شيخ الأزهر ورئيس سنغافورة يواصلان الضغط لوقف العدوان على غزة    تنمية المشروعات يشارك في معرض إفريقيا للامتياز التجاري    وهل يكفى الاعتراف بالدولة؟    رئيس سنغافورة وقرينته يزوران الجامع الأزهر    أحمد عبد القادر يعود لقائمة الأهلي لأول مرة هذا الموسم    أليو ديانج يوافق على تجديد عقده مع الأهلي.. جلسة بعد القمة لحسم التفاصيل    برشلونة يعلن إصابة فيرمين لوبيز ويحدد مدة غيابه    تفاصيل مخطط غسل 70 مليون جنيه حصيلة جرائم النصب    نيكول سابا تحصد جائزة أفضل ممثلة لبنانية في الدراما المصرية    من هم ال70 ألفًا الذين يدخلون الجنة بغير حساب ولا عذاب؟ رمضان عبد المعز يوضح    في الخريف.. علامات تكشف إصابتك بحساسية الأنف    شرط جديد للحصول على رخصة قيادة أو تجديدها في مصر    أول رد من أرملة إبراهيم شيكا على رغبة وفاء عامر في استرداد شقتها    السفير سيف قنديل: النسخة الخامسة من منتدى أسوان ستضم دوائر رجال الأعمال والمؤسسات الإنسانية    بحضور وكيل الأزهر والمفتي ووزير الأوقاف.. نقابة الأشراف تُحيي ذكرى المولد النبوي    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الإثنين 22سبتمبر2025 في المنيا    حفل استقبال الطلاب الجدد بكلية العلوم جامعة الفيوم.. صور    البرلمان العربي: الهجوم الإرهابي على مسجد بالفاشر انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني    ضبط 13 مليون جنيه حصيلة الإتجار غير المشروع في النقد الأجنبي    المدينة التي يجتاحها جيش الاحتلال.. إطلاق صاروخ من غزة صوب مستوطنة ناحل عوز    عمرو سليمان: رؤية استراتيجية لسوق عقاري صلب ومتين    الرئيس السيسي يقرر العفو عن علاء عبد الفتاح و5 آخرين    وسط فرحة الطلاب.. محافظ المنوفية يفتتح مدرستين ببروى وبكفر القلشى للتعليم الأساسي    أحمد السيد: عماد النحاس الأنسب لقيادة الأهلي الفترة الحالية    ب256 مليون جنيه.. بدء التشغيل التجريبي لمحطة معالجة صرف صحي الكمايشة بالمنوفية    عبد الله السعيد: أتمنى تتويج منتخب مصر بكأس الأمم وجاهز للعودة إذا طُلب مني    طقس الإسكندرية اليوم.. أجواء معتدلة ودرجات الحرارة العظمى تسجل 30 درجة مئوية    20.9% تراجعا فى أعداد العاملين الأجانب بالقطاع الحكومي والقطاع العام- الأعمال العام خلال 2024    معهد بحوث الإلكترونيات يشارك في المؤتمر السابع للترابط العالمي للطاقة في بكين    عاجل- قراران جمهوريان بإنشاء منطقة جرجوب الاقتصادية وتخصيص أراضٍ للتنمية الصناعية    اللجنة المصرية لإغاثة