يعد «الجامع الأزهر» أهم المساجد في مصر، وأشهرها في العالم الإسلامي، وهو جامع وجامعة منذ أكثر من ألف عام، وهو أقدم أثر فاطمي قائم بمصر، وقد اختلف المؤرخون في أصل تسمية هذا الجامع، والراجح أن الفاطميين سموه بالأزهر تيمنا بفاطمة الزهراء بنت الرسول محمد - صلى الله عليه وسلم - وإشادة بذكراها، ولازال الجامع إلى اليوم قائما شامخا تتحدى مآذنه الزمان وتطاول هامات علمائه السحاب، لا يلين لمعتد، ولا ينحني لمتجبر، صادعا بالحق داعيا إليه ما بقيت جدرانه ومآذنه. وحرصت "الأهرام العربي" منذ أن أعلن الأمير خالد بن بندر بن عبد العزيز، رئيس الاستخبارات العامة السعودية وقتئذ، عن مبادرة خادم الحرمين الشريفين الملك الراحل عبد الله بن عبد العزيز آل سعود، بقيام المملكة العربية السعودية، بإعادة ترميم الجامع الأزهر، على الإنفراد بإلاتقاط الصور الأولى من أعمال الترميم الذي أسند الإشراف الكامل لأعمال الصيانة والترميم لشركة «بن لادن» السعودية. من جانبه استعرض الدكتور مصطفى أمين، الأمين العام السابق لمجلس الأعلى للآثار، ومساعد الوزير للشئون الفنية التطورات الأخيرة لمشروع ترميم الجامع الأزهر قائلاً:" إن فكرة التطوير والترميم بدأت عن طريق منحة من ملك السعودية الراحل عبدالله بن عبدالعزيز، بواقع 30 بواقع 30 مليون جنيه، لترميم الجامع تشمل جميع أرجاء المسجد، بالإضافة إلى تجديد المنبر وطلائه بطلاء مذهب، إلى جانب استخدام أرضيات رخامية من الرخام "التاسوس" العاكس للحرارة كالموجود بداخل الحرم المكي، وأعمال ترميم وزخرفة تحت اشراف وزارة الآثار. وأضاف مساعد وزير الآثار للشئون الفنية فى تصريحات خاصة ل«الأهرام العربي»، أنه سيتم تجديد "سجاد" المسجد بنوع فاخر من الماكتيت وتم استبدال اللون الاحمر بالأزرق، كما شهدت أعمال الترميم الواجهات الحجرية الخارجية والداخلية وإزالة أثار الترميم السابقة المستخدمة "الاسمنت الاسود" في بعض المناطق، وترميم الزخارف الإسلامية والنقوش والأسقف والنوافذ الخشبية والمشربيات. وتابع أمين:"أنه تم الإنتهاء من ترميم مآذن الجامع والظله العثمانيه والمأذن الخمسة، بداية مأذنة الظلة الشمالية الشرقية والظلة الجنوبية الغربية والمدرسة الأبغوية، والمدرسة الجوهرية والرواق العباسى، وتم تنظيف الواجهات الحجرية والمأذن بالبخار، وهو اسلوب يستخدم لأول مرة، كما تم حقن كراسى المأذن بأكملها، وجاري ترميم سكن الطلبة". وأوضح الدكتور مصطفى أمين، أنه تم الانتهاء تقريباً من حوالى 80٪ من أعمال الإضاءة الخارجية والداخلية، وأعمال مقاومة الحريق وأعمال النقل التليفزيونى وتأهيل السور الخارجى، وتم إعادة تنسيق الموقع الخارجى وإعادة إنشاء مبنى دورات المياة، والإنتهاء من أعمال مشيخة الازهر وتم تسليمها للمشيخة. كما قامت الشركة المنفذة للأعمال بعمل شبكة صرف للأمطار وشبكة صرف صحى جديدة للجامع بأحدث نظم الصرف المعروفة حاليًا بعد تهالك شبكة الجامع القديمة وتغيير شبكة الكهرباء بالكامل وجميع نظم الإنارة بأحدث الأنظمة الحديثة المستخدمة داخل الحرم المكى، فمع بداية القادم سوف يتم الإفتتاح الجزئى للجامع الأزهر الذى سوف ينتهى بالكامل فى عام 2019، وهناك متابعة مستمرة من القاهرة التاريخية وقطاع الاثار الاسلامية.