الحل العربى أثبت ضعفع وعدم نفعه أمام الأزمة السورية التى تواصل الحكومة السورية فيه نزيف الدماء لأبناء شعبها المطالب بحقه الشرعى الا وهو الحرية وفى نفس الوقت يقف الغرب موقف المدافع الذى يريد نصرة الشعب السورى "ليس لحبه فيه بالطبع" وإنما لمصاحله الشخصية الذى تقف امامه فيه ثلاث قوى تمنعه من الفتك بالنظام السورى العنيد الا وهم "إيران- الصين- روسيا". من جهته أكد وزير الخارجية محمد كامل عمرو اليوم السبت تطابق وجهات النظر المصرية والتونسية بشأن ضرورة حل الأزمة السورية في الإطار العربي. وذكر بيان للخارجية المصرية أن ذلك جاء خلال لقاء عمرو مع نظيره التونسي رفيق عبد السلام الذي يزور مصر حاليا لحضور اجتماع مجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري غدا الأحد، حيث حرص على الحضور إلى القاهرة اليوم للاجتماع مع نظيره المصري قبيل اجتماع الجامعة العربية. وصرح المستشار عمرو رشدي المتحدث الرسمي باسم الخارجية بأن اللقاء اتسم بالودية الشديدة وتأكيد الوزيرين على عمق العلاقات المصرية التونسية والحرص المتبادل على تعزيزها ، حيث صرح الوزير عبد السلام بأن هناك تطلعا عربيا لاستعادة وتعزيز الدور السياسي النشط للقاهرة ، مؤكدًا أن "العالم العربي بخير مادامت مصر بخير" ، وأن الأشقاء في تونس يعولون أهمية كبيرة على تعزيز العلاقات مع مصر. ومن جانبه أكد الوزير عمرو على أن تشابه وتتالى ثورتي مصر وتونس يثبت ما بين شعبي البلدين من قواسم مشتركة في الآمال والتطلعات ، بما يضع مسئولية أكبر على حكومتي البلدين للقيام بما تمليه تلك التطلعات من خطوات ثنائية لتعزيز العلاقات والتعاون الثنائي. كما أشار عمرو إلى ضرورة توسيع قاعدة التعاون ليضم دول الربيع العربي في شمال أفريقيا الثلاث، مصر وتونس وليبيا، ومد هذا التعاون إلى المجالات الاقتصادية، وهو ما يزكيه تكامل اقتصادات الدول الثلاث وتنوع صادراتها بما ينفى التنافس فيما بينها. وأشار المتحدث إلى أنه تم أيضا استعراض الأوضاع العربية الراهنة ، وبخاصة الشأن السوري، حيث تطابقت وجهات نظر الوزيرين بشأن ضرورة حل الأزمة السورية في الإطار العربي ومن خلال المبادرة العربية لتفادى التدويل والتدخل الخارجي في الأزمة حفاظا على الأمن القومى العربي. أكدت بسمة القضمانى المتحدثة باسم المجلس الوطنى السورى، أن المجلس يرفض تمديد بعثة المراقبين العرب فى سوريا، وأنه طالب الجامعة العربية رسميا بإحالة الأزمة السورية إلى مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة. وقالت القضمانى فى تصريحات صحفية عقب لقاء وفد المجلس برئاسة برهان غليون مع الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربى اليوم، إن تمديد عمل البعثة لا يحل الأزمة ولا يوقف العنف السائد فى سوريا، والحل يكون من وجهة نظر المجلس بسحب كل المراقبين العرب الانتقال فورا لمجلس الأمن، مؤكدة أن عدد البعثة العربية المرسل لسوريا غير كافٍ لتغطية كافة المناطق الساخنة. من جانبه قال برهان غليون رئيس المجلس الوطنى السورى، إن التقرير الذى سيقدمه غدا رئيس بعثة المراقبين العرب، الفريق أحمد الدابى، لوزراء الخارجية العرب إذا كان غير موضوعى سيعبر المجلس عن رفضه للتقرير، مشيرا إلى أن المجلس سيعقد غدا مؤتمرا صحفيا عاجلا بالقاهرة لإعلان موقفه النهائى من المبادرة العربية . وأكد غليون أن لقاء وفد المجلس مع العربى تم خلاله تبادل وجهات النظر حول بعثة المراقبين، موضحا أن الشروط التى عملت