أهالي غزة تتوصل لطفلي طريق الرشيد بغزة.. ووالدتهما: بشكر الرئيس السيسي    تأييد تغريم غادة والي 10 آلاف جنيه في سرقة رسومات فنان روسي    عميد معهد الفراعنة: اكتشفنا واقعة انتحال صفة رمضان صبحى بالامتحانات صدفة    استخدموا فيها أسلحة بيضاء.. «الداخلية»: ضبط أطراف «مشاجرة بورسعيد»    مصرع فتاة وإصابة 6 في تصادم ميكروباصين بطريق العوايد بالإسكندرية    ضبط 6 آلاف علبة جبنة فاسدة داخل مخزن خلال حملة تموينية في الأقصر    "البحوث الزراعية" ينظم المنتدى العلمي الأول حول تطبيقات الإدارة المتكاملة    إنجاز جديد لجامعة بنها بمؤشر نيتشر للأبحاث العلمية Nature Index    ب "التايجر".. ريم سامي تخطف الأنظار بإطلالة أنيقة    متحدث فتح للقاهرة الإخبارية: الاعتراف بالدولة الفلسطينية لحظة تاريخية فارقة    أمير كرارة: معايا صورة ل هنا الزاهد ممكن تدمرها لو نزلتها    بمشاركة نرمين الفقي وراجح داوود وإيهاب فهمي.. تعرف على لجان تحكيم مهرجان الغردقة الدورة الثالثة    هينسحبوا تمامًا.. 3 أبراج لا تقبل العلاقات السامة «التوكسيك»    بالصور - محافظ أسوان يتفقد 1540 مدرسة استعدادًا للعام الدراسي    رابط التقديم على وظائف بنك مصر 2025 لخدمة العملاء.. متاح الآن بدون خبرة    بيراميدز بالزي الأساسي أمام أهلي جدة في الإنتركونتيننتال    العوارى: ما يحدث للأبرياء من تدمير منازلهم لا يمت بصلة للأخلاق التي جاء بها الأنبياء جميعا    "طلاب من أجل مصر" ترحب بدفعة طب الجديدة بجامعة بورسعيد الأهلية (صور)    رئيس جامعة القاهرة يتلقى تقريرا عن مؤشرات الأداء بمستشفيات قصر العيني    وزارة الصحة: تقديم 17 ألف خدمة طبية في طب نفس المسنين    تحذير من أدوية البرد للأطفال دون وصفة طبية    تزامناً مع بدء العام الدراسي.. حملات لتطعيم الطلاب ضد الالتهاب السحائي في الشرقية    أكثر اللاعبين حصدا للكرة الذهبية عبر التاريخ    موعد أذان الظهر ليوم الإثنين ودعاء النبي عند ختم الصلاة    بعد الظهور الأول لهما.. ماذا قال ترامب عن لقائه ب ماسك؟    الدوري المصري بشكل حصري على "أبليكشن ON APP".. تعرف على طريقة تحميل التطبيق    خلال لقائه مع نظيره الكويتي .. وزير الخارجية يؤكد رفض مصر القاطع لأي محاولات للمساس بأمن واستقرار الخليج    أحمد العوضي: لو هتجوز مش هقول.. ومشغول بمسلسل «علي كلاي» لرمضان 2026    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد الجار الله ل«الأهرام العربي»: قطر ستدفع الفواتير كاملة.. ومصلحة سوريا فى بقاء الأسد


