شاهيناز العقباوى - «إنسان واثق من نفسه يجيد التعبير عن آرائه، ومخلص فى كلامه وصادق» هكذا يصف الإعلامى الكبير طارق حبيب الرئيس محمد مرسى الذى سبق وأن إلتقاه فى حوار تليفزيونى وقت الإنتخابات الرئاسية الأخيرة ، مؤكداً أنه يخطط للإلتقاء به مرة أخرى وسؤاله عن القضايا التى تشغل الشارع المصرى الآن. طارق حبيب فى حواره معنا كشف الكثير من الأسرار عن نجوم زمن الفن الجميل «بليغ حمدى ، فريد الأطرش، عبد الحليم ، سامية جمال، نجيب محفوظ» وأزاح الستار عن حكاية لقاءه بالشيخ الشعراوى وأراءه الجريئة التى أزعجت المسئولين.. وإليكم نص الحوار.. أجريت عددا من الحوارات مع مرشحى الرئاسة وكان من بينهم الرئيس محمد مرسى.. فما تقييمك لشخصيته؟ إنسان واثق من نفسه يجيد التعبير عن آرائه، ومخلص فى كلامه وصادق وبعد توليه منصب الرئيس لم ألتق به، لكننى أنوى أن أجرى حوارا معه بعد مرور بعض الوقت ، لاسيما أن هناك قضايا كثيرة لم أرغب فى أن أشغله بها قبل توليه المنصب. ما تقييمك لمستوى الإعلام المصرى حاليا.. فى ظل هذا الكم الهائل من الفضائيات؟ مصر حاليا تعانى انفلاتا إعلاميا كبيرا. ويحتاج منا لوقفة جادة تشمل كل عمالقة الإعلام فى مصر ولا تتدخل بها الحكومة لوضع ميثاق شرف إعلامى، و إذا تم ذلك بموضوعية، سيختلف الأمر كثيرا وسنشعر بفارق كبير، لاسيما أننا فى ظروف صعبة تحتاج منا إلى بعض التريث والاهتمام. ما الفرق بين إعلاميى اليوم وجيلكم؟ نحن لم نبحث عن مال أو شهرة، كنا نعمل حبا فى الإعلام، ورغبة فى تقديم ما يريده المشاهد، وجيلنا نجح فى ذلك، أما الحاليون فهدفهم إحداث قصب السبق والشهرة حتى لو كان ذلك على حساب الضيف أو المشاهد، هذا فضلا عن حرصهم الشديد على جمع المال. ما رأيك فى أن يحصل الضيف على مقابل مادى نظير استضافته فى البرنامج؟ الأمر ليس غريباً، فعبدالحليم حافظ حصل على 17 جنيها مكافأة حضوره برنامج لمدة ثلاث ساعات عزف خلالها على البيانو والعود، وغنى أكثر من أغنية، و الأمر لم يقتصر على المطربين، فتوفيق الحكيم اشترط أن يحصل على ألف جنيه نظير تسجيل برنامج معه، وقتها كان الموسيقار كمال الطويل هو المنتج، وعندما أعطيت المبلغ لتوفيق الحكيم طلبت منه أن أحصل على إيصال أمانة للذكرى، وأذكر أنه دعانى فى مكتبه وأحضر لى فنجاناً من القهوة وطلب من الساعى أن يضيفه إلى حساب نجيب محفوظ أو ثروت أباظة. أجريت عملية قلب مفتوح وفضلت تصويرها وعرضها أثناء الجراحة .. لماذا؟ أجرى لى الدكتور مجدى يعقوب عملية القلب المفتوح، وعقب الشفاء أجريت معه حوارا، وأصبحنا أصدقاء واستضفت يوسف إدريس وعبدالحليم ويوسف شاهين للحديث عن تجربتهم مع المرض، وكانت حلقات نادرة جدا. بالإضافة إلى ما قمت به من تصويرى أثناء العملية الجراحية. لم لا يعيد التليفزيون عرض برامجك وحلقاتك المميزة مع كبار النجوم؟ يسأل فى ذلك رئيس التليفزيون، ومستقبلا هناك اتفاق معه لإعادة برامجى وللأسف سبق وجربت هذه التجربة مع قناة خاصة لكنها خدعتنى. أجريت العديد من الحوارات الناجحة مع كبار السياسيين والمثقفين والفنانين والإعلاميين أى الأسماء لاتزال تذكرها؟ لا يمكن أن أنسى نجيب محفوظ، فهو قمة فى التواضع، وله ضحكة جميلة، كان تلميذا نجيبا فى كل تسجيلاتى، ونشأت بيننا صداقة جميلة، لدرجة أنه اقترح على مذيعى تليفزيون ألمانيا واليابان عقب فوزه بجائزة نوبل أن يحصلوا على بعض إجابات لأسئلتهم من الحوارات التى أجريتها معه من خلال برنامجى «ثلاثية نجيب محفوظ». أما عبدالوهاب فكان من المشاهدين الدائمين لبرنامج «أتوجراف» الذى كنت ألتقى خلاله بضيف فى أى مجال للحديث عن سيرته الذاتية، وبعد انتهاء الحلقة كنت أنتظر مكالمة الأستاذ عبدالوهاب ليخبرنى برأيه فيها، وهو ما دفعنى