أقامت به أوجينى إمبراطورة فرنسا إبان احتفالات افتتاح قناة السويس استقبل أم كلثوم وأسمهان وشارلى شابلن وعبد الحليم حافظ وأخيراً ملك اليونان
اشتهر فندق مينا هاوس بالعراقة على مدى التاريخ، فهو الأحب والأفضل لقلوب السائحين والرؤساء والشخصيات المرموقة والمشاهير لأكثر من 130 عاماً، لتميزه بأهم إطلالة مباشرة على أهرامات الجيزة، فهذا ليس فندقا عاديا، بل منتجع كبير.. الفندق العريق أنشأه الخديو إسماعيل ليكون منتجعا فخما له ولزائريه، مر بأحداث كثيرة على مر التاريخ.. وحديثاً أعلنت شركة ماريوت الدولية توقيع عقد إدارة بينها وبين شركة إيجوث لإدارة فندق مينا هاوس لمدة 15 عاما قابلة للتجديد، وإعادة اسم فندق «مينا هاوس» الأسطورى من جديد تحت اسم «ماريوت مينا هاوس القاهرة»، وقد شملت مراحل التجديدات الواجهة والمدخل الرئيسى والقاعات والغرف.. واستقبل الفندق منذ أسبوع رئيسى دولة اليونان وقبرص، كعادته فى استضافة رؤساء الدول والمشاهير..
تقول الدكتورة سهير حواس، نائب رئيس الجهاز القومى للتنسيق الحضارى، قام الخديو إسماعيل باختيار موقع فندق ميناء هاوس ليكون مكانا يقضى به أوقات الراحة بعد عودته من رحلات الصيد الطويلة التى كان يقوم بها مع أصدقائه وضيوفه، فهو أول من قام بشق طريق الهرم ليكون ممهدا لعبور الخيول، وكان عبارة عن طريق غير مسفلت عال، بجوانبه أشجار ومياه فى وسطه، ففعل الخديو إسماعيل هذا أيضاً لغرض مهم وهو رؤية الأهرامات من أبعد نقطة، بداية من الجيزة حتى موقع فندق مينا هاوس.
استقبل الفندق الزائرين فى افتتاح قناة السويس، حيث كان مكان إقامة أوجينى إمبراطورة فرنسا.
وقد اشتهر الخديو إسماعيل باشا، أشهر من حكم مصر فى عصره، بأنه اهتم بإنشاء مبان معمارية نفتخر بها حتى الآن، وشاهد على ذلك مبانى وسط البلد، التى اهتم ببنائها بشكل أوروبى حديث على أعلى مستوى ما زلنا نفتخر به حتى الآن.
وتوضح حواس أنه فى عام 1869 أمر إسماعيل ببناء الفندق على مساحة 40 فداناً، ليكون استراحة تطل على هضبة الأهرامات ومحاطة بحدائق الياسمين ذى الرائحة العطرية، لتبدو أشبه بواحة خضراء فى قلب الصحراء، ثم بعد ذلك قام بعمل توسعات .. لكن لم يطلق عليه اسم فندق مينا هاوس إلا فيما بعد.
ولكن حدث بعد ذلك ما لا يتوقعه وهو تراكم الديون، ففى عام 1883 زادت الديون مما اضطر ابنة الخديو توفيق لبيع فندق مينا هاوس لثرى بريطانى وزوجته، هما «فريدريك وجيسى هيد»، وأصبح قصراً ثم تحول إلى مسكن خاص لهما قضيا فيه شهر العسل، ثم قاما بعمل توسعات أخرى وأطلقا عليه اسم مينا نسبة للملك مينا، الملك الفرعونى الذى وحد القطرين نظراً لقربه من الأهرامات، وليكون هناك ربط تاريخى بهما.
ثم أضاف فردريك لمسات معمارية تتصف بالطراز الإنجليزى، ومن أهمها أعمدة من المواقد الكبيرة كانت تحيط فى جميع الأركان، فهذا كان حديثا على مصر فى ذلك الوقت، لكنها أعطت روحا وطابعا رائعا للمكان عند اختلاطها بالمشربيات والبلاط الأزرق اليدوى والفسيفساء والأبواب الخشبية المنقوشة يدويا والمطعمة بالنحاس والصدف.
وتوضح حواس، أن فندق مينا هاوس بيع لأكثر من مرة، ففى عام 1885 بيع القصر لرجل إنجليزى آخر وزوجته هما «إيثيل وهيوز لوكيه كينغ»، وهى عائلة اشتهرت بعشقها للآثار المصرية القديمة، وقررت تحويل القصر إلى لفندق مينا هاوس، الذى افتتح للعامة فى عام 1886.. وكانت هذه بداية جديدة له على يد ملاك إنجليز أيضاً.
لكن مع اندلاع أحداث الحرب العالمية الأولى، أصبح الفندق مقراً للقوات الأسترالية والنيوزيلاندية، ثم تحول إلى مستشفى فى أواخر الحرب.. وخلال الحرب العالمية الثانية فى عام 1943 شهد فندق مينا هاوس أحداث مؤتمر القاهرة، الذى ضم رئيس الوزراء البريطانى الأسبق ونستون تشرشل والرئيس الأمريكى الأسبق روزفلت والزعيم الصينى شيانغ كاى شيك لمناقشة أحداث الحرب، انتقلت ملكية الفندق من عائلة «لوكيه» إلى شركة الفنادق المصرية التى كانت تمتلك فنادق تاريخية مثل «شبرد» و«الجزيرة بالاس» (فندق ماريوت القاهرة حالياً).
وتؤكد حواس أن فندق مينا هاوس، شهد أحداثا عديدة من أهمها قيام ثورة 23 يوليو عام 1952، وتم تأميم الفندق وإعادة ملكيته إلى الحكومة المصرية.
وللمرة الثالثة يباع الفندق ، فقد قام بشرائه راى بهادور موهان سينغ وشركته فى 1971 .. وفى عام 1972 تولت شركة فنادق أوبيروى العالمية الهندية إدارة الفندق وقامت بتجديده أكثر من مرة، وفى شهر ديسمبر عام 1977 عقد مؤتمر مينا هاوس بين الرئيس المصرى الأسبق أنور السادات والرئيس الأمريكى جيمى كارتر ورئيس الوزراء الإسرائيلى مناحيم بيجن وممثلين عن الأممالمتحدة، قبل عقد اتفاقية كامب ديفيد للسلام بين مصر وإسرائيل.
وعن التجديدات والتوسعات تقول حواس: بدأ الفندق بعدد قليل من الغرف لا يتجاوز ال 80 غرفة وجناح مميز، ثم فى عام 1920 أضيف عدد 30 غرفة أخرى، ثم بدأ تجديده منذ عام 1972 إلى عام 1975.. ثم بدأت التوسعات الخارجية وإنشاء جناح الحدائق فى عام 1978، أضيفت 200 غرفة جديدة وفى عام 2007 و 2008 جدد الفندق مرة أخرى.
تصل عدد غرف الفندق إلى 486 غرفة وجناحا (7 أجنحة صغيرة و 4 أجنحة رئيسية فى كل واحدة شرفة خاصة واسعة تطل على الأهرامات)، ويتكون الفندق من أربعة طوابق تمتاز بسلالم من الرخام الفخم مع طراز العمارة الإسلامية التى شيدت بها الاستراحة، وبه عدد من الثريات المصنوعة يدويا من الزجاج الملون، التى يصل طولها إلى ثلاثة طوابق، وتتنوع مستويات الغرف فهناك 96 غرفة فى المبنى الرئيسى للفندق و 390 غرفة فى المبنى الملحق به، وجميع الغرف فرشت بسجاد فارسى يدوى الصنع وتزينها جداريات قديمة، بالإضافة إلى الإبقاء على النوافذ الخشبية القديمة، وجميع الغرف تطل على أول وأكبر حمام سباحة تم بناؤه فى مصر، بالإضافة إلى ملعب للجولف يحتوى على 18 حفرة، وملعب للتنس، وملعب للجرى ومركز للياقة البدنية، وأكثر من قاعة لإقامة الحفلات والمؤتمرات.
أشهر الشخصيات التى أقامت فى مينا هاوس أوجينى إمبراطورة فرنسا فى حفل افتتاح قناة السويس. الأمير ألبرت فيكتور أمير ويلز فى عام 1889. السير آرثر كونان دويل وزوجته فى عام 1894. حضر الملك جورج الخامس وزوجته الملكة مارى تك مأدبة غداء هناك فى عام 1909. ونستون تشرشل فى عام 1914. زار الملك فاروق ملك مصر مينا هاوس فى عام 1939. الرئيس الأمريكى ريتشارد نيكسون فى عام 1974. ملك ألبانيا روغ. الملك جوستاف ملك السويد. الملك أمبرتو ملك إيطاليا. الفونسو ملك أسبانيا. الإمبراطور هيلا سيلاسى إمبراطور إثيوبيا. الملك محمد الخامس ملك المغرب. سعد زغلول أقام بالفندق بعد استقالته من الحكومة. القائد العسكرى الإنجليزى مونتجمرى، حيث لا يزال الجناح الذى أقام فيه باسمه. التقى ونستون تشرشل رئيس وزراء بريطانيا الأسبق مع رئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية فرانكلين روزفلت فى فندق مينا هاوس عام 1943 لمناقشة خطط الحرب العالمية الثانية. وزير الخارجية الأمريكى الأسبق هنرى كيسنجر فى عام 1974. مباحثات السلام بين الرئيس أنور السادات والرئيس الأمريكى الأسبق جيمى كارتر ورئيس وزراء إسرائيل مناحيم بيجن فيما سمى مؤتمر مينا هاوس. أغا خان. الأميرة ديانا. الملكة اليزابيث الثانية. ملكة النرويج. ملك وملكة إسبانيا. رئيس البرتغال. رئيس فرنسا ساركوزي. شارلى شابلن. أجاثا كريستي. بيل غيتس. فرانك سيناترا. براين آدمز. بروك شيلدز. أسمهان. أم كلثوم تقضى عادة بضعة أيام بالفندق للراحة بعد كل حفلة غنائية ولها جناح باسمها. روبرت دى نيرو.