مصر تحتاج الرئيس السيسى
الملك فهد طلبنى لمحاورته وحملنى رسالة إلى السادات مضمونها «التهدئة»

أجندة الإخوان تتضمن الكويت والإمارات والبحرين

حاورت أكثر من 70 رئيسا وملكا وقريبا سأكشف الأسرار فى مذكراتى

حاورت عبد الناصر بعد حرب اليمن والسادات بعد كامب ديفيد.. وعلاقتى بمبارك ممتازة

600 مليار دولار تكلفة ما يسمى بالربيع العربى

ماركة مسجلة فى الصحافة العربية، ينطبق عليه لقب «رجل أعمال ناجح»، وتارة ثانية كاتب صحفى كبير، وتارة أخرى نعرفه محللا سياسيا صديقا للملوك والرؤساء.
الكاتب الصحفى الكبير أحمد الجار الله، رئيس تحرير ومالك صحيفة السياسة الكويتية، ابن جيل مختلف، يعرف الأشياء ويقدر قيمتها، يقترب من الجميع ويحتفظ بالمسافات دائما.
ابن أيام، علمته أن يتحدث فى الصحافة كما السياسة والاقتصاد والفن والثقافة. عندما تحاوره فأنت أمام صحفى من العيار الثقيل، يدرك بدقة شديدة الفارق بين السياسة والصحافة، وعندما تتحدث معه عن أحوال مصر تكتشف أنك أمام صحفى متخصص فى الشأن المحلى بصحيفة مصرية من فرط متابعته لما يحدث.
حاور عشرات الرؤساء والملوك والأمراء، وراء كل حوار قصة، ووراء كل قصة حكاية، ووراء كل حكاية عنوان خاص، وأسرار لن يبوح بها سواه.
فى هذا الحوار تحدث الجار الله فى الملفات الخاصة والقضايا الراهنة.
فى البداية سألناه:

فى ضوء قرارات الإعمار التى قامت بها الكويت.. كيف ترى العلاقات الكويتية - العراقية الآن؟
العراق دولة وجار مهم للكويت، وهذه حقيقة لا يمكن الهرب منها، وكان من الممكن أيضاً أن تكون علاقتنا بالعراق علاقة مهمة ومفيدة للعراقيين وللكويتيين، لكن مع الأسف "الدوشة" التى أتت على العالم العربى، بدءاً من ثورة عام 1958 فى العراق التى باعدت مع الأسف بين الدولة الكويتية والعراقية، نظراً لما أتت به من مفاهيم وأيديولوجيات مختلفة وغريبة على ثقافة الكويت ويصعب تقبلها، فتكلموا عن وحدة وارتباط وحدوى ودفاع مشترك واقتصاد مشترك، دخلوا فى حرب مع إيران، وهى حرب شيطانية لم يكن لها داع، ودخلوا بعد ذلك فى حرب مع الكويت نتيجة "قلة عقل"، ومع ذلك تجاوزنا جراحنا، وأعدنا النظر فى العلاقة مع العراق كدولة شقيقة وجار مهم، فالعراق به نهران ومعادن وبترول وزراعة وأشياء أخرى ممكن أن تكون المشاركة بها مهمة للبلدين، أيضا العراق مع كل هذه الثروات لا يزال عدد سكانه قليلاً، ولذلك أمير الكويت حينما اتخذ هذا القرار انطلق من هذه المعطيات، وأعتقد أنه أصاب فى هذا الجانب، أيضا الأمم المتحدة أقرت تثبيت الحدود البرية والبحرية، واستعدت الكويت للمشاركة فى إعمار العراق من خلال الصناعات الكويتية التى تفيد فى عملية الإعمار، ومن خلال الكوادر البشرية والشركات المشتركة، أيضا فالكويت يمكن أن تكون ممرا لكل الداعمين للعراق، وسمعنا من بعض المسئولين بالعراق تصريحات إيجابية بغض النظر عن بعض الذين يريدون إيذاء العلاقات الكويتية - العراقية وهم قلة وبعضهم مرتبط بإيران أو دول أخرى مع الأسف.

ما الرسالة المباشرة للأمير من ذلك؟
الرسالة هى إنهاء أى فتن بين الكويت والعراق.

كيف ترى الأمر أيضاً بالنسبة لليمن؟
الأمر فى اليمن على وشك الحسم لصالح التحالف، لكن على الجميع أن يعى أن قضية اليمن ليست لها ذلك التأثير الاقتصادى على المملكة العربية السعودية، فليست مكلفة بالشكل الكبير الذى يتحدث عنه خصوم السعودية، فنحن نلاحظ على قناة الجزيرة أنهم يتكلمون عن تكاليف باهظة وهذا ليس صحيحاً، كما أن التكلفة لا تتحملها المملكة العربية السعودية وحدها، وإنما تتقاسمها دول التحالف، وإن لم تكن مقسمة بالتساوى، أيضا المعدات المستخدمة من دبابات وطائرات هى موجودة بالفعل لدى دول التحالف، أما تكاليف الذخائر فليست بالتكاليف الباهظة، بدليل أن إيران هى المستَنزفة الآن فى اليمن، خصوصا أنها لم تحصل على شىء على مدار ثلاث سنوات، فمع طول الحرب ظنوا أنهم يستنزفون المملكة ولكن العكس هو الصحيح، فالمملكة تحمى حدودها، والتحالف يريد تمكين الجيش الوطنى من استعادة أراضيه، وقد حدث هذا بالفعل فى معظم المدن اليمنية.

