صرح الرئيس الأميركي دونالد ترامب في مقابلة تليفزيونية أمس الأحد أن سياسة الاتحاد الاوروبي التجارية مع بلاده "غير منصفة اطلاقا" ملمحا الى امكانية اتخاذ اجراءات انتقامية ضد التكتل. وقال ترامب لقناة "آي تي في" البريطانية "الاتحاد الاوروبي عامل الولاياتالمتحدة بطريقة غير منصفة اطلاقا". واضاف "اعتقد ان الامور لن تنتهي لصالحه". وتحدث ترامب عن الصعوبات التي تواجهها بلاده من اجل ادخال بضائعها الى دول التكتل بينما يصدر هذا الاخير منتجاته "دون ضرائب" او "بضرائب محدود جدا" الى الولاياتالمتحدة. وقال "انه وضع غير منصف اطلاقا".وتابع في المقابلة التي اجريت على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس "لدي الكثير من المشاكل مع الاتحاد الاوروبي، وقد تتحول الى مسألة كبيرة من وجهة النظر التجارية". ويتهم ترامب الذي شدد في برنامجه الانتخابي على الشعارات الحمائية والدعوات لحماية العمال والمؤسسات الاميركية، باستمرار دولا اخرى من بينها الصين بممارسات تجارية غير عادلة مع انها الشريك التجاري الاساسي لبلاده. وفرضت الادارة الأميركية الاسبوع الماضي "رسوما حمائية" على الواح الطاقة الشمسية المستوردة من الصين وايضا الغسالات الكبيرة المصنّعة في هذا البلد وفي كوريا الجنوبي والمكسيك وتايلاند وفيتنام. في أوروبا، تواجه ترامب مع ألمانيا التي يعتبر فائضها التجاري ازاء بلاده مفرطا. وهدد خصوصا بفرض رسوم جمركية للحد من عدم التوازن. في ربيع 2017، اعربت واشنطن عن "الانفتاح" ازاء استئناف المفاوضات مع الاتحاد الاوروبي حول اتفاقية التبادل الحر العالقة منذ انتخاب ترامب رئيسا للولايات المتحدة. وحول خروج بريطانيا من الاتحاد الاوروبي، قال ترامب انه كان سيبدي موقفا "أكثر حزما" من رئيسة الحكومة البريطانية تيريزا ماي في مفاوضات بريكست مع بروكسل. وعند سؤاله حول ما إذا كان يعتبر ان ماي في "موقع جيد" في هذه المفاوضات، اجاب "ما كنت تفاوضت بهذه الطريقة". واضاف "كنت ساعتمد موقفا مختلفا (...) وأقول ان اداء الاتحاد الأوروبي وضعه ليس بالمستوى المفترض وكنت سأتبنى موقا اكثر تشددا حول الانسحاب" من التكتل. وكان قطب الأعمال اعتبر في يناير/كانون الثانى 2017، ان بريطانيا "محقة تماما" بالخروج من الاتحاد الذي تسيطر عليه المانيا برايه موضحا ان بريكست سيحقق "نجاحا" وان التكتل سيواصل التفكك. تأتي تصريحات ترامب حول بريكست في الوقت الذي يتساءل فيه المشككون في اوروبا من المحافظين في رغبة ماي فعلا في قطع الجسور مع الاتحاد الاوروبي بعد موعد بريكست المقرر في اواخر مارس/آذار 2019. وحاول ترامب وماي خلال لقاء ثنائي بينهما على هامش المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس الخميس الماضي اعادة "العلاقة الخاصة" بين بلديهما الى مسارها بعد سلسلة من الخلافات منذ تولي ترامب مهامه الرئاسية. واكد ترامب في المقابلة، ان الولاياتالمتحدة ستصبح "الشريك التجاري الكبير" لبريطانيا بعد المرحلة الانتقالية التي تستمر نحو عامين اثر خروج المملكة من الاتحاد الأوروبي. وتابع أن ماي دعته لزيارة بريطانيا مرتين هذا العام: الاول زيارة عمل والثانية زيارة دولة تشمل عدة مراسم رسمية من بينها استقباله من قبل الملكة اليزابيث الثانية.