بخبرتها السينمائية استطاعت المخرجة ساندرا نشأت أن تقدم الرئيس السيسي بشكل مختلف عن الحوارات التقليدية والشكل الروتيني للمذيع المصري الذي يصعب عليه التخلي عن شخصيته كمذيع يعلم جيدا أنه يحاور رئيس الجمهورية ، لذا تخرج أسئلته وعباراته يغلفها التحفظ الشديد ، بينما تقمصت ساندرا دور المواطنة التي تبحث عن إجابات شافية تهم كل المواطنين ولم تتخل أيضا عن عملها كمخرجة تبحث عن التفاصيل وتقوم بإبرازها لتكمل بها الصورة التي يراها الناس فصالت وجالت في حياته الشخصية ونشأته في ربوع حي الحسين وشارع المعز والأزهر الشريف ، والتدين المعتدل الذي تربى في ظله ، وتأثير والدته عليه باعتبارها المستشارة صاحبة الرشد العجيب وكذلك عمه الكبير محمود الذي وصفه بالبسيط المعطاء ، ثم اقتحمت ساندرا عالم أحلامه وكيف أن كان يحلم بأن يكون ضابط طيار وليس رئيسا للجمهورية ، حتى الخاتم الذي يرتديه لم تهمله كمخرجة عاشقة لإظهار التفاصيل ورده بأنه هدية من شخص عزيز عليه وهو والده . غاصت ساندرا نشأت الحاصلة على بكالوريوس «المعهد العالي للسينما» قسم الإخراج عام 1992 في داخل عقل الرئيس وكيف يفكر وكيف يرى من سبقه من الرؤساء ووصفه لعبد الناصر بأنه شخص شديد الحب لوطنه و أن السادات كان سباقا للسلام ، وكيف أن مصر أكبر من كل الرؤساء وما هو إلا إنسان عادي بسيط لا يحلم بأن يقول عنه التاريخ سوى أنه حاول حماية بلده وأهله في ظروف صعبة ، مؤكدا على أنه يختار معاونيه بقدر مناسب من الأخلاق ونظافة اليد والانضباط مع الكفاءة . تفوقت ساندرا في هذا الحوار مستغلة تجاربها السابقة في الأفلام التي قدمتها سواء التسجيلية أو الروائية القصيرة أو الطويلة وكذلك تجاربها في الفيديو كليب ، في تقديم رؤية الشعب للرئيس السيسي ، فاختصرت بحرفيتها في دقائق قليلة أحلام وتخوفات المصريين ، دون خوف وبكل مصداقية ما كان يجرؤ عليها المذيع العادي ، ففي لقطات بسيطة وسريعة شاهدنا معها كل فئات الشعب من شباب وشيوخ وفتيات وأمهات وذوى الإعاقة وأصحاب المعاشات وصوتهم يعلو منهم من يمدح ويطالب الرئيس بالاستمرار في انجازاته، ومنهم من يشكو بمرارة من الغلاء وصعوبة الحياة . لم تكتف ساندرا بكادر واحد كما كان يحدث من قبل في الحوارات مع الرئيس ، فبدأت حوارها بتصوير الرئيس وهو في طريقه إلى مكتبه ، ثم حاورته لدقائق لتنتقل بعدها إلى الحديقة معه ودار الحوار بينهما وسط الخضرة ، ثم عادت مرة أخرى الى مكتبه لتنقل له نبض الشعب من خلال جهاز اللاب توب ، ولم تنس ساندرا الموسيقى فاستغلتها كخلفية حتى في حوارها مع الرئيس في الحديقة . وكعادة المخرجين في أفلامهم ، أنهت ساندرا حوارها مع الرئيس بعد رده على ما جاء في تقرير نبض الشعب برساله لهذا الشعب الذي قال الرئيس في حقه بأنهم وراء كل نجاح وأن كل خطوة تم عبورها كانت بنجاح المصريين وليس السيسي وحده ، واعدا إياهم بأن الخير قادم وأن مصر تعيش حاليا مرحلة تثبيت الدولة وانهاء الإرهاب في سيناء .