بالطبع مثلى.. مثل كل أم أو معظمهن، تمنيت أن يكون محمد صلاح ابنى!! ولكن هل كنت أنفع «أنا» أن أكون أم محمد صلاح!! طبعاً لا، مثلما لا أنفع أن أكون أم «أم كلثوم» لا أنا ولا من هن على شاكلتى.. فأمهات الأبطال والنجوم الأحياء منهن والأموات بالتأكيد لهن صفات آتية من ملح الأرض وحقيقتها وجوهرها، أما نحن طبقات مثل القشور لا تنبت "البدور" ولا البذور الخصبة التى تكاد أن تكون رسولا لدينها ووطنها ودنياها وترابها وسماها. لذلك اكتفيت بالجلوس على الحيطة أو دكة الاحتياطى ومتابعة الزيطة.. رافعة يدى إلى السماء داعية لأم محمد صلاح، ثم لابنها أن يصبرها على الفراق ومتابعة نجاحاته من بعيد لبعيد دون احتضانه واللهفة عليه إذا وقع.. وعدم فهم ما يقوله عنه الأجانب والاكتفاء بالنظر إلى صورته على أغلفة المجلات الإنجليزية بعد أن تترجم فى صحفنا بالعربية وتصل إليها.. تتلمس بيديها الشقيانة حبات العرق على جبينه وتمصمص شفتيها مثل الست أمينة وتقول: ربنا يحميك لشبابك يا خويا.
أتخيلها أيضا وهى تقول:
بس لو تحلق شعرك شوية ودقنك دى اللى واكله نص وشك.. كنت أقدر أملى عينيه من عيونك اللى مش باينة دى من رأسك «المنكوشة» والا دقنك اللى واكلة نص وشك، والا خليها أحسن عشان الحسد.. وتبدأ فى البسملة وقراءة المعوذتين والجلوس مع الصبر.
لم أنته من تخيل نفسى أم محمد صلاح أو حتى جالسة مع أم محمد صلاح أقرأ معها المعوذتين لابنها وابنى وكل ولاد البلد، حتى أفقت على الكاتب الكبير صلاح منتصر وهو يبعث رسالة إلى محمد صلاح! يدعوه فيها لحلاقة ذقنه وتهذيب شعره من خلال عموده فى «الأهرام».
ينصحه فيها بضرورة حاجته إلى «نيولوك»، يتغير به شكله أمام محبيه.. ولا بد أن يحلق لحيته الكثيفة التى لا تتناسب مع سنه أو نجوميته!! إلخ إلخ من الاعتراضات الغريبة على الشعر والذقن!!
ثم يكمل أستاذنا أنه يجب أن يعيد النظر تماما فى تسريحة شعره الكثيف الذى يبدو مهوشا ومنفوشا، وكأن الحلاق لم يعرف طريق شعره منذ سنوات!! وبما أن صلاح منتصر.. قال «نيولوك» فأنا أرد عليه وأقول «تووو ليت» Too late، أى نصيحتك جايه متأخرة يا أستاذى ولو سمعتك أم محمد لقالت لك على اعتبار، أننى وضعت وسمحت لنفسى بضع دقائق أن أشعر بمشاعرها لقالت لك وهى بتمصمص شفايفها، وتقول: اسم الله ما لقوش فى الورد عيب.. يا خويا.. ماله شعره!
وأنا أقول.. إن وجه محمد صلاح الذى يلقب الآن ب «مو صلاح»، أصبح كارت بوستال.. بصمة.. تضيع هويته لو غيرها فى هذه المرحلة، ثم أننى سمعت أنه بأخلاقه وشكله صحح مفاهيم كثيرة عن الإسلام والمسلمين ولا مليون داعية من إياهم، وأنه لا يحسب أبدا ولا أحد ينظر له هكذا.. مع احترامى لك ولمحمد بركات زميلنا أيضا فى الأخبار الذى فجر هذه القضية، وأنا لا أنسى على أيامنا فى مراهقة السبعينيات، كان نجما من نجوم الكرة المصرية اسمه «شطة» وشعره كما تقول منفوش ومهوش وكان زملاؤنا فى المدرسة الفرنسية يقلدونه، خصوصا محبى الكرة ولا حد قال إرهابى ولا متطرف وحتى الآن مازلت اتذكره مع جيلنا.. المسلم بأخلاقه مش بذقنه ولا حلاقتها، لقد ظهر هكذا وأصبح طابعا بريديا.. اتركوه فى حاله ومن شر حاسد إذا حسد على رأى أم محمد.. عشان ماحدش يحسده! ده أنا اللى بقول.