أكد البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي (بطريرك الموارنة في لبنان) أهمية أن تنظر القوى والتكتلات السياسية اللبنانية إلى مصالح البلاد، بعيدا عن مصالحها الشخصية، مشيرا إلى أن التأخير في تشكيل الحكومة يترتب عليه تشبث كل فريق بمطالبه. جاء ذلك في تصريحات صحفية للبطريرك "الراعي" عقب لقائه بالرئيس اللبناني ميشال عون، في قصر بعبدا الرئاسي، مشيرا إلى أن اللقاء مع "عون" تناول استعراض الأوضاع في لبنان خاصة على صعيد تشكيل الحكومة، ونتائج المؤتمرات الدولية التي عقدت في الآونة الأخيرة لدعم لبنان. وقال: "تناولنا الكثير من القضايا التي ينتظرها كل الشعب اللبناني، وخصوصا تأليف الحكومة كي تسلك الأمور طريقها، لا سيما في ضوء المؤتمرات الدولية التي عقدت خلال الأشهر الماضية، وعلى وجه الخصوص مؤتمر دعم اقتصاد لبنان وبنيته التحتية "سيدر" الذي أقر مبلغ 5ر11 مليار دولار من المساعدات الميسرة والهبات في مقابل إجراء إصلاحات في هياكل مؤسسات الدولة. وأضاف البطريرك "الراعي" أنه لمس، خلال اللقاء، أن الرئيس اللبناني لا يخشى من حدوث انهيار الوضع رغم الصعوبات التي يعاني البلد منها، مؤكدا أنه معني بوحدة لبنان، وأن يكون جميع اللبنانيين متفاهمون ومتصالحون من أجل الوحدة اللبنانية، خاصة وأن قيمة لبنان في تنوع مكوناته الثقافية والدينية والحزبية والفكرية. وكشف البطريرك "الراعي" عن أنه سيعقد لقاء خلال اليومين المقبلين يضم وزير الإعلام (المنتمي لحزب القوات اللبنانية) ملحم الرياشي، وعضو مجلس النواب (وأمين سر تكتل لبنان القوي التابع للتيار الوطني الحر) إبراهيم كنعان، في إطار مساعي التوفيق بين القوتين المسيحيتين. ونفى صحة ما تناولته بعض وسائل الإعلام والصحف من أن بكركي (مقر البطريركية المارونية) سترعى لقاء بين الدكتور سمير جعجع رئيس حزب القوات اللبنانية، ووزير الخارجية ورئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل، بعد الخلاف المحتدم القائم بين الجانبين، مشيرا في ذات الوقت إلى أن هناك عملا يوميا مع كل الأطراف "كي نصل إلى هذه الوحدة الداخلية ولا شيء قريبا".