منذ تعيينها في منصبها المهم والحساس وهي تكيل الاتهامات للعالمين، العربي والإسلامي، مقابل نثر المديح للكيان الصهيوني في أرجاء المنظمة الدولية التي عُرِّف عنها دفاعها المستميت عن التزييف الإسرائيلي. لم يتوقع أكثر المتشائمين أن تكون « نيكي هيلي » سفيرة الولاياتالمتحدةالأمريكيةبالأممالمتحدة أن تكون صهيونية أكثر من الصهاينة أنفسهم، إذ منذ تعيينها في منصبها التاريخي وهي تدافع عن التجمع الصهيوني بكل ما أوتيت من قوة، حتى غدت تهدد الأممالمتحدة نفسها بأن بلادها ستنسحب من منظمة حقوق الإنسان التابعة للمنظمة الأممية؛ بدعوى أنها تكيل بمكيالين لصالح القضايا العربية والإسلامية على حساب " إسرائيل ". فوجىء المتابعون للشؤون الإسرائيلية قبل يومين، وتحديدًا، ظهر الثلاثاء، بأن هيلي تهدد الأممالمتحدة بانسحاب بلادها من منظمة حقوق الإنسان الدولية التابعة للمنظمة الأممية بدعوى كيلها الاتهامات لإسرائيل، مدافعة عن الكيان الصهيوني بشكل يثير حفيظة الآخرين، وكأنها إسرائيلية وليست أمريكية، فهي منذ وصولها لمنصبها الحالي وهي تقف بجانب تل أبيب وقوفًا أعمى، مؤكدة انها ستقف بحزم ضد كافة الحملات التي وصفتها بالمعادية ل " إسرائيل " وبأن سياسة الأممالمتحدة لابد وأن تشهد تغييرًا كبيرًا في التعامل مع التجمع الصهيوني. الغريب أن نيكي هيلي التي تزور خلال هذه الأيام، وتحديدًا، منذ الأربعاء، ولمدة ثلاثة أيام، الكيان الصهيوني، عزمت على إغاظة العالمين، العربي والإسلامي، بالإدلاء بتصريحات استفزازية وزيارة لمناطق غلاف غزة وبعض الأنفاق على الحدود الفلسطينية المحتلة مع قطاع غزة، برفقة صديقها الشخصي، الذي يرافقها كظلها، داني دانون، السفير الصهيوني بالأممالمتحدة، ويبدو أنهما ينسقا معًا لمناهضة أية قرارات تتعلق بالقضايا الفلسطينية والعربية والإسلامية، وكذلك على الجانب الآخر للقضايا التي يُزعم أنها تمثل خطرًا على التجمع الصهيوني، أو يشار من خلالها لممارسة الظلم تجاه إسرائيل، إذ في كل مرة يأتي ذكر اسم إسرائيل على لسانها، غالبًا ما ترفقه بأن واشنطن والإدارة الأمريكية الجديدة لن تسمح بتكرار ممارسة الظلم ضد إسرائيل، وأن بلادها وعدت بعدم تكرار ذلك مستقبلاً، في حالة من الاستفزاز الأمريكي الجديد القديم، في وقت لم يقابله أية رد فعل عربي أو فلسطيني، وكان من الأحرى على الجانب الفلسطيني، بشكل خاص، أن يتصدى لتصريحات نيكي هيلي المناهضة للأحلام الفلسطينية، إن وجدت. الثابت أن جُل تصريحات هيلي حول إسرائيل تؤكد من خلالها أن المنظمة الأممية، وتقصد بها الأممالمتحدة تعمد على " إخافة إسرائيل "، وكأنها تحدثنا عن دولة جديدة لم نعهد بها منذ ما يزيد عن 69 عامًا، هي عمر الاحتلال الكولونيالي الصهيوني للأراضي الفلسطينية، في وقت كررت كلمة " ظلم إسرائيل " خلال لقائها بالرئيس الإسرائيلي، رؤوبين ريفلين، ورئيس وزراءه، بنيامين نتانياهو، وكذلك وزير الحرب، أفيجدور ليبرمان، في لقاءات منفصلة متصلة، مصممة على التأكيد بأن الأجواء في الأممالمتحدة قد تغيرت، لصالح التجمع الصهيوني طبعًا. شهدت العقود الماضية انحيازًا واضحًا من منظمة الأممالمتحدة لصالح التجمع الصهيوني، على حساب العالمين، العربي والإسلامي، وظُلمت القضية الفلسطينية في أروقة هذه المنظمة الأممية، وجاءت « نيكي هيلي » لتزيد من هذا الظلم، وتضع المزيد من الحطب فوق النيران المشتعلة بين الشعب الفلسطيني وتلك المنظمة، من جديد.