أرض مصر مليئة بالآثار الفرعونية العظيمة والتي لاتزال فى حالتها رغم مرور آلاف السنين، ولعل أبرزها معابد أبوسمبل الآثرية التى تضم الصخور الضخمة على الضفة الغربية غرب أسوان. ومع اقتراب مرور 200 عام على ذكرى إعادة اكتشاف معبد أبو سمبل الأثرى، تنظم وزارة الآثار بالتعاون مع الجهات المعنية حفل عالميا بتلك المناسبة، لذا رصدت «الأهرام العربي» قصة اكتشاف المعبد فى هذا التقرير. خلال القرن ال 6 قبل الميلاد، غطت الرمال تماثيل المعبد الرئيسى، وكان المعبد منسياً حتى عام 1813، وبعد مرور بضعة سنوات عثر الرحالة السويسرى "جي أل بورخاردت" على كورنيش المعبد الرئيسى، وتحدث بورخاردت عن هذا الاكتشاف مع نظيره الإيطالى المستكشف «جيوفانى بيلونزى»، وسافروا معا إلى الموقع، لكنهم لم يتمكنوا من حفر مدخل للمعبد، حتى عاد المستكشف الإيطالى «جيوفانى بيلونزى» عام 1817، ونجح فى محاولته بدخول المعبد. ويعد الرحالة "جي أل بورخاردت" أول من أشار للمعبدين فى كتابه مشاهدات فى بلاد النوبة فى 22مارس 1813، ولكن صديقة «بلزونى» هو من قام بإزاحة الرمال عن المعبد حتى وصل إلى قدس الأقداس على مسافة 60 مترا داخل الجبال، كما كتب أسمه على الحائط الشرقي للتماثيل الأربعة، وتم كل ذلك دون أن تفك الرموز الفرعونية التى لم تحل إلا عام 1822. وتعتبر السيرة الذاتية للمكتشف «جيوفاني بلزونى» مثيرة للإعجاب، فهو أبن لأب كان يعمل فى مجال الحلاقة، وكان يحلم الأب أن يكون الأبن ممتهناً لمهنته، وظل فى بلدته حتى الثالثة عشر، وأنتقل لروما حيث تلقى تعليم هامشى، وعند احتلال ايطاليا من فرنسا فر للشمال، وعمل بائع متجول لمدة ثلاث سنوات وأنتقل للندن للعمل كممثل مسرحي. ونظرا لضخامة بنيانه، لعب « بلزونى» أكروبات - جمباز- فى السيرك، وظل يقدم تلك الاستعراضات حتى أنتقل إلى القسطنطينية فى تركيا ليعمل فى المهرجانات حتى ألتقى مع وكيل «محمد على باشا » حتى اقتنعه على أنه قادر على صنع آله من أختراعة لرفع مياة النيل، ورغم نجاح تجربة هذا المحرك، إلا أن التصميم لم يُثِر اهتمام محمد علي. وحينما أتى إلى مصر شاهد التحف الأثرية وبدأ شغفه بالأثار، وبدأ فى العمل لصالح قناصل الدول للعثور على قطع أثار نادرة، ورافق بعثة القنصل الأنجليزى «هنر سولت» بناء على توصية «بوركهارت» لمرافقته لبعثة «الرمسيوم» وقام خلالها بنقل تمثال نصفي برمسيس الثانى سمى «بممنون الصغير» بنفس طريقة المصرى القديم وتم شحنه للمتحف البريطانى ومازال حتى الأن، ولم يكن محمد علي واعياً لقيمة تلك الأثار التي هُرّبَت خارج مصر. وكذلك حفر فى معبد الكرنك وفتح مقبرة سيتى الأول فى وادى الملوك، وما تزال تسمى بقبر «بلزونى» وقام بحفائر فى معبد فيلة وسرق احدى مسلاتها وأول من نقب بالهرم الثانى بالجيزة، ويعد أول أوروبى يزور الواحات البحرية وحدد قرية برنيس على البحر الأحمر ومعظم الآثار المصرية فى المتحف البريطاني هو والقنصل هنرى سولت وكان يقيم حفلات خاصة بعد منتصف الليل فى لندن، لفك أربطة مومياوات من مصر ولكنها سافر لأفريقيا حيث مرض ومات فى 3ديسمبر 1823، ودفن بنيجيريا ورغم ذلك يذكر له أنه أزاح الرمال عن معبدى ابوسمبل. الجدير بالذكر أن بناء مجمع المعبد بدأ فى حوالى 1244 قبل الميلاد واستمر لمدة 21 عاما تقريباً، وكان معروف باسم معبد رمسيس المحبوب من قبل آمون، وجاء البناء للاحتفال بذكرى انتصاره فى معركة قادش، وواجهة المعبد تتكون من أربعة تماثيل كبيرة تمثل الملك بارتفاع 20 متراً، وتوجد ستة تماثيل فى المدخل أربعة منها لرمسيس الثانى واثنان لزوجته نفرتارى، وقيل إن طريقة بنائه تمت بحيث تتعامد أشعة الشمس على وجه تمثاله الموجود فى قدس أقداس المعبد مرتين فى السنة يوم الميلاد ويوم تنصيبه ملكاً.