مع حزمة القرارات الجديدة التى اتخذتها د. إيناس عبد الدايم وزيرة الثقافة، فيما يتعلق بقطاع السينما، سيشهد المركز القومى للسينما تغيرات جذرية، أهمها إعادة هيكلة الجهاز الذى ظل حلماً طال انتظاره لسنوات، ليشتمل على متحف السينما والأرشيف "السينماتيك" ووحدة للحفاظ على التراث وأيضا ستكون هناك خطوات جادة فيما يتعلق بمدينة السينما، كما سيتم افتتاح أحدث وحدة مونتاج وتصحيح ألوان فى مصر. "الأهرام العربي" التقت الدكتور خالد عبد الجليل، رئيس المركز القومى للسينما للحديث عن كل التفاصيل فى هذا الحوار ..
نبدأ من مهرجان الإسماعيلية للأفلام التسجيلية.. هل تعتبر أن المهرجان فى دورته هذا العام الانطلاقة نحو تطوير قطاع السينما؟
بالفعل هى كانت دورة استثنائية، وحقق المهرجان نجاحا ملحوظا، وهذا بشهادة الجميع من الباحثين والنقاد والإعلاميين، فخلال هذه الدورة قدمنا مجموعة من الإصدارات المهمة، وأعدنا طباعة كتاب السينما والتاريخ للناقد الكبير سمير فريد، فضلا عن الحلقات البحثية التى قدمت عن تأصيل النقد العربى، أيضا قدمنا أهم مجموعة أفلام تم عرضها خلال العشرين سنة الماضية، وأهم الفائزين، كما قدمنا عروضا للأفلام على أعلى مستوي، واستضفنا عددا كبيرا من المخرجين العرب والأجانب، والكثير منهم حصل على جوائز المهرجان.
ماذا عن موضوع نادى السينما الذى كان مصاحبا للمهرجان وتقريبا سيستمر على مدار العام؟
نادى السينما الغرض منه تقديم عروض سينمائية لجمهور الإسماعيلية ، ونهدف من خلاله تعليم شباب الإسماعيلية فنون السينما المختلفة خصوصا أنهم شباب فى عمر الزهور يجيدون مختلف اللغات الأجنبية، ونسعى لإنشاء أكاديمية لتعليم هؤلاء الشباب جميع المهن الفنية، بحيث نؤهل فريق المتطوعين الذى شارك فى المهرجان هذا العام، وحقق نجاحا رائعا، أن يتولوا جميعا عمل المهرجان العام المقبل.
بالنسبة لمذكرات التعاون التى تم توقيعها، هل يتم تنفيذها على أرض الواقع أم أنها مجرد بروتوكولات على الورق؟
لا طبعا سيتم تنفيذها، أولا بروتوكول التعاون مع المغرب، هو بروتوكول تعاون دبلوماسي، وكان من المفترض أن يتم توقيعه العام الماضى، لكن حدث ظرف سياسى معينا حال دون توقيعه، فهذا البروتوكول تم توقيعه من قبل جهات سيادية أولا، وبموافقة وزير الخارجية سامح شكرى ووزيرة الثقافة د. إيناس عبد الدايم، والهدف منه تحقيق الإنتاج المشترك بين مصر والمغرب فى قطاع السينما، وتبادل أسابيع الأفلام والمهرجانات والتكوين.
اتخذت د. إيناس عبد الدايم حزمة قرارات وإجراءات منذ توليها الوزارة فيما يتعلق بقطاع السينما وأولت هذا القطاع اهتماما خاصا، ما تعليقك؟
فعلا أعطت وزيرة الثقافة السينما اهتماما خاصا، وأهمها أنه قريبا سيتم الانتهاء من إنشاء قطاع السينما، والانتهاء من إجراءات الشركة القابضة للصناعات الثقافية، التى تبيعها شركة السينما وإعادة هيكلة الرقابة.