لأن أطلب منه أن يكون أحد ضيوفى.. فوافق وقبل إجراء الحوار معه اشترط أن نضع سيناريو مفصلا قبل التسجيل وبعد الانتهاء من تسجيل الحلقة طلب منى إعادتها لأنها «بروفة» بالنسبة له فتأكدت وقتها أنه إنسان يشك فى كل شىء. ولا أستطيع أن أنسى الملكة نريمان فقد كنت الوحيد الذى قبلت الحديث معه، أما مصطفى محمود فكان يهتم بمظهره بشكل غير طبيعى قبل ظهوره على شاشة التليفزيون، وعندما يتحدث لا يسكت فكانت لديه طلاقة، يستطيع الحديث أكثر من ساعة دون أن يتوقف. وسجلت مع الأنبا شنودة والشيخ الشعراوى، ومفتى الديار المصرية والشيخ عبدالحليم محمود وسألته عن رأيه فى نقل الأعضاء وعرضت اعترافات 140 شخصية من رجال ثورة يوليو تحدثوا عن دورهم بها وذكرياتهم التى لا يعرفها أحد. وما الشخصية التى كنت تتمنى أن تجرى معها حوارا؟ لم أستطع التسجيل مع أم كلثوم، لأننى كنت صغيرا جدا ومن المستحيل أن تقبل أن تجرى معى حوارا، لأنها كانت تكتفى برئيس الإذاعة، أما شادية فرفضت بعد توجهها للاعتزال، وليلى مراد لم ترغب فى أن يرى الناس ما حدث لها من تغيير بعد اعتزالها. وهل حقا طلب منك الشيخ الشعراوى تسجيل بعض الحلقات معه؟ طلب منى أن يظهر فى البرنامج وهو شرف لا أدعيه وقبلت دعوته وأجريت معه حوارا دام أكثر من أربع ساعات وعرض على أربع حلقات وحقق جماهيرية واسعة. ولماذا تم منع الحلقات من العرض مرة أخرى؟ ما حدث أن بعض التصريحات أغضبت بعض مسئولى التليفزيون، فمنعت الحلقات من العرض. وهل تذكر حلقات أخرى قمت بتسجيلها ولم يسمح لها بالعرض؟ سجلت حلقة مع كل من الفنان بليغ حمدى والفنان محمد سلطان من خلال أحد برامجى الذى كنت ألتقى فيه ضيفين لا يرى أحدهما الآخر، ولا يعلم من يكون زميله إلا بعد عرض الحلقة، وعندما علم بليغ حمدى أنه سيجتمع هو ومحمد سلطان فى حلقة واحدة غضب وطلب من الوزير إيقافها لأن الأول كان متزوجا من المطربة وردة والأخير من المطربة فايزة أحمد. جمعت فى إحدى حلقاتك بين عبدالحليم حافظ وفريد الأطرش برغم خلافهما.. كيف فعلت ذلك وما تقييمك لكل منهما؟ فريد الأطرش إنسان بسيط جدا، طفل برئ يضحكه أى شىء، وقلبه طيب للغاية يمكن أن ينخدع سريعا، بينما عبدالحليم وأنا من عشاقه فهو ذكى اجتماعيا وحريص على أن تكون إجابته لكل الأسئلة دقيقة، ومن الممكن أن يرفض سؤالا حتى لا يقع فى مشكلة، يبدو بخيلا، إلا أنه كان كريما جدا، أذكر أنه طلب منى عندما كنت أعمل فى مجال الطيران أن يحصل على خصم لتذاكر الفرقة عندما كان مسافرا لأوروبا، ففعلت له ما طلب، وعندما عاد أحضر معه هدايا توازى قيمتها ما قمت بتخفيضه، الهدف كان أن يثبت لنفسه أنه مستجاب الطلبات. على ذكر عبدالحليم.. هل تزوج من سعاد حسنى؟ أؤكد أنهما لم يتزوجا كما يشاع، فبحكم سكنى بالقرب من سعاد كثيرا ما كنا نجتمع وارتبطنا بصداقة قوية لكنها ابتعدت عنى بعد زواجها ليس من عبدالحليم. إذا عرض عليك أن تعيد بعض برامجك.. من ستختار من النجوم لتلتقيه الآن؟ لن أجد من أجرى معهم الحوارات بنفس الثقل والتميز مقارنة بالماضى، فمن الذى سأتحدث معه لأكثر من ساعة، أغلب الفنانين الآن خواء لا يملكون الرصيد الكافى لإثارة إعجاب الناس، لاسيما أن الفنانين القدامى كان هناك إجماع عليهم، لذا ما قمت بتسجيله معهم رصيد كبير أعتبره وساما على صدرى. على ذكر صداقتك للفنانين كنت صديقا لسامية جمال وأجريت معها حوارا بعد زواجها من رشدى أباظة برغم تحفظها الشديد؟ سامية جمال كانت إنسانة طيبة القلب، سريعة البكاء، عرفتها وهى وحيدة، وزوجة لرشدى أباظة، وحبيبة عمر فريد الأطرش، أجريت معها حوارا عقب زواجها برشدى، ولاحظت أنه كان يصلح لها ما تقول، ويغير بعض إجاباتها حتى تظهر فى أفضل صورة لأنها كانت بسيطة التعليم والثقافة.