاصيل العمل, وذلك لأن أى دور جيد سيعرض على سأقدمه فورا ولن أحصر نفسى فى أدوار معينة على شاشة السينما التى يهمنى النجاح فيها أيضا.
معنى ذلك أنك ترى بأن السينما مهمة بجانب الفيديو؟ السينما مهمة ولكن فى الفيديو لا بد وأن أكون موجودا دائما مع الناس .