إذن .. كيف ترى مستقبل اليمن؟
أعتقد أن عدن ستنفصل، ولا بد من وجود خطة لإعادة إعمار اليمن، وهذه الخطة كانت موجودة بالفعل أيام الرئيس صالح، لكنها توقفت بقيام الحرب، وكان موضوعا لها فى حدود ستة أو سبعة مليارات دولار من دول أجنبية تهتم بأمر اليمن وعلى رأسها المملكة العربية السعودية، وحماية حدود المملكة العربية السعودية تعنى حماية حدود الكويت والبحرين والإمارات، لأنهم إذا تمكنوا من دخول السعودية فمعناه انتهاء هذه الدول أو حدوث شغب بها على أقل تقدير، ولولا عاصفة الحزم التى قادها الملك سلمان لكنا أمام وضع سييء فى المنطقة كلها، وكنا أمام تدخل إيرانى مشابه لما يحدث فى العراق وسوريا الآن.

بالحديث عن الوضع فى اليمن.. هل ترى أنه من الممكن أن تكون هناك مبادرة لأمير الكويت لإعمار اليمن؟
أعتقد أن المبادرة ستكون من السعودية فهى الأقرب.

وكيف ترى المشهد فى سوريا بكل تقاطعاته؟
الذى ورط سوريا وورط العالم العربى فى سوريا بل الذى ورط أمريكا وإسرائيل فى سوريا هى قطر بكل أسف، فهى التى بدأت الحرب على النظام السورى وكانت تريد إسقاطه بعد أن أسقطت القذافى، ولكن ثبت لنا الآن أن النظام ثابت واتضح أن أداة التغيير فى أى بلد هى الجيش، فلو لم يدعم الجيش المصرى ثورة الثلاثين من يونيو فى مصر لما كان من الممكن أن تنجح الثورة بهذه السرعة، ومثال آخر الثورة التى حدثت أخيراً فى إيران، والتى لو تضامن معها الجيش لأسقطت النظام، صحيح أن الجيش لم يكن ضدها مثلما كان يحدث فى السابق، لكنه لم يتدخل ولو تدخل مع الثورة لكان انتهى النظام..
لو عدنا للحديث عن سوريا نجد أن بها خمس قوى كبرى، أمريكا وروسيا وإيران وحزب الله وتركيا، فى السابق كان هناك بعض القوى مثل إسرائيل يهمها اضطراب الوضع فى سوريا، أما حزب الله وإيران فيهمهما السيطرة على الوضع ثم روسيا وأمريكا، فأى عاقل فى العالم العربى يفضل وجود الروس على وجود الإيرانيين، لأن الإيرانيين يأتون بثقافة طائفية، أما روسيا فقد أتت بثقافة المصالح، وإذا كنا نتحدث عن الحل، فمن الصعب الإطاحة بالنظام، كما أن المعارضة بها مئات الآراء وليست موحدة فهى معارضة فاشلة وليست مؤثرة.

معنى هذا أنك ترى أن بشار مستمر؟
أنا أرى ذلك وعلى الدول الموجودة فى سوريا الآن، وأقصد أمريكا وروسيا وإسرائيل أن يزيحوا الإيرانيين ثم تبدأ حملة إعمار فى سوريا، فالشعب فى وقت الإعمار لا يهمه من يحكمه، فشارل ديجول بنى الجمهورية الخامسة وكان جيرانه يحاربونه، وكذلك كتلة من الفرنسيين وحاولوا قتله، وبعد خمس سنوات رشح نفسه فى الانتخابات وقال كلمته الشهيرة "فرنسا بدونى تموت" وقال إن لم تكن نتيجة انتخابه 75% فلن يعتبر نفسه رئيساً وبالفعل كانت النتيجة أقل من 75% وترك الحكم.

