البيان الخامس والعشرون للمتحدث العسكرى، يكشف أن الحرب الشرسة التى يقوم بها أبطال الجيش والشرطة ضد الإرهاب فى سيناء، ما زالت مستمرة وأنها تزداد ضراوة مع اكتشاف المزيد من الأوكار والأنفاق المنتشرة فى مناطق مختلفة من سيناء والتى يستخدمها الإرهابيون فى تحركاتهم والاختباء بداخلها حتى ينفذوا عملياتهم الإجرامية، الحرب شرسة فعلا، والإرهابيون من العناصرالمأجورة مزودون بالأسلحة الحديثة والمتفجرات، وتم تجنيدهم على أيدى تنظيمات إرهابية وأجهزة مخابرات تستهدف تقسيم مصر وإسقاطها فى إطار خطة الشرق الأوسط الكبير، وتفتيت دول المنطقة لصالح إسرائيل والقوى الاستعمارية التى تتطلع لتحقيق أطماعها التوسعية فى المنطقة. وجاءت العملية الشاملة سيناء 2018، التى أعلن عنها الرئيس عبدالفتاح السيسى وكلف بها قوات الجيش والشرطة للقضاء على الإرهاب فى سيناء وتطهيرها من قوى الشر، خطوة مهمة للقضاء على هذا الخطر الداهم الذى يهدد مصر كلها وليس سيناء فقط، وكشفت عمليات التمشيط والاستطلاع التى تقوم بها قوات الجيش والشرطة فى أنحاء سيناء، عن وجود مخابئ وأوكار فى جبال سيناء وطبيعتها الجغرافية الصعبة، استغلها الإرهابيون فى عمليات الاختفاء والتمويه، بحيث يصعب على القوات النظامية اكتشافها، لذلك وقعت خلال العامين الماضيين العديد من العمليات الإرهابية الغادرة ضد أكمنة الشرطة ونقاط الارتكاز ووحدات القوات المسلحة، استشهد خلالها العديد من الضباط والجنود دون أن يتمكنوا من الرد على هؤلاء الإرهابيين، وأظهر أبطال الجيش والشرطة بطولات وتضحيات نادرة فى مواجهة هؤلاء الإرهابيين، وأحبطوا مخططاتهم للتأثير على الروح المعنوية للأبطال.
وعندما بدأت العملية الشاملة التى تم التخطيط لها بكفاءة عالية، وشاركت فيها جميع أسلحة القوات المسلحة الجوية والبحرية والبرية والمشاة والصاعقة وقوات حرس الحدود، إلى جانب قوات الشرطة المدنية، بدأت هذه العمليات تؤتى ثمارها، وتم كشف وتدمير العديد من الأنفاق والأوكار وقتل العديد من الإرهابيين والقبض على أعداد كبيرة منهم، وتوافرت المعلومات الدقيقة عن تحركاتهم والأوكار والكهوف التى اختبأوا فيها، وأحكمت القوات البحرية والجوية وحرس الحدود قبضتها على المناطق الحدودية، التى كانوا يتسللون عن طريقها ويتم تهريب السلاح والمتفجرات من خلالها. وتراجعت العمليات الإرهابية بدرجة كبيرة، ولم تقع عملية إرهابية واحدة منذ عدة أشهر، ما يؤكد النجاح الكبير الذى حققه أبطالنا فى مواجهة الإرهابيين المجرمين، وأصبح بقايا الإرهابيين يفكرون ألف مرة ومرة قبل القيام بأية عملية إرهابية، لأنهم يعلمون أن مصيرهم سيكون القتل مثل من سبقوهم من الإرهابيين.
وكان من اللافت للنظر فى البيان الخامس والعشرين للمتحدث العسكرى، إلى جانب تدمير عربات ومخازن الاحتياجات الإدارية للإرهابيين فى شمال سيناء، وقتل وضبط العديد منهم، أنه تم تدمير 285 ملجأ ووكراً ومخزناً بها ملابس عسكرية وعشر دانات هاون ومائتا كيلو جرام من مادة تى. إن. تى شديدة الانفجار، ومعنى ذلك أن سيناء كانت ملاذا آمنا للإرهابيين والخارجين على القانون، وظلت سنوات طويلة بعيدة عن أعين قوات الأمن، وعندما حانت ساعة الصفر، وكما عبرت القوات المسلحة قناة السويس فى السادس من أكتوبر عام 1973 لتطهر سيناء من الاحتلال الإسرائيلى، فإن ساعة الصفر قد دقت مرة أخرى لتقتحم قوات الجيش والشرطة الأوكار والمخابئ فى سيناء وتطهرها من الاحتلال الإرهابى، لتعود إلى أحضان الوطن الأم نظيفة لا يمكن التفريط فى ذرة رمل منها بعد أن ارتوت بدماء الشهداء من أبناء مصر الأبطال طوال الحروب الماضية وآخرها الحرب الشرسة الحالية على الإرهاب، وتبدأ خطط التنمية الشاملة فى سيناء لتعوض أبناءها عن فترات المعاناة التى عاشوها، سواء فى ظل الاحتلال الإسرائيلى أم تحت براثن الإرهاب البغيض.