خيبة أمل العرب والأفارقة كانت الطاغية على دور المجموعات، فى النسخة ال21 من كأس العالم المقامة حاليًا فى روسيا، خصوصًا أن الثلاثى العربى تحدد مصيره من الجولة الثانية، بعد أن فشلوا فى تحقيق أى تعادل أو انتصار فى أول مباراتين، لتودع المونديال مبكرًا سواء فى المجموعة الأولى المتمثلة فى مصر، والمغرب فى المجموعة الثانية، وأخيرًا تونس من المجموعة السابعة، لتتقلص آمال الجماهير العربية والإفريقية فى أن ينجح كل من نيجيريا والسنغال فى العبور لدور الثاني، ولكن سوء الحظ وبعض الأخطاء التكتيكية تقف أمام الثنائى، ليفشلا فى العبور لدور الثاني، بعد أن فشلت نيجيريا فى الحفاظ على التعادل أمام الأرجنتين فى الدقائق ال 5 الأخيرة، ليصعد رفقاء ميسى بدلا منهما، وتقف الكروت الصفراء عائقا أمام السنغال، وتصعد اليابان بدلا منها بعد أن تساويا فى كل شىء. ليخلو دور ال16 للمرة الأولى منذ تطبيقه فى مونديال 1986 من أى منتخب من القارة السمراء، إذ لم يحدث منذ 32 سنة، بل الوصول إلى أدوار متقدمة كما حدث فى مونديال 2010، الذى بلغ خلاله منتخب غانا الدور ربع النهائي، على غرار ما حدث أيضا مع منتخب السنغال سنة 2002 ومع منتخب الكاميرون سنة 1990، وبدأ تطبيق نظام دور ال16 فى مونديال 1986 بالمكسيك، ومنذ هذه النسخة، لم تغب المنتخبات الإفريقية عن الدور الثاني، وقد صعدت المغرب إلى دور ال16 عام 1986، والكاميرون فى 1990، ونيجيريا فى عامى 1994 و1998، والسنغال عام 2002، وغانا عامى 2006 و2010، وأخيرا الجزائر فى 2014.
إخفاق لعبت المنتخبات العربية دورًا كبيرًا للوصول إليه، وسخر منه الجمهور العربى قبل عشاق الساحرة المستديرة حول العالم، فهى المرة الأولى التى يصل إليها ثلاثى عربى من قارة إفريقيا فى نسخة واحدة، وبرغم ذلك أكدوا أنهم غير قادرين على الحفاظ على ما وصلت إليه القارة السمراء فى المحفل الكبير، وهو إحراج الكبار، وتحقيق أفضل النتائج، فدائما وأبدًا كانت المفاجآت تكتب بأهل البشرة السمراء، وعرب إفريقيا، لكن من المؤسف خيبة الأمل هذه المرة جاءت كبيرة، وندم أهل القارة السمراء، على عدم وجود منتخبات بحجم الكاميرون وغانا فى تلك النسخة برفقة السنغال ونيجيريا، ليتمكن أى منهما فى كتابة أى إنجاز يذكر للقارة الإفريقية فى روسيا 2018. وإذا أردنا كعرب الوقوف على أسباب الظهور الباهت، فلا بد أن نعترف أننا لا نستحق أكثر مما أخذنا، فلم يؤمن بيننا أحد بقدراته على الفوز أو تحقيق النتائج الإيجابية، أسمى أمانينا كانت الظهور المشرف فقط، ويجب أن نؤمن بقدراتنا على تحقيق ما حققته بعض البلاد، مثل كرواتيا وكوريا، اللتين وصلتا للمربع الذهبى وهددا الكبار، رغم أنهما لا يمتلكان من الإمكانات المتاحة أكثر منا، ويجب أن ينعكس ذلك على شخصية لاعبينا، أن يعرفوا أنهم ليسوا أقل من منافسيهم، يجب أن يدرك المسئولون أن العالم يتعامل مع كرة القدم بلغة جديدة تقوم على التخطيط والعلم، وتحقق عوائد اقتصادية ضخمة، المنظومة كلها من الأسفل إلى الرأس تحتاج إلى إعادة نظر فى المفاهيم الرائجة، وصياغتها بما يتناسب مع الحداثة التى يعيشها العالم من حولنا