من الواضح أنك ترى أن بقاء نظام الأسد فى مصلحة المنطقة.. أليس كذلك؟
بقاء الأسد فى مصلحة سوريا بالمقام الأول، أما بالنسبة للمنطقة فهذا متعلق بالعلاقات المتبادلة.

برأيك.. ما سر صمود بشار حتى الآن؟
باختصار لأن معه الجيش والأمن وكذلك جزء من الشعب السورى الذى لم يترك سوريا إلى جانب التحالفات المختلفة التى قام بها النظام السوري.
نذهب إلى الدور القطرى والتركى فى المنطقة وتأثيره السلبى على الأوضاع فى البلدان العربية..
تأثيره سلبى عليهم أكثر منه علينا اقتصاديا ونفوذا وعلاقات دولية، فالعلاقات اليوم بين تركيا وأمريكا شديدة الاضطراب، أيضاً الاقتصاد القطرى على الرغم من بجاحة التصريحات القطرية ليس على ما يرام، كل هذا بسبب أنها تعطى لنفسها أحلاما أكثر من قدراتها، وهى نفس أحلام إيران أيضاً التى هى أكبر من قدراتها.

ولكن قطر الآن لا تتوقف عن دعم الإرهاب فى المنطقة.. فما الحل؟
صحيح أنها تدعم الإرهاب، لكن ليس كما كان فى السابق.. فهذا الدعم تمت محاربته دولياً ولم يعد بنفس القوة التى كان عليها، خصوصاً بعد الإدارة الأمريكية الجديدة والوضع الاقتصادى لقطر الآن إلى جانب تساؤل الشعب القطرى عن مدى استفادته من التدخلات القطرية مثلما حدث فى إيران.

إذن.. كيف ترى سيناريو العلاقات القطرية؟
قطر ستسدد الفاتورة التى تقدم بها مجلس التعاون.. وأعنى بذلك أنها ستنفذ مطالب دول مجلس التعاون، وأعتقد أن الوقت لن يطول كثيراً.

فيما يتعلق بالموقف الرسمى الكويتى من قطر، لماذا فضلت الكويت الموقف الحيادى الإيجابى؟
الكويت لا بد أن تأخذ هذا الموقف، لأن رؤيتها أن قطر فى النهاية ستعود إلى البيت العربى، لكن الكويت لو خيرت بين قطر والسعودية، فمائة بالمائة ستختار المملكة العربية السعودية ومجلس التعاون بلا شك.

وماذا عن ألاعيب تركيا فى المنطقة وتحالفها مع قطر؟
نحن أمام سلوك من الدولة العثمانية القديمة، فهذه هى تركيا وألاعيبها منذ الدولة العثمانية، فلم نكن على علاقة جيدة مع الدولة العثمانية إلى أن تمت تسميتها برجل أوروبا المريض.

وهل تتصور أن أردوغان سيستمر فى عبثه وشره ضد مصر والدول العربية وكذلك دعمه للإخوان المسلمين بهذه القوة؟
هذا هو بالأساس أتى ببرنامج إخوانى، وغير الدساتير التركية ليحل محلها برنامج إخوانى، ولا يستطيع إلا أن يستعين بهؤلاء لفترة، ولولا عنف الإخوان الذى تم بعد الانقلاب فى تركيا لما استطاع أن يستمر، فوضع نحو مائتى ألف من معارضيه فى السجون وفصلهم من وظائفهم، كذلك أقام علاقات سيئة مع الأمريكيين.

