إخصائى طب وجراحة الأسنان بلاشك أن هناك ارتباطا كبيرا بين الجهاز الهضمي وصيام شهر رمضان، الذي يعتبره العديد من الأشخاص بأنه شهر الطعام ويتم الإسراف في المأكولات، خصوصا في الساعات الأولي بعد إفطار المغرب ما يسبب حالة من الاضطرابات، لذلك ينصح الابتعاد عن العادات الغذائية الخاطئة التي تؤثر بشكل مباشر علي أجسامنا، وتؤدي إلي مشاكل عديدة في الجهاز الهضمي الذي يكون في حالة خمول أثناء الصيام، وعند إدخال الطعام دفعة واحدة يشعر الإنسان بالدوار نتيجة النقصان المفاجئ في تروية الدماخ بالدم، لأن جزءا من امدادات الدم التي تغذي الدماغ تتحول فجأة غلي الجهاز الهضمي ولذلك ينصح بعدم أكل كميات كبيرة وبدفعة واحدة من الطعام بعد الإفطار مباشرة كما يفضل تناول الطعام ببطء، وبذلك يتم استهلاك كمية أقل من الطعام، حتى الشعور بالشبع المريح كما يُنصح أيضا بتقسيم وجبة الإفطار إلى وجبتين صغيرتين، بحيث تكون الوجبة الأولى بمثابة منبه بسيط للجهاز الهضمي، وتشتمل علي الفواكه، والتمر، وسلطة الخضار، واللبن، بينما تكون الوجبة الثانية بعد ساعتين من استهلاك الوجبة الأولى ويتم فيها تناول اللحوم أو الأسماك، حيث تكون إنزيمات الجهاز الهضمي جاهزة للهضم. ومن المعروف علميا أن الإمساك عن الطعام والشراب خلال شهر رمضان يريح الجهاز الهضمي خلال فترة الصيام التي تصل إلي 17 ساعة يوميا، وهو ما ينعكس بالإيجاب علي الجهاز الهضمي ويجعله يعمل علي إصلاح نفسه بنفسه ويخلصه من الاضطرابات التي تحدث له نتيجة الهضم، وهي إحدي فوائد الصيام، كما أن الصيام يساعد المعدة المريضة على الشفاء من خلال الحد من الإفرازات الحمضية بسبب انعدام الطعام، كذلك تستفيد الأمعاء كمسرح لعمليات تنظيف وتطهير متواصلة من السموم والنفايات والفضلات، كما يساعد على التقليل من الاضطرابات الهضمية والغازات المتكونة والمحبوسة في تجويف الأمعاء، ويخفف الصيام أيضًا من الجهد الذي يبذله البنكرياس خلال عمليات الهضم، ويحسن أيضا من حالات الكبد الدهني ويعمل علي تحريك الدهون المخزونة في الكبد، كما تتحسن إنزيمات الكبد وتقل معدلات تعرض الكبد للمواد السامة والنفايات والأدوية مما يعطيه الفرصة الجيدة للاستشفاء وتجديد الخلايا وتعويض التالف منها. ويمكن القول إن العادات الغذائية الصحيحة وعدم الإفراط في الطعام في شهر رمضان بجانب الصيام، يكون لها فوائد عديدة يستفيد منها الصائم وتجنبه الكثير من مشاكل الجهاز الهضمي وتعالج العديد من الأمراض لأن شهر رمضان ليس شهرا روحانيا فقط بل هو شهر استشفائي يساعد في التخلص من العديد من الأمراض والتي ترتبط ارتباطا كبيرا بالجانب الغذائي وتنظيم تناول وجبات الطعام ما يعود علي الجسم بالفائدة.