كلاهما.. العاشر من رمضان. كلاهما يمثل نصرا. الأول: يوافق 6 أكتوبر عام 1973. الثانى: يوافق 26 مايو 2018. العدو مختلف، لكن الأرض واحدة.
45عاما مضت على المناسبة الأولى، العاشر من رمضان، لكن لا تزال أصداؤها ونتائجها تمثلان امتداداً للعزة والكرامة والحفاظ على الأرض والعرض، والفخر بقواتنا المسلحة الباسلة، ولا يزال هذا النصر العظيم يخضع للتحليل والدراسة فى مختلف مؤسسات العالم العسكرية، لما أحدثه رجال القوات المسلحة المصرى، من براعة وقوة وبسالة وتحد للمستحيل وتحقيق أهدافهم الوطنية، ليعود العلم المصرى مرفرفا، وتسترد مصر سيادتها الكاملة على سيناء، بل إن هذا النصر أعاد للأمة العربية كرامتها وهيبتها.
كان لهذه الحرب ظروفها الدولية والإقليمية التى تقاطعت مع هزيمة 1967، وأحلام شعب وإرادة جيش، لإعادة أمور الدولة المصرية إلى نصابها الصحيح.
تأتى هذه الذكرى.. ذكرى العاشر من رمضان اليوم السبت 26 مايو 2018، لتؤكد أن الدولة المصرية عامرة برجال مخلصين.. أقوياء.. يسلمون الراية من جيل إلى جيل.. جيل واجه العدو وانتصر، وجيل يواجه الإرهاب على نفس الأرض.
تختلف الأهداف، لكن سيناء تظل شاهدة فى جميع المراحل، على وطنية أبناء قواتنا المسلحة، و ستظل «طينتها» عفية بدماء الشهداء، وعصية على التآمر.. رافضة ومتمردة على كل جسم غريب تطأ مسافة قدماه أرضها.. حريصة على إضاءة الطريق لمواجهة قوى الظلام فى الداخل والخارج، تحتفى بأبنائها الذين يقدمون أرواحهم دفاعا عن كل ذرة تراب من أرضها.. أبطال يستشهدون بكل فخر وعزة وكرامة.. استشهاد له طعم مختلف.. يفتحون صدورهم لمواجهة الرصاص فى سبيل أن تبقى هذه الأرض السيناوية مصرية طاهرة.. مرفوعة الرأس.
تتزامن هذه الذكرى مع انتصارات وإنجازات قوية وعظيمة، حققها رجال قواتنا المسلحة على أرض الواقع.. حاصروا أوكار الإرهاب.. واجهوا تتظيمات التآمر والتكفير.. أبطلوا قنابل، ومزقوا خطط المعزول مرسى ورجاله، الذى زرع الفتنة فى هذه البقعة الطاهرة من أرض مصر، عندما أطلق صافرة الإفراج عن قادة الإرهاب والعنف من مختلف التنظيمات فى العالم.. فتح الأبواب لتسقبل العائدين من أفغانستان والقاعدة وغيرهما، وأراد أن يكون تمركزهم فى أرض الفيروز، لكن سقطت هذه الفكرة التآمرية بفضل أناس اختصهم الله بهذه المسئولية لإنقاذ شعب ودولة، فى توقيت كان بالفعل خطرا كبيرا على وجود الدولة المصرية.
فى هذه الذكرى «العاشر من رمضان» تتوحد إرادة الشعب المصرى، خلف العملية الشاملة سيناء 2018، كما توحدت نفس الإرادة لتحقيق نصر أكتوبر 1973.