بها اللجنة لا تؤهلها لتقديم تقرير متوازن يرضى الشعب السورى والرأى العام العربى. شدد رئيس مجلس النواب الأردني عبدالكريم الدغمي على أهمية الحل العربي للأزمة السورية رافضا تدويل الملف السوري، إلا أنه أشار إلى أن دور الجامعة العربية تجاه أحداث سورية غير متوازن، كما عبر عن حاجة الأردن إلى مجلس التعاون الخليجي في جوانب عديدة. تصاعدت حدة التوتر في الشارع السوري بعد الامل الذى بدأ يظهر كوضوح البروتوكول الذي وقّعته سوريا منذ أكثر من شهر بكيفية التعاطي مع المبادرة العربية، بحيث أوكلت تسهيل عمل المراقبين العرب للخارجية السورية، وحصرت التعاطي بشكل نهائي بالدبلوماسية، وما استتبعه من تقارير وتصاريح ومشاهدات شفوية لرئيس لجنة المراقبة محمود الدابي، تتوقع مصادر دبلوماسية أوروبية أن تعيد الجامعة العربية الأزمة السورية إلى مربعها الاول، وذلك انسجاما مع تطلعات قطر ومعها واشنطن وعواصم غربية، اضافة إلى المعارضة السورية وخاصة "مجلس اسطنبول" للخروج بتوصيات تفتح الباب أمام التدويل، وهذا ما يفسّر التصعيد الامني والاعلامي اللافت خلال الساعات الاخيرة الماضية. ويكشف المصدر أنّ واشنطن تعمل من خلال قطر وفق خطة مبرمجة تقضي كخطوة اولى بالضغط باتجاه تطعيم المراقبين العرب بمراقبين دوليين، تمهيدا لطرح الازمة على مجلس الامن انطلاقا من زاوية حقوق الانسان التفافا على الموقفين الروسي والصيني. ويسعى الغرب بدوره للضغط على الجامعة العربية لتسريع الخطوات وتفعيلها، على ان تكون الامور قد وضعت على سكتها المفترضة قبل موعد انتقال رئاسة الجامعة إلى العراق في اذار المقبل، حيث يؤكد زوار العاصمة السورية ان الرئيس السوري يعتزم المشاركة في القمة المقررة في بغداد دعما لرئيس الوزراء العراقي نور المالكي. وانطلاقا من هذه الاجندة، تؤكد المعطيات على احتمالين اثنين، اما انتقال الرئاسة الدورية إلى العراق، حيث تستعيد سوريا مكانتها لدى الجامعة، وبالتالي خروجها من عزلتها العربية، أو تأجيل انتقال الرئاسة بحجة الاوضاع العربية المتردية، وهذا ما لا يلحظه بروتوكول تأسيس الجامعة، مع الاشارة إلى انعدام إمكانية تنازل العراق عن حقها بالرئاسة مهما كانت الظروف والضغوط والاغراءات. في المقابل دعا الدبلوماسي الاوروبي إلى اجراء قراءة معمقة للموقف الفرنسي الذي يتدرج صعودا من الناحية الاعلامية، وذلك لجهة ما نشرته صحيفة الفيغارو المعروفة بتعاطفها مع الرئاسة الفرنسية حول كشف حقيقة مقتل الصحافي الفرنسي في سوريا خلال الاسبوع المنصرم، حيث أكدت أنّ الصحافي المقصود اغتيل برصاص الثوار، وإن كانت قد اشارت إلى ان الحادث حصل عن طريق الخطأ. وبالتالي فان ذلك يحمل اعترافا صريحا بوجود ثوار اولا، وليس مجرد متظاهرين او محتجين، وباعتماد هؤلاء الثوار على استعمال السلاح، بما يؤكد صفة "الثوار المسلحين" بحسب التعبير. وتاليا فان هذا ما سيعطي الدبلوماسية السورية فرصة ذهبية قد لا تتكرر لدفع فرنسا إلى عقلنة مواقفها من خلال التركيز على حق الدولة في مواجهة المسلحين، وذلك انطلاقا من مبدأ ضرورة حماية المؤسسات الرسمية والعسكرية، كما حماية المدنيين. ويخلص إلى طرح علامة استفهام كبيرة حول توقيت اعلان صحيفة الفيغارو، وما اذا كان هذا سيشكل بداية مخرج للخارجية الفرنسية المندفعة بشدة وتهور لاسقاط نظام مدعوم من ثلاثية روسية صينية ايرانية لا يستهان بها. فهل سيشهد العرب ربيع عربى على سوريا أم أن الغيوم والطقس السئ سيعاند الشعب السورى المقهور.