قبل نهاية ديسمبر الجارى سيتم القضاء على هؤلاء المجرمين اتفاق على وجود أهالى سيناء مع الجيش فى جميع المداهمات.. والذهاب إليهم فى معاقلهم هى الطريقة الأمثل لاجتثاث الإرهاب رفض الشيخ حسن خلف، كبير مجاهدى سيناء، وأحد أبرز شيوخ قبيلة السواركة، أكبر قبائل أرض الفيروز، أن يكون الرد على العمليات الإرهابية المتكررة فى سيناء، مجرد رد فعل من شيوخ وكبار القبائل، أو فورة تلتهب فى أعقاب كل عملية ثم تنطفئ بعد ذلك، وقال فى تصريحات ل «الأهرام العربي»، «آن الأوان أن نبدأ نحن بالفعل، ونضع التفكيريين فى موضع رد الفعل». أضاف، أن المساحات الجغرافية التى تشهد هذه العمليات الإرهابية، غير عصية على القوات المسلحة، فإن شيخ قبائل سيناء صرح بأنه قبل نهاية الشهر المقبل سيتم القضاء على هؤلاء المجرمين، وأن القبائل سيكون لها دور أكبر من ذى قبل. وشبه خلف، الجماعات المسلحة ب «الجرذان» المختبئين فى الجحور، ولذلك سيتم الذهاب إليهم ودكهم فى جحورهم، وأنه تم الاتفاق على وجود أهالى سيناء مع أفراد القوات المسلحة فى جميع المداهمات، لتطويق المنطقة والبحث وراء كل شجرة وداخل كل حفرة، لأن الذهاب إليهم فى معاقلهم هى الطريقة الأمثل لاجتثاث الإرهاب من جذوره. وتساءل الشيخ حسن خلف، ماذا تبقى بعد أن قتلوا الأطفال والشيوخ الكبار؟ وبينهم مرضى يؤدون صلاتهم وهم جالسون على الكراسي، وواصل الشيخ حسن خلف قائلا: «إن الفُجر وصل بمعدومى الملّة والضمير، إلى حد ملاحقة المصلين الفارين من بطش رصاصاتهم الغادرة، وبذلك فإنهم لم يكتفوا بإلقاء القنابل اليدوية، بل اقتحموا المسجد وأطلقوا الأعيرة النارية تجاه المصلين، وتم قتل أكثر من 17 طفلًا أعمارهم أقل من 14 عاما”. وبنبرة حزن مغلفة بالغضب، قال شيخ قبائل سيناء: “لقد فاض بنا الكيل ولن ننتظر أكثر من ذلك”، وأضاف، أنهم عرضوا رغبتهم مرارا فى السماح للقبائل السيناوية بحمل السلاح لمواجهة الإرهابيين، وهو ما رفضه قادة القوات المسلحة، ونحن معهم سنبدأ فرز حبات الرمل وحصى الأرض وتصفية هؤلاء الخونة، لأننا على دراية بطبيعة سيناء الجبلية”. وتعى قبائل سيناء دورها الداعم للأمن فى القضاء على الإرهاب، ويعى كبارها أنهم مستهدفون من قبل التكفيريين، لكنهم لا يزالون صامدين ومهما بلغ الاستهداف لن ينالوا منهم، وقال الشيخ خلف، إن كبار رجال سيناء شكّلوا اتحادا أطلقوا عليه «اتحاد القبائل»، للرد على واقعة مسجد الروضة، بالتنسيق مع قوات الأمن. الأهم فى تصريحات كبير مجاهدى سيناء، هو ما كشفه عن وجود عناصر من جنسيات أخرى بين منفذى هجوم الجمعة الدامي، وقال، إن سيدة من أهالى سيناء سمعت أحد منفذى العملية يقول لآخر: «غطى ضهرى أنا هاولع فى السيارات»، ولفت إلى أن كلمة السيارة ليست لهجة سيناوية، وهى أقرب إلى الفلسطينيين، وأضاف، أن أغلب منفذى العملية ليسوا من أهالى سيناء، لأن نحو 11 منهم كانوا مكشوفى الوجه والباقى “ملثمين”. وتعلم الجماعات المسلحة العلاقة بين شيوخ القبائل فى سيناء وبين قوات الأمن، وهو تعاون قائم على حماية الأرض، فى الوقت نفسه هناك بعض من أهالى سيناء يتم استقطابهم من قبل هذه الجماعات، لكن ما زاد من قوة استهدافهم للأهالي، وفقا لما كشفت عنه عملية مسجد الروضة، هو استضافة أحدهم عبر شاشة التليفزيون. واستنكر الشيخ حسن خلف، ظهور الليبى عبد الرحيم المسماري، المتهم فى أحداث الواحات، عبر إحدى القنوات الفضائية الخاصة، وأوضح أن هذا الإرهابى أشار فى معرض حديثه إلى أن القوات الأمنية التى داهمتهم كانوا يصطحبون مجموعة من بدو سيناء، وهو ما يؤكد فكرة التعاون مع القوات المسلحة. واعتبر الشيخ خلف أن هذه التصريحات كانت من أسباب الهجوم على مسجد الروضة، بسبب الضغائن التى يحملها هؤلاء التكفيريون تجاه أهل سيناء، لأنهم وحدهم من يملكون القدرة على الوصول إلى أوكارهم. وتركت عملية القبض على منفذى أحداث الواحات الغل فى نفوس الإرهابيين للانتقام، لكن ذلك لم ينل من عزيمة أهالى سيناء، بل شدد الشيخ حسن خلف على الرغبة فى تجاوز الأحزان، والتفكير فى القضاء على هؤلاء بمزيد من الالتحام والاشتباك، لمحاربة هذا الفكر البغيض الذى دمر العراق وسوريا وليبيا، ويأمل فى الوصول إلى مصر، لكن ذلك لن يحدث. وينتمى معظم شهداء ومصابى تفجير مسجد الروضة إلى قبيلة السواركة، التى يعد الشيخ حسن خلف أحد كبارها، والمعروفة بمساندتها لقوات الأمن، لذا شدد خلف على أن قبائل سيناء لن تتنازل عن القصاص من تلك العصابات الموجودة فى كهوف وجبال سيناء، خصوصا أن هناك دولا بعينها لا تريد أن تنعم مصر بالاستقرار.