فيفا: الأداء لم يعكس أهمية المباراة وكأن اللاعبين لايشعرون أنها معركة البقاء أضاع المنتخب المصرى لكرة القدم حلم الصعود إلى دور الستة عشر فى مونديال روسيا، بعد أن تلقى الهزيمة الثانية، الثلاثاء الماضي، على يد المنتخب الروسى (المضيف) بثلاثة أهداف مقابل هدف، فى افتتاح مباريات الجولة الثانية من المجموعة الأولى، وقد سبق لمنتخب الفراعنة تلقيه الهزيمة أمام أوروجواى بهدف فى الجولة الأولى، ويتبقى للفراعنة لقاء وحيد أمام المنتخب السعودي في الجولة الثالثة والأخيرة. وجاءت الهزيمة كالصاعقة على الجماهير المصرية، لاسيما بعد تكرار الأخطاء الدفاعية للاعبين، وتمسك الأرجنتينى كوبر بخطته التى تخلو من أى أنياب هجومية، وقد يكون المونديال هو آخر عهد المدرب الأرجنتينى مع المنتخب، ليستحق عن جدارة لقب "كوبر تحت الصفر"، أسوة باسم برنامج "المقالب" الرمضاني الذي اعتمد على تجسيد شخصيته، كونه صاحب سيناريو المقلب الأخير في المونديال. استعدت الجماهير المصرية عن بكرة أبيها لاستقبال نجمها المحبوب محمد صلاح فى أولى مشاركاته المونديالية، وتسلح الملايين بالتفاؤل للتغلب على المنتخب الروسى على ملعبه ووسط جماهيره، غير أن المنتخب المصرى لم يغير عادة استمرت معه عشرات السنين، وهى الأخطاء الدفاعية الساذجة التى تسببت فى تلقى شباك الحارس المصرى محمد الشناوى ثلاثة أهداف متتالية فى الربع ساعة الأولى من شوط المباراة الثاني، وجاء أولها من نيران صديقة بقدم أحمد فتحي، قبل أن يقلص محمد صلاح الفارق بهدف من ركلة جزاء. ولم تشفع عودة النجم محمد صلاح إلى صفوف منتخب مصر فى المباراة الأولى لأفضل لاعب إفريقى وأفضل لاعب فى الدورى الإنجليزى بالمونديال، وقد ابتعد عن لقاء منتخب بلاده أمام أوروجواي، بسبب تعرضه للإصابة فى كتفه الأيسر بمباراة فريقه الإنجليزى ليفربول أمام ريال مدريد الإسبانى أواخر مايو الماضى فى نهائى دورى الأبطال. وبعد 28 عاما لم يكن هناك جديد يضاف إلى الفراعنة سوى القضاء على أسطورة مجدى عبد الغني، عضو مجلس إدارة اتحاد الكرة، الذى ظل طوال هذه المدة يتغنى بأنه صاحب هدف الفراعنة الوحيد فى مونديال 1990 بإيطاليا، وقد جاء الهدف من ركلة جزاء أيضا، لكن تبقى الحال على ما هى عليها، ولم يحدث أن حقق المنتخب المصرى أى فوز فى مشاركاته المونديالية الثلاث، ولا تزال الفرصة قائمة لتسجيل أهداف أخرى في لقاء السعودية. وازدادت حالة الاحتقان الجماهيرى ضد المدرب الأرجنتينى هيكتور كوبر، بسبب أنه انتزع الأنياب الدفاعية من لاعبى المنتخب، فضلا عن تمسكه بخطة لعب دفاعية لا تتسق مع تطور كرة القدم، بداعى أن هذه هى الإمكانات المتاحة أمامه، غير أن تغييراته فى مباراة روسيا تكشف عن عوار خططي، لأنه أشرك رمضان صبحى على حساب محمود حسن (تريزيجيه) أفضل لاعبى الفراعنة فى المباراة. كما هاجمته الجماهير بسبب تفرغه في الفترة الأخيرة لإعلانات التليفزيون، وامتد الغضب إلى أعضاء اتحاد الكرة ورئيسه هانى أبوريدة بسبب الدعم المستمر لكوبر، فضلا عن غياب النظام عن معسكر المنتخب، ثم التفرغ لجلب الأموال بسبب تحكم الشركة الراعية، وقد تكون هناك مطالبات برحيل أعضاء اتحاد الكرة. وبالعودة إلى كوبر، فقد أراد تكرار سيناريو الصعود إلى المونديال، الذى اعتمد على خطة دفاعية بحتة، تمخضت عن إحراز المنتخب 7 أهداف فقط، جاءت 5 أهداف منها بأٌقدام صلاح، وهدفان لعبد الله السعيد، غير أن هذا السيناريو لم يفلح فى تخطى الدور الأول، وكان الدفاع نفسه هو سبب الإطاحة بالفراعنة. ورفض الفراعنة استغلال فرصة ربما لم تتكرر قريبا، خصوصا أنه وقع فى مجموعة متوسطة نسبيا، وكان بإمكانه الصعود إلى دور الستة عشر، بعد أن قدم مباراة جيدة أمام أوروجواى أقوى فرق المجموعة، فى الجولة الأولى، لكنه لم يتمكن من الحفاظ على التعادل، ومنى مرماه بهدف ساذج من خطأ دفاعى قبل نهاية المباراة بدقيقة واحدة. وكانت حال الفراعنة أفضل نسبيا أمام المنتخب الروسي، غير أن هناك أزمة خططية صاحبت اللاعبين، وهى غياب اللعب الإيجابى فى الثلث الأخير من الملعب، فضلا عن فشل لاعبى الوسط فى أداء دور الربط بين الدفاع والهجوم، ما يفقد الفريق نصف قدراته الهجومية، وكذلك الأخطاء الدفاعية الناتجة عن عدم التمركز الجيد للاعبى الدفاع. وعلق الموقع الرسمى للاتحاد الدولى لكرة القدم "فيفا" قائلا: "استحق المنتخب الروسى الفوز بالمباراة والتأهل، كما استحق المنتخب المصرى الخسارة، لم يقدم الفراعنة ما يستحق أن يفوزوا باللقاء". ولفت "فيفا" النظر إلى أن معظم لاعبى الفراعنة لم يظهروا بالأداء المتوقع منهم، وجاءت أهداف روسيا من أخطاء دفاعية ساذجة، والأسوأ من ذلك افتقار الفريق المصرى للشجاعة الهجومية، لأنه لم يدافع ولم يهاجم بالشكل المطلوب، ولم يعكس الأداء غير المتوقع والخسارة بتلك النتيجة أهمية المباراة، وكأن اللاعبين لايشعرون أنها كانت الفرصة الأخيرة للبقاء فى سباق التأهل إلى الدور الثانى من كأس العالم.