باتت مصر هى الدولة الوحيدة فى العالم حاليا التى يتم تجنيد 6 قنوات خارجية من قطروتركيا ولندن للنيل منها، حتى برامج الطبخ فى هذه القنوات باتت سياسية، برامج الرياضة سياسية، برامج المقالب سياسية وموجهة للأسف لدولة واحدة هى مصر، وإن كان للمملكة العربية السعودية جانب من هذا الضرب الموجه للنيل منها، والنيل من التقارب المشترك المصرى -السعودى، فالمشاكل والأزمات التى تحيط بهذه القنوات خصوصا التى يتم بثها من تركيا يتم استخدامها ضد مصر، أنا لست ضد النقد تماما حتى لو جاء من هذه القنوات أو غيرها، لكننى ضد قلب الحقائق وتشويه الأوضاع داخل البلاد بدعوى النقد أو الإصلاح، وأعتقد أن تناول قضايا تتعلق بالجيش – على سبيل المثال – لا بد أن تكون بعيدة تماما عن الهوى والغرض الرخيص، فلا يعقل أن يكون الضرب المتعمد والصارخ والمستفز ضد الجيش المصرى بهذه الطريقة، لأن ذلك يعنى أن خصام هذه الفئة الضالة مع النظام السياسى انتقل إلى الخصام مع الدولة المصرية، وهناك فرق كبير بين النظام والدولة، مشروع أن يكون هناك خلاف مع المسئول فى الدولة من رئيس الجمهورية إلى أصغر موظف، لكن أن يكون هدفك ليلا ونهارا إسقاط الدولة، فهذا أمر خارج السياق تماما، كيف يمكن لهذه الفئة التى – للأسف – تتغنى بالوطنية وحب البلد، أن تسعى بكل الطرق للتشكيك فى قواتها المسلحة وشرطتها المدنية والقضاء وجميع مؤسسات الدولة، وهى تعى تماما أن سقوط مصر – لا قدر الله – يعنى بالتبعية سقوط العالم العربى والمنطقة برمتها فى وحل المؤامرات أكثر مما هى عليه الآن، أنا أميل إلى النقد لا الهدم، لكن من أى جهة يأتى النقد؟ لا أخفى على حضراتكم أن مصر تواجه أخطر أنواع المؤامرات من الداخل والخارج، ومهمتنا الداخلية هى التماسك والتأكيد على وحدتنا قولا وفعلا، لا سبيل لنا إلا الثقة فى الدولة المصرية مهما تعاظمت المشاكل، بناء الأوطان ليس سهلا وكفانا ما حدث فى السنوات الماضية..