«صفر مصر» ولا جديد يذكر ومن أهم النتائج السلبية أن المنتخب المصرى لم يتمكن من تحقيق أى فوز خلال مشاركاته الثلاث فى المونديال ، بل أصبح خامس منتخب إفريقي يخرج ب «صفر» من النقاط، وقد حدث ذلك من قبل أربع مرات، البداية كانت مع زائير «الكونغو الديمقراطية حاليا» فى مونديال «ألمانيا الغربية 1974». حيث خسرت فى مبارياته الثلاث أمام أسكتلندا «0-2»، يوغوسلافيا «0-9»، البرازيل «0-3». ، ثم المغرب فى مونديال «أمريكا 1994» بعد الهزيمة أمام بلجيكا بهدف دون رد، ثم السعودية وهولندا بنفس النتيجة «2-1»، ثم توجو فى مشاركتها الوحيدة «ألمانيا 2006» بعد تلقيها ثلاث هزائم أمام كوريا الجنوبية «2-1»، سويسرا وفرنسا بنفس النتيجة بهدفين دون رد، وأخيرا الكاميرون حقق الرقم السلبى مرتين متتاليتين، الأولى فى «جنوب إفريقيا 2010»حيث خسر من اليابان «1-0»، والدنمارك وهولندا بنفس النتيجة بهدفين مقابل هدف. وفى «البرازيل 2014»، خسرت أمام المكسيك بهدف دون رد، ثم كرواتيا «4-0»، وأخيرا البرازيل «4-1». كما فشل المنتخب التونسى هو الآخر، أن يكتب لنفسه تاريخا جديدا فى مشاركته الخامسة، فدائما وأبدًا يخرج هو الآخر من الدور التمهيدي، لكن النقطة الإيجابية الوحيدة لنسور قرطاج هى الفوز على بنما، وهو الفوز الوحيد لعرب إفريقيا فى تلك النسخة، فوزًا أنقذ منتخب تونس نظيره المصرى من لقب الأسوأ فى المونديال، ليحتل المنتخب البنمى المرتبة الأخيرة، حيث لم يحصد أى نقطة أيضا وتلقت شباكه 11 هدفا ولم يحرز لاعبوه سوى هدفين، كما حقق المنتخب المغربى نقطة وحيدة حصدها من تعادل مثير أمام إسبانيا بهدفين لمثلهما، بينما خسر بصعوبة أمام كل من إيران والبرتغال، وبنتيجة واحدة بهدف يتيم فى كل مباراة. شطة المدير الفنى للكرة الإفريقية، يؤكد ل «الأهرام العربي» أن منتخبى السنغال ونيجيريا، قدما مستويات متميزة، وكانا قادرين على تحقيق نتائج أفضل لو نجح أى منهما فى الصعود، أما منتخبا مصر وتونس فكانا الأسوأ بين المنتخبات الإفريقية الخمسة على جميع المستويات، وأن المنتخب المغربى قدم مستوى أفضل بكثير عن أشقائه العرب، على الرغم من تحقيق نقطة واحدة، وأن مدربه رينارد هو الأفضل فى القارة الإفريقية. وأضاف نجم الأهلى الأسبق، أن منتخبات القارة السمراء يجب أن تعمل على دراسة أسباب هذا الخروج المبكر ووضع خطط لتصحيحها، لأن الأمر يتعلق فى المقام الأول بالجوانب التكتيكية داخل الملعب، وأن هناك فوارق فى انضباط اللاعبين داخل الملعب والتزامهم التكتيكي، وذلك ظهر بوضوح فى بعض المباريات»، مؤكدًا أن فشل منتخبات القارة السمراء فى التعامل مع الضربات الثابتة والكرات العرضية يعد أمرًا غريبًا. وأوضح أن الكاف لم يقصر فى تجهيز منتخبات إفريقيا لبطولة كأس العالم بالمعدات والعوامل المساعدة، وأنه سيعمل على مناقشة أسباب هذا الخروج المبكر فى ورشة عمل موسعة، من أجل العمل على تطوير الكرة الإفريقية بالشكل المناسب. وشدد شطة على محاسبة المقصرين فى حق الكرة المصرية، وعلى مسئولى اتحاد الكرة الاعتراف بالأخطاء وتصحيحها، موضحًا أن المدرب الأجنبى هو الأفضل لمصر حاليًا لكى يسهم فى تطوير المنتخب وعودة الانضباط إليه.