تمكن عبدالحكيم بلحاج ورفاقه من اختراق الحدود السورية انطلاقا من تركيا، الأمر الذى يشير بوضوح إلى أن سيناريو "المجاهدين" الذى اتبعته واشنطن لطرد الاتحاد السوفيتى من أفغانستان يكرر ذاته.. وربما فى حال نجاح سيناريو الفوضى، تواجه أمريكا والعالم بأسره انطلاقا من سوريا نموذجاً يعيد إنتاج مأساة تنظيم القاعدة. هذا ما أشارت إليه صحيفة "لو فيجارو" الفرنسية أخيرًا. بعد أن وقعت التفجيرات الانتحارية الأولى فى العاصمة السورية قبل وصول المراقبين العرب.. بينما وقعت الثانية بعد التمهيد لفشل هذه البعثة.. وفى عالم الحقيقة وقعت التفجيرات الأولى فى أعقاب أضخم مناورة عسكرية سورية علنية.. وتزامن التفجير التالى مع وصول حاملة الطائرات الروسية للسواحل السورية .. وهذا هو ما لا تريد أعين الإعلام الغربى أن يراه الملايين !! والحقيقة التى لا يريد أحد أن يعترف بها، هى أنه لا أحد يحتكر العنف فى سوريا، فلا النظام السورى قادر على إنهاء حالة التمرد المسلح ولا المتمردين قادرون على إسقاط النظام .. من دون التدخل الأجنبي. ومن هنا يظهر لنا بوضوح تام حجم الخداع الذى يتعرض له الملايين من جراء التحيز البالغ الذى يبديه عديد من الأطراف الدولية ضد الشعب السورى بأسره حكومة ومعارضة. لكن هل هناك ما هو جهادى فى هذه المتفجرات؟ بخلاف الأسلوب طبعا، يمكن أن يشير إلى اكتمال صعود الإسلام السياسى بالقفز على المشهد فى سوريا؟ المراقبون على اختلاف مناهجهم يؤكدون أن هناك هلالا سنيا يريد تطويق العالم العربى تحت ستار ما يسمى بالربيع العربى. .وهنا يقول المحلل السياسى الفرنسى لوك دوبوافر من معهد العلاقات الدولية والاستراتيجية بباريس فى تحليل بعنوان: إلى متى سيطول أمد الصحوة؟.. ما نصه :أن الحكومات الإقليمية التى تستورد المقاتلين الليبيين إلى سوريا تذكرنا بتمويل الأمريكيين لأسامة بن لادن منذ 30 عاما خلت فى أفغانستان، وكلنا يعرف التبعات بما فى ذلك احتمالات قيام ثورات القصور .. إن عملية السلام فى سوريا يتوجب أن تنبع من الحوار الوطنى وقوى المعارضة المدعومة خارجيا لن تسهم إلا بصبغ الحوار باللون الطائفى وهذا ما يفسر لماذا لا يمكن فرض حل للأزمة السورية من قبل جيرانها حتى وإن كانوا فى السابق من أوثق أصدقائها قبل أن يغيروا رأيهم؟ المزيد عن الأفغان الجدد فى العدد الجديد من مجلة الأهرام العربي الذي يصدر صباح السبت المقبل.