تطل نوافذ فندق مينا هوس على الأهرامات وتحيطه حدائق الياسمين المعطر من كل الاتجاهات، يقع على مساحة 40 فدانا ويضم 523 غرفة، منهم 80 غرفة مميزة، حتى أصبح من أعرق الفنادق التاريخية في مصر، يعود إلى النصف الثاني من القرن التاسع عشر وتحديدا عام 1869. لا يقل فندق مينا هوس شهرة عن الأهرامات وأبو الهول؛ حيث شهد العديد من الأحداث التاريخية وعاصر أبرز الشخصيات التاريخية حول العالم، ويمتاز بطرازه المعماري الفريد الذي يجمع بين الأصالة والحداثة، بالإضافة إلى الطراز الإسلامي والزجاج الملون، فضلاً عن أناقة المفروشات اليدوية والسجاد الفارسي. يعود تاريخ إنشاء فندق مينا هاوس إلي عهد الخديوي إسماعيل باشا، عندما فكر في تأسيس استراحة خاصة له وعائلته؛ لقضاء بعض الوقت بعد العودة من رحلات الصيد الطويلة ويستقبل فيها الضيوف، فكانت هذه الاستراحة بمثابة واحة خضراء في قلب الصحراء وتطل على هضبة الأهرامات. مع افتتاح قناة السويس، شهدت الاستراحة العديد من التجديدات والتوسعات، بالإضافة إلى تهيئة شارع الهرم المؤدي لها؛ وتحول البناء إلى قصر لضيوف حفل افتتاح قناة السويس، خاصة السيدة أوجيني إمبراطورة فرنسا، التي عشقها الخديوي إسماعيل. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت هذه الاستراحة مخصصة لاستقبال ضيوف مصر، وفي عام 1883 زادت الديون على الخديوي إسماعيل، مما جعل ابنه الخديوي توفيق إلى بيعها إلى الثري الإنجليزي وزوجته فريدريك وجيسي هيد، اللذان وقعا في حب الاستراحة وموقعها المميز، وأضافوا بعض اللمسات الإنجليزية عليها، وفكروا في استضافة السياح للمبيت، حتى تحول إلى فندق وأطلقوا عليه اسم "مينا هاوس" نسبة إلى الملك مينا موحد القطرين في مصر القديمة. وفي عام 1885، باع فريدريك "مينا هاوس" رغم كل الأشياء التي أضافها إليه في الديكور والمفروشات وتوسيع الاستراحة، وحصل على مبلغ كبير أضعاف ما دفعه عند شرائه، واشترت القصر الأسرة الإنجليزية إيثيل وهيوز التي عرفت بعشقها للآثار المصرية القديمة. وقررت فتح أبواب الفندق للعامة من الناس في عام 1886، وأضيف إلى "مينا هاوس" أول وأكبر حمام سباحة تم بناؤه في مصر عام 1890، بالإضافة إلى ملعب صحراوي للجولف يعد الأول من نوعه؛ حيث يحتوي على 18 حفرة، بالإضافة إلى ملاعب للتنس. زدات شهرة الفندق خلال الحرب العالمية الأولى والثانية، حيث كان مقرا لإقامة الجنود الأستراليين خلال الحرب العالمية الأولى، بينما شهد "مينا هوس" أهم الاجتماعات في التاريخ؛ حيث استأجرت قوات الحلفاء خلال الحرب العالمية الثانية الفندق بالكامل، وكان مقر اجتماعاتهم التي وقعت بين رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل مع الرئيس الأمريكي روزفلت والزعيم الصيني تشانغ كاي شيك لمناقشة عالم ما بعد الحرب، والذي عرف ب"مؤتمر القاهرة". ونزل بالفندق الكثير من الملوك والأمراء والشخصيات السياسية والمشاهير من حول العالم، من بينهم "ألبرت فيكتور أمير ويلز، والسير آرثر كونان دويل وزوجته، والملك جورج الخامس وزوجته الملكة ماري، وونستون تشرشل، والرئيس الأمريكي ريتشارد نيكسون، وملك ألبانيا روغ، والملك جوستاف ملك السويد، وامبرتو ملك إيطاليا، وألفونسو ملك إسبانيا، وهيلا سيلاسي إمبراطور إثيوبيا، ومحمد الخامس ملك المغرب، وسعد زغلول، ووزير الخارجية الأمريكي الأسبق هنري كيسنجر، وأغاخان، والأميرة ديانا، والملكة إليزابيث الثانية، ورئيس فرنسا ساركوزي، وشارلي شابلن، والكاتبة أجاثا كريستي، وبيل غيتس، وفرانك سيناترا، وبراين ادمز، وبروك شيلدز، وأسمهان، وأم كلثوم، وروبرت دي نيرو، وروجر مور، وجيمس بوند، وسيسيل دي ميل، وتشارلتون هيستون، وعمر الشريف". وانتقلت ملكية الفندق من عائلة لوكية كينغ إلى شركة الفنادق المصرية، ومع قيام ثورة 23 يوليو عام 1952، تم تأميم الفندق وأعيدت ملكيته إلى الحكومة المصرية، وفي عام 1971 تولى إدارة الفندق "راي بهادور موهان سينغ وشركته" وهم الملاك الحاليين لفندق مينا هاوس، وحرصت الإدارة على إطلاق أسماء الشخصيات المهمة التي أقامت به من الملوك ورؤساء الدول ومشاهير العالم على الغرف والأجنحة الخاصة به، كجناح تشرشل، وجناح قائد القوات المنتصرة في معركة العلمين وأحد أشهر القادة في الحرب العالمية الثانية، وجناح مونتجمري، وجناح أم كلثوم، جناح الفنانة أسمهان، وجناح الزعيم سعد زغلول، إلى جانب أجنحة أخرى.