كيف ترى تأثير ما يسمى بالربيع العربى على المنطقة بعد نحو سبع سنوات؟
تأثيره نحو ستمائة مليار دولار كتكلفة للدمار فى العالم العربى والتراجع الاقتصادى، الحرب العراقية الإيرانية كلفت نحو خمسمائة مليار دولار، وكلفت أربعة ملايين بين جريح وقتيل ومصاب.

قطر وتركيا وأمريكا تبذل قصارى جهدها لاستعادة نفس سيناريوهات الفوضى. فما تعليقك؟
الوضع الأمريكى الآن اختلف عما كان عليه أيام أوباما، فسياسة أوباما هى سياسة الأيديولوجية اليهودية، فلو عدنا لمذكرات زعماء اليهود منذ عام 1947 ستجد أنه ما يحدث الآن فى العالم العربى، فإسرائيل ترى أن السلام مع دول الجوار سيتم من خلال إحداث فوضى وحروب أهلية وطائفية، خصوصاً فى السعودية ومصر كدول كبرى، وإسرائيل بالطبع كانت سعيدة بما يحدث فى الربيع العربى، بدليل أنها لم تتحرك فى الشام إلا حينما رأت تعاظم النفوذ الإيرانى فى المنطقة، أما بخلاف ذلك فهى لم تحرك ساكنا، أما الوضع الأمريكى الآن فهو مختلف وضد إيران وهذا شيء جيد، أما بالنسبة لتركيا فهى مصدر إزعاج لدول مثل مصر، لكن فى النهاية ينتهى إلى كونه إزعاجا لا طائل من ورائه، أما قطر فنفوذها انكمش إلى حد كبير.

كيف تقيم تجربة الرئيس عبد الفتاح السيسى فى فترته الأولى، وكذلك أهمية توليه لفترة رئاسية ثانية بالنسبة لمصر وللمنطقة؟
مصر كانت بحاجة إلى رئاسة توازن بدقة بين متطلبات المصلحة العامة وبين متطلبات الشارع، وكان ما يهم الرئاسات السابقة هو صوت الشارع ولم يكن يهمها متطلبات المصلحة العامة، أيضاً ما زاد من دعم الرئيس السيسى هو ثقة الناس به، فحينما تطلب الرئاسة من الناس لا تجد من يعارض، بدليل أنه لم تقم مظاهرات عند تحرير سعر الصرف وحينما حدثت أزمة السكر لم يثر الناس، بينما فى الماضى سمعنا عن ثورة الخبز وثورة الغلابة التى دعا إليها الإخوان ولم يستجب أحد لها، فمصر تحتاج الرئيس السيسى الذى أحدث إنجازات فى وقت أقل كثيراً من المخطط، مثلما حدث فى مشروع قناة السويس ومشروع حقل ظهر ومشروعات الطرق الكبرى، فالتوقيت يحتاج إلى رئيس إذا قرر فلا أحد يعترض عليه، وأعتقد أن المرحلة المقبلة ستكون بمثابة تثبيت لدور مصر، الاقتصادى، ومحاولة الانتفاع والمشاركة الدولية للفرص الموجودة فى مصر وهى فرص عظيمة مثل العاصمة الجديدة والمدن الكبرى، فأعتقد أن الرئيس السيسى قد نجح فى مهمته بامتياز، وأعتقد أنه سيحدث فى مصر مثلما حدث فى أمريكا فى عهد روزفلت حيث تم مد الرئاسة لثلاث فترات بأمر الشعب.

إذا طلب منك تقديم رسالة للرئيس السيسي، فماذا تقول له؟
أنا دائما ما أقول إن مصر فيها مهن تجارية كثيرة، ومصر فيها قرارات كثيرة، ولكن تحتاج إلى من يسوِّقها بشكل جيد، وما حدث فى الفترة الأخيرة من أعمال فى ملف السياحة، بقيادة وزيرة السياحة الجديدة هو أمر جيد للتسويق للسياحة المصرية، ثانياً ملف الطاقة لو تم التسويق له بشكل جيد فسيأتى آلاف المستثمرين إلى مصر، فمصر لديها الكثير من الفرص تحتاج للتسويق لها بشكل جيد، وأعتقد أن الرئيس السيسى مدرك لهذا بشكل كبير.
وأقول إنه إذا وجدت الرغبة وجد الطريق، وعلى الرئيس السيسى ألا يتخلى عن الرغبة.

إذا عدنا بالذاكرة إلى ثورة 30 يونيو.. ما السيناريو الأصعب الذى كان من الممكن أن يحدث فى حالة استمرار حكم الإخوان؟
لو استمر الإخوان فى الحكم لكانت أول محطة هى الكويت ليعبثوا بها، وكانوا جاهزين للعبث بالإمارات بالقنابل والتفجيرات، وبعدها بالبحرين، وكانت إيران ستعبر للمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، وهذه الفوضى هى ما تريده إسرائيل بالمنطقة، ولكن السيسى أنقذ مصر ودول الخليج من إرهاب الإخوان، وهذا محل تقدير من قادة الخليج أنفسهم.

إذا تطرقنا للحديث عن مكافحة الإرهاب .. ما رؤيتك لما يحدث فى سيناء من حرب على الإرهاب بقيادة الجيش المصرى .. وهل تعتقد أن مكافحة الإرهاب تحتاج إلى عزيمة أكبر من دول المنطقة؟
التعاون بين دول الخليج ومصر تعاون دقيق وقوى على المستوى الأمنى، والتوقيت الحالى للعمليات فى سيناء هو توقيت ممتاز .

فى رأيك.. من الذى ربى داعش والتنظيمات الإرهابية؟
إيران هى المربى الأول لداعش، وإسرائيل تغض النظر عن ذلك، والغاية أن فى ذلك تسويقاً للإسلام السنى على أنه إجرامى ويدعو لقتل الأبرياء.

نود أن تحدثنا عن علاقة "أحمد الجار الله" بمصر؟
علاقتى بمصر من أيام جمال عبد الناصر والسادات رحمه الله وكنت فى اتصال دائم معه، حتى الرئيس الأسبق حسنى مبارك كنت على اتصال به، وعلاقتى بمصر ليست علاقة مصلحة وإنما علاقة محب لمصر، ودائما أقول إن هذه الدولة العظيمة لابد أن تبقى قوية، وأحب دائما أن أرى مصر فى وضع اقتصادى جيد.

حاورت الكثير من زعماء مصر.. نود أن تلقى الضوء على أول لقاءاتك بهم؟
أول مرة قابلت فيها الرئيس عبد الناصر كانت فى جدة وذلك فى أعقاب حرب اليمن وكان مجرد سلام وحديث شفهى، وقابلته مرة أخرى عندما استقبل الصحفيين العرب فى أعقاب حرب 67.

وماذا عن علاقتك بالرئيس الراحل أنور السادات؟
حينما قاطع العرب الرئيس السادات ومصر فى أعقاب كامب ديفيد، اتصلت به وطلبت مقابلته عندئذ أخبرنى أحد موظفى الرئاسة بموعد المقابلة مع الرئيس، بشرط أن يتم تسجيل الحوار وأن ينشر دون حذف أى كلمة منه، فوافقت وكنت وقتها فى بغداد بصحبة الشيخ جابر وكنا عائدين للكويت فأخبرته بما حدث، وقلت له إننى سأقابل الرئيس السادات بمصر ولا أريد من الصحف أن تخوننى بعد مقابلة السادات، فوافق وسافرت بالفعل إلى مصر ووقتها كانت المسافة نحو ثلاث ساعات، وكان موعدى مع الرئيس فى العاشرة والنصف صباحا باستراحة الهرم.

وماذا حدث فى هذا اللقاء.. خصوصا أن توقيته مثير؟
انتقد الرئيس السادات رؤساء الدول العربية ووصف بعض الدول وقتها بالأقزام .. وطلب منى أن أنشر كل هذا الحديث، فقلت له سأنشره، وكان نقده للعرب فيه قوة وفيه نوع من المرارة، بعد ذلك عدت إلى الكويت وعزمت على نشر ما قاله السادات، وقلت سأعتبرها نوعا من المغامرة حتى لو أغلقوا السياسة لفترة، وبالفعل نشرت الحديث.

وماذا كانت أصداء هذا الحوار؟
اتصل بى أحد زعماء دول الخليج وهو الملك فهد، وطلب منى مقابلته، وعندما قابلت الملك فهد، سألنى عما حدث فأخبرته أن السادات كان يتحدث بنوع من المرارة، فطلب منى أن أقابل الرئيس السادات وأن أبلغه رسالة، عدت بعدها لمقابلة الرئيس، لكن قابلنى نائبه حسنى مبارك، فسألنى عما أريد نقله للرئيس فأجبته أن الرسالة للرئيس شخصياً، فاتصل بالرئيس السادات ووافق على مقابلتى وأبلغته رسالة الملك فهد.

وماذا كان مضمون رسالة الملك فهد؟
مضمون الرسالة كان التهدئة وتخطى الموقف.

وهل استمرت علاقتك بالرئيس السادات بعد هذا الحوار؟
نعم استمرت وكان يسأل عنى عندما يزور الكويت، لأننى دائما كنت أقدم اقتراحات وكان أغلبها اقتصادي.

وماذا عن علاقتك بالرئيس الأسبق حسنى مبارك؟
كانت علاقة ممتازة جداً، وقابلته ما يزيد على عشرين مرة، وكنت أقابله أحياناً بدون لقاءات صحفية.

كم عدد الرؤساء الذين حاورتهم على مستوى العالم؟
لا أستطيع أن أحصيهم، حتى زعماء الصين حاورتهم، وأمريكا، ولكن يمكن أن يزيد على سبعين رئيسا وملكا.

نود أن تحكى لنا عن أطرف حوار قمت به؟
كنا فى زيارة للصين الوطنية فى الستينيات، وكنت وقتها أعمل بصحيفة الرأى العام، وكنا نريد مقابلة رئيس الصين الوطنية ولكن أبلغنا أن هذا أمر صعب، فقلت لرئيس التحرير إننا سنقابله لأن لديه فى الغد خطابا بمناسبة اليوم الوطنى، فذهبنا للاحتفال ولبسنا الزى الخليجى، وكان زياً مختلفاً عن الزى الصينى ولافتا للانتباه، فسأل الرئيس عنا وطلب هو مقابلتنا، وأبلغنا أحد ضباط المخابرات بموعد المقابلة، ذهبت أنا ورئيس التحرير فى ذلك الوقت، ولم يكن صديقى يعلم الفرق بين الصين الوطنية والصين الشعبية، وظل صديقى ينتقد رئيس الصين الوطنية على اعتبار أنه رئيس الدولة الأخرى، فنقلت له المعلومة عبر المترجم أن هذا الشخص ينتقدك أنت، فطردنا الرئيس من مكتبه وأنهى المقابلة.

من هو أقرب صديق لأحمد الجار الله من الرؤساء أو الملوك؟
كانت لدى علاقات طيبة بالكثير من الزعماء ومنهم الملك فهد والرئيس مبارك، ولم أقابل رئيسا مرة إلا وقابلته بعدها مرات.

هل بدأت فى كتابة مذكراتك؟
بدأت بالفعل ولكن لم أنته من الكتابة.

لو اخترت لها عنوانا ماذا سيكون؟
سيكون على غرار عنوان "هيكل" هؤلاء قابلتهم، فكل لقاء مع رئيس يمكن أن يكون كتاباً قائماً بذاته، وكل لقاء كان يخلف وراءه بصمة معينة.

لماذا تأخرت فى كتابة مذكراتك؟
الوقت لم يسعفنى، لكن قريباً سأنتهى منها.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.