بالنسبة لمشروع إعادة هيكلة الرقابة ما خطة الهيكلة إذن؟
سيتم إنشاء نحو ثمانية فروع للتفتيش فى الرقابة تصل ل 40 قرية، وطبعا المبنى الجديد للرقابة على المصنفات الفنية يحتاج إلى مبلغ كبير حتى يكون على أعلى مستوى تكنولوجي، أيضا إعادة هيكلة الرقابة بحيث تشتمل على مجلس استشارى ومجلس للتصنيف العمرى ووحدة تطوير الأداء.
وماذا عن مشروع تطوير مدينة السينما؟
نحن الآن نسعى لإعادة هيكلة قطاع السينما وطبعا الهيكل الجديد يشتمل على وحدة للحفاظ على التراث "سينماتيك" ومتحف السينما حتى نبدأ فى ضخ الأموال بحيث يتم تنفيذ المشروع على أرض الواقع.
دائما توجه اللوم على بعض الوزارات وتؤكد أن قطاع السينما مرتبط كحق أصيل بوزارات أخرى؟
طبعا قطاع السينما ليس مسئولية وزارة الثقافة وحدها، ولكن تشترك معنا فى هذا الأمر وزارات عدة منها وزارة المالية والتخطيط والاستثمار، فنحن كوزارة ثقافة مسئولون فقط، عن المحتوى فالسينما صناعة وتجارة، والعرض السينمائى والاستيراد والتصدير مرتبط أكثر بوازرتى الاستثمار والمالية ومصلحة الضرائب وكل هذه الجهات، لا تقوم صناعة السينما بدونها، مثلا نحن اليوم فى حاجة إلى إقامة دور عرض إذن نحن فى هذه الحالة نحتاج إلى تخفيض أسعار الكهرباء والمياه ، دور العرض تعامل معاملة المصانع، لذلك فوزارة الاستثمار عليها أن تسهل لنا الكثير من الأمور وأهمها تسهيل تصوير الأفلام الأجنبية، ما يضخ أموالا كثيرة للدولة.
هل بدأت صناعة السينما تتعافى من وجهة نظرك؟
نعم بدأت تتعافى كثيرا وهذا واضح من خلال مستوى الأفلام التى تم عرضها خلال الفترة الماضية، والملاحظ أن مستوى الأفلام أصبح على جودة فنية عالية وهناك فيلم مصرى معروض فى مسابقة مهرجان كان الرسمى.
ماذا عن المشروعات التى كانت تابعة للجهاز وتوقفت الفترة الماضية كصندوق تنمية السينما مثلا؟
مشروع صندوق تنمية السينما لم يتوقف، لكن تم الانتهاء منه, ووزارة الثقافة فى انتظار ضخ الأموال التى طلبتها الوزيرة من وزارة المالية 50 مليون جنيه للدعم.
بمناسبة قدوم شهر رمضان والرقابة على المسلسلات، هناك شكاوى متكررة من بعض المخرجين بسبب التصنيف العمرى لبعض الأعمال، على أن المسلسل ليس فيه أى مشاكل وهذا يسبب إزعاجا؟
للأسف ليس هناك وعى كامل بفكرة التصنيف العمري، أحيانا يكون هناك موضوع الفيلم ليس به عرى أو خمر، لكن الموضوع نفسه يرفع التصنيف العمرى، فهناك أحد المخرجين أخيرا قال إنه ظلم لأن فيلمه فوق 16 سنة، وهو لا يستوعب أن التصنيف العمرى له مؤشرات .
ماذا عن نقل المركز من موقعه الحالى؟
لم يتم نقله ولم نصرح بهذا.
وماذا عن حقوق الملكية الفكرية فى الهيكل الإدارى الجديد؟
ستكون مثل جهاز للملكية الفكرية والتصنيف العمري.
ما الجديد الذى يقدمه المركز القومى للسينما خلال الأيام المقبلة؟
نفتتح فى الأيام المقبلة أحدث وحدة مونتاج وتصحيح ألوان فى مصر ووحدة للحفاظ على التراث.