من المظاهر الرمضانية فى فترة السبعينيات والثمانينيات، أن الشعب المصرى عندما ينتهى من وجبة الإفطار، يسرع للجلوس أمام شاشة التليفزيون فى انتظار مشاهدة فوازير رمضان التى ينتظرها من السنة للسنة، والفوازير مرت بمراحل مختلفة منذ أن بدأ التليفزيون إرساله عام 1960، ففى بداية الستينيات اكتشف المخرج الراحل محمد سالم النجوم الشابة آنذاك "سمير غانم وجورج سيدهم والضيف أحمد"، وتبناهم فنياً وقدم معهم اسكتشات غنائية استعراضية، ثم قدم معهم الفوازير والتى حققت نجاحاً كبيراً، إلا أن وفاة الضيف أحمد فجأة عام 1970 أربكت الحسابات وتوقفت الفوازير لمدة خمس سنوات، إلى أن جاء المخرج الراحل فهمى عبد الحميد بفكرة جديدة عام 1975، تعتمد على أن تقدم بطلة الفوازير مشهداً من فيلم داخل حدوتة صغيرة، وعلى المشاهد أن يتعرف على اسم الفيلم أو المسرحية، وكان فى حيرة من أمره من يستطيع أن يقدم الفوازير مكان ثلاثى أضواء المسرح؟ فهداه تفكيره إلى الفنانة الاستعراضية “نيللى”، هى من تمتلك الكاريزما الخاصة بذلك، وبالفعل نجحت نيللى بشكل كبير فى تقديم الفوازير، وفى بداية الثمانينيات فوجئ فهمى عبدالحميد باتصال من الكاتب الكبير صلاح جاهين يقول له، لم لا تستعين بى فى كتابة الفوازير فلم يصدق عبدالحميد نفسه واتصل على الفور ب “نيللى” ليخبرها بالأمر، وفى مساء نفس اليوم كان المخرج وبطلة العمل يجلسان فى منزل جاهين ليبدأوا عصراً جديداً فى شكل الفوازير وقدموا فوازير «الخاطبة» بشكل جديد، لينطلق الثلاثة فى عالم الفوازير ومعهم مصمم الاستعراضات حسن عفيفى على مدار أكثر من عشر سنوات، يقدمون كل عام الجديد والجديد، واختار “جاهين” أن يبدأ بفوازير ألف ليلة وليلة لطاهر أبو فاشا، لتكون المدخل الأول والقصة المصورة، ثم تأتى بعدها الفزورة، وبعد ثلاث سنوات من النجاح، قرر فهمى عبدالحميد أن يقدم شخصية جديدة فى الفوازير وهى شخصية “فطوطة” لسمير غانم، التى استمرت ثلاث سنوات، ثم بعدها جاءت النجمة الشابه شيريهان وقدمت “كريمة وحليمة وفاطيمة”، واستمر فهمى عبدالحميد فى تطوير الفوازير عاما بعد عام إلى أن توفاه الله عام 1990، وظلت فوازير رمضان تزين شاشة التليفزيون المصرى كل عام إلى أن توقفت تماماً فى منتصف التسعينيات، لكنها ظلت محفورة فى وجدان أجيال كثيرة من الشباب